الجزء العشرون

3.8K 166 56
                                    

في ردهات قصر دمير صالح أوغلو الاب وبين زواياه تردد صوت تكسير الزجاج وتحطيم للاثاث وصراخ داملا يتغلل ذلك كله .. صراخ غاضب يخرج من عمق روحها معبرة عن شعورها المغتاظ بعد أن جاء محامي دمير واعطاها إنذار لمدة اسبوع لتخلي القصر ..

صرخات جعلت روح تستيقظ من نومها مفزوعة لتقع عيناها على مراد الذي كان مستلقيا بجانبها وذراعه مثنية فوق عينيه مسترخيا بملابس العمل وقدماه فوق بعضها البعض وهو لم يخلع حذائه ..

ابتلعت ريقها وضمت شفاهها حتى لا تصدر صوتا وتسللت من الفراش بهدوء وخفة فقال ببرود زاد من خوفها :
- لست نائم ..

ازال ذراعه عن عينيه ونظر الى ملا محها المرتعدة رادفا :
- كنت احاول النوم ..

ولكن روح لا تهتم لما يفعله كل همها أن قاتلا بدم بارد قد نام بجانبها بكل وقاحة .. فاخذت ترتجف ليردف مراد :
- لا تخافي ... أردت أن أنام بسلام لساعة واحدة فقط .

نظرت اليه بحيرة وخوف وقالت وهي تهم بالابتعاد عن السرير :
- يمكنك النوم وأنا س....

- لن أؤذيكِ ..
قال ممسكا بيدها فابتلعت ريقها ممتثلة لامره بذعر وعادت لفراشها وهي تلف جسدها بالغطاء ليبان راسها فقط .. كانت كالتمثال متصلبة الجسد بارتباك شديد وهي تنظر للسقف في حين ثنى مراد ذراعه وتوسدها وهو ينام على جنبه ليقابلها بوجهه .

مد يده الاخرى واخذ خصلة من شعرها المنثور على الوسادة وداعبها برفق ثم وضعها امام أنفه واستنشق رائحتها مغمض العينين قائلا :
- هذه الرائحة ما تجعلني اتكبد العناء دائما للحفاظ على حياتك .

هل فهمته ؟ هل حقا يقصد بانه ....؟ خاطبت نفسها بصمت وهي غير مصدقة لما تسمعه ولسبب لا تعلمه توقف رجفانها ومالت براسها نحوه لتقع عيناها الفيروزية في قلب عينيه السماوية وبقيا على هذه الحال للحظات بصمت .. هي تنظر اليه بحيرة وتغوص في بحر عينيه بحثا عن معنى لكلامه وهو يغوص بعينيها ويهيم عشقا بها .

- أيمكنكِ الاحتفاظ بسرّ ؟
قال ببرود وهو يهيم بها فاومئت بتوتر فاسودت عينيه وامسك بعنقها من الخلف والصق شفاهه بشفاهها وتذوق ثغرها مغمض العينين .. اتسعت عينيها بدهشة وقبل أن تبدي أي رفض ابعد شفاهه وأردف هامسا بابتسامة ماكرة :
- ستكون سرّنا الصغير ..

.
.

في مكتبه كان يجلس كملك جالس على عرشه ومن حوله جميع الموظفين وهم يناقشون خطط العمل وما تقتضيه من جهود وعمولات وما إلى ذلك ..

وبينما هم في خضم ذلك كله اقتحمت داملا المكتب كاعصار مخيف لتثير جلبة كبيرة وهي تقترب من دمير وتصفع سطح المكتب بسخط :
- من تظن نفسك ؟

تنهد دمير بسعادة عارمة اخفاها خلف بروده المعتاد وقال متهكما :
- دمير صالح اوغلو !

- توقف عن السخرية ..
صاحت باعلى صوتها وجميع الموظفين ينظرون الى بعضهم البعض بتوتر لينظر دمير اليهم ويشير اليهم باصبعيه السبابة والوسطى أن غادرو ..

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن