اراد الانفصال عنها قليلا لياخذها نحو قالب الكيك ولكنها تشبثت فيه اكثر وقالت باكية :
- لالالا ... لا تتركني ... لا تبتعد أرجوك ... اخاف ان يكون حلما واستيقظ منه ...- ليس حلما إنها حقيقة صغيرتي .
همس لها بابتسامة خفيفة وهو يسند خده الى رأسها المتوسد صدره لتقول له بحب كبير :
- حسنا لنبقى هكذا .. ارجوك ..شعر بالحرارة تسري في جسده والدماء تنبض في عروقه ليدنو منها ويحملها كالاميرة مقبلا خدها وهي تلف عنقه بيديها وتدفن وجهها اسفل فكه لتسحب اكبر قدر من رائحته الى اعماقها ..
مشى بها الى تلك السجادة الحمراء وجلس برفقتها لتكون هي بحضنه ترفض الانفصال عنه نهائيا .. و تعذبه برائحتها الزكية وانفاسها الدافئة الرقيقة التي داعبت عنقه .. وكم كان سعيدا جدا بهذا العذاب .. ليحضن خدها بيده ويبعد وجهها قليلا عن عنقه ليهمس لها لاهثا وهو يداعب انفها بانفه :
- تمني امنية ..ضمت خده بيدها وغاصت خضراوتيها بزرقاوتيه هامسة بغنج :
- اتنمى أن تبقى دائما إلى جانبي وقريبا مني .ابتسم بجانبية وقد ذاب قلبه لما سمع فهمس لها من امام شفاهها :
- هل تحبيني روح ؟بكت لتجيبه :
- انا اعشقك ..ثم سرعان ما تذكرت الم فراقه فدفعته بيدها ليتألم بصمت وصاحت فيه تؤنبه :
- اين كنت كل هذا الوقت ؟ لماذا تركتني أموت يوميا على فراقك .ضم خدها بيده وقال بحب :
- كنت أصارع الموت من أجلك روح ..ثم اخرج الرصاصة التي اطلقتها داملا نحو قلبه وفتح قبضته قائلا ينظر اليها :
- حتى هذه الرصاصة لم تستطع معاندة القدر .. وانا ممتن أن قدري العيش من أجلكِ صغيرتي .كمشت قميصه بيديها وشدته تغمر وجهها في حضنه وهي تذرف الدموع بسخاء قائلة :
- استجاب الله لدعواتي .. حمدا لله ..ابتسم بدفئ ولفها بذراعيه لتتذكر سفر دمير وتدفعه عنها مرة اخرى قائلة بغضب :
- دمير كان يعلم بأنك على قيد الحياة .. اليس كذلك ! ولهذا سافر الى ايطاليا وعادت بهجته .. لطالما تعجبت تحوله المفاجئ من رجل كئيب محبط الى سعيد يكسو الامل ملامحه ..- ليس هو فقط .. دارين ايضا كانت تعرف ..
قال بتردد وهو يمسك بيدها فنفضت يده وصاحت فيه باعلى صوتها غاضبة وهي تنهض من حضنه :
- ماذا !! ولما انا آخر من يعلم ؟ لما الجميع أخفى عني الامر .. هل اعجبتهم رؤيتي اعاني ؟وقف وامسك ذراعيها قائلا بتوتر :
- انا من طلبت منهم إخفاء الامر عنكِ ...- لماذا مراد ؟ لماذا ؟
صاحت بعبوس ظريف وغضب لطيف عبر عن ملائكية روحها ليفلتها مراد قائلا :
- تلك الرصاصة استقرت في قلبي لمدة شهر كامل .. وتردد الاطباء كثيرا في ازالتها لان ازالتها تطلب معجزة .. كنت ضعيفا مثيرا للشفقة وكنت على وشك الموت في اية لحظة ... لم ارد ان أعيد الامل لكِ واسلبه مرة أخرى .. وقد اعتدتي على فكرة موتي .. فطلبت من دمير ألا يخبرك حتى تنجح عمليتي .. واخترت هذا اليوم للعودة لأني حظيت ببعض القوة وليكون مفاجأة لكِ وانتي تريني بصحة جيدة .

أنت تقرأ
لظى الإنتقام /مكتملة
Romans(رواية جريئة ) ظنها عثرة في طريقه .. ووسيلة لابعاده عن منشوده .. لايعلم بأنها الفتاة التي بحث عنها في وجوه وقلوب جميع من عرفهن .. كان هدفه قتلها واستغلالها .. حتى وقف القدر في وجهه وجعله عاشقا متيما بها .. الى أن أمسى جسده قربانا لروحها ..