- هل انتِ تائهة يا صغيرة ؟
نظرت الى الواقف أمامها بذهول ولا تعلم لماذا ارتجف قلبها وعادت خطوتين للخلف حتى التصقت بالجدار ولكن ما تعلمه أن تلك الهالة التي تحيط به دائما ما تخيفها .
اخذ يتفرسها من الاسفل للاعلى بنظرات وقحة كالعادة بدئا بساقيها وثوبها ثم صدرها وشعرها المنثور على كتفيها وصولا لعنقها وشفاهها .. وملامحه الباردة تخفي مشاعر حقيقية بثها اليها بمخيلته فقط ..
- أ ... أ ... أنا ... فقط ... كنت ... أ
أخذت تتأتأ بتوتر وخوف وهي تحاول شرح سبب وجودها في هذا المكان ليقاطعها هو بابتسامة جانبية خفيفة :
- كنتي تبحثين عن روكي .
أومئت بارتباك وهي تبتلع ريقها فضحك بخفة ووضع اصابعه بفمه وصفر بصخب فجفلت روح ولكنها سرعات ما ابتسمت ما أن رأت روكي يهرول مقتربا من بعيد ويتجه نحو مراد ويبدأ بلعق يده .
- روكي !
قالت بابتسامة متوترة ثم مدت يدها تنوي لمس الكلب بتردد ثم سحبتها خوفا من مراد وعادت مدتها وسحبتها مرة اخرى لتمسك بطرف ثوبها وتعبث به وهي ترى مراد يداعب فرو روكي بيده ..
- لا تخافي كلانا لا يعض .
قال بتهكم فابتسمت بخفة قائلة :
- ظننت ... ربما ... أنت ... لا تحب أن يلمس أحدهم كلبك .
ضحك مراد حتى بانت نواجده وهي تننظر اليه بتوتر وخوف ثم كست ملامحه الجدية واقترب منها ساندا ذراعه الى الجدار خلفها ودنى منها هامسا على مقربة من وجهها وعيناه تغرق بحمرة شفاهها :
- تحفظين طباعي !
احمرت وجنتيها وحاولت الابتعاد ولكنه وضع ذراعه الاخرى يحصرها بين ذراعيه فانكمشت على نفسها رافعة كتفيها كصوص صغير مسكين ونكست رأسها بخجل وصدرها يعلو ويهبط بتوتر شديد وعقلها يفكر بذلك السر المحرج بينهما .
- اجل انا لا احب ان يلمس أحدهم ما يخصني .
اردف هامسا ولشدة قربه منها اغمضت عينيها لتشعر بانفاسه تضرب عنقها رادفا مغمض العينين وهو يداعب أذنها بارنبة أنفه :
- أيمكنكِ الاحتفاظ بسر آخر ؟
فتحت عينيها على وسعها ووضعت يدها على ثغرها بخجل شديد ظنا منها بانه سيقبلها فنظر مراد الى ملامحها الظريفة وابتسم بتهكم على برائتها ..
امسك يدها وأبعدها عن ثغرها وهي كالمسحورة لا تقوى على رفض لمساته وقد اختلط الخوف والخجل بداخلها وافقداها تركيزها لتجده يقبل باطن يدها ثم يتركها ويأخذ عن شعرها دبوس الزينة قائلا :
- لا تخبري أحد بأنكِ رأيتيني هنا .
اخفى الدبوس بجيبه ونظر الى روكي يندهه :
- هيا روكي ... come on boy
ثم ابتعد عنها يوليها ظهره ولكنها صاحت من خلفه :
- شكرا لك على إنقاذ حياتي .
ثم هربت فورا تهرول بسرعة نحو مخرج الردهة قبل أن يلتف وينظر اليها .. وعندما نظر اليها وجدها قد اختفت من المكان كله فابتسم برضى ونظر الى روكي قائلا يداعب رأسه :
- أحسنت باستدراجها الى هنا .
أنت تقرأ
لظى الإنتقام /مكتملة
عاطفية(رواية لا تخلو من الجرئة ) ظنها عثرة في طريقه .. ووسيلة لابعاده عن منشوده .. لايعلم بأنها الفتاة التي بحث عنها في وجوه وقلوب جميع من عرفهن .. كان هدفه قتلها واستغلالها .. حتى وقف القدر في وجهه وجعله عاشقا متيما بها .. الى أن أمسى جسده قربانا لروحها...
