البارت الرابع والثلاثون

12.8K 414 35
                                    

فى اليوم التالى...
كان زين جالساً بسيارته ينظر إلى الفيلا الخاصه به بتفكير لايعرف ماذا يفعل فهو وجد من تلقاء نفسه يقود سيارته فى الصباح آتياً إلى هنا فقد إشتاق إليها بعدد أنفاسهم سوياً ، فهو يعترف بأنه قسى عليها هذه المره بشده سواء بالبعد عنها إسبوع كامل ويوم و ١١ ساعه و٩ دقائق !! نعم فهو يعد الوقت البعيد عنها بالدقيقه والثانيه لأنه يفكر بها طوال الوقت ولا تحل عن تفكيره لحظه واحده... وكيف تحل عن تفكيره وهى ساكنه بداخله فى قلبه وعقله و روحه ؟! فالوقت الذى كان يمر بدونها كان مثل للصحراء الذى لايوجد بها بئر ماء و مثل الورد الذى يذبل نتيجة لحرمانه من صاحبه الذى كان دائماً يروى عطشه !!
إشتدد زين على قبضة يده بقوه حتى إبيضت مفاصله فور لتذكره عنفه وضربه لها لاعناً نفسه بأنه مد يده عليها مرة أخرى وخصوصاً بعدما وعدها بأنه لايكرر هذه القسوه معها مرة أخرى...فهى لاتستحق منه كل هذا وخاصة أنه يعشقها حد الجنون ولكن عندما توصل به الحاله إلى الغيره لايرى أمامه شئ ويصبح أعمى وكأن غيرته تفعل ضبابه حول عيونه وقلبه...تنهد زين بإستسلام عازماً فى نفسه الصعود إلى صغيرته ولتذهب كرامته للجحيم أمام حبه لها....

كانت عشق نائمه على فراشها وعيناها الحمراء متجهه إلى السقف بشرود وجليل عليها الإرهاق والضعف فقد خسرت الكثير من وزنها بسبب فقدانها للشهيه نتيجة للألم الذى يأتى لها دائماً برأسها فهو فأصبح يأتى لها مراراً وتكراراً فيجعلها حتى غير قادره على التحرك من الفراش فأصبح الفراش ملجأها الوحيد فى مثل هذه الظروف سواء لمرضها أو لوحدتها...نزلت دمعه هاربه من مقلتيها تعلن عن إشتياقها لحبيبها فهى مشتاقه إليه ولكن هذه ليست المره الأولى بل عادتها يومياً ولكن فى صمت !! فهى كانت كل ليله تعانى من ألم الفراق وتستيقظ على ألحان الإشتياق...ولكنها كانت حاسمه أمرها أن تنتظره مهما طال غيابه وكل هذا من أجل الإقتراب...
إبتسمت بسخريه..فماذا سيتفيد منها الآن ؟! إنها أصبحت من الأموات..وهى رضت بنصيبها وظلت حبيسه غرفتها فى صمت يطحن عظام صدرها منتظره وفاتها على أحر من الجمر حتى ترتاح من آلامها سواء النفسيه أو العضويه ولكن آلمها النفسيه كانت تكسو عليها أكثر من الداخل...داعية الله بأن يكرمها بكرمه حتى ترتاح نهائياً......

دخل زين الغرفه بهدوء يجول بنظره بها باحثاً عن معذبة قلبه...ولكن هناك صدمه إرتسمت على وجهه فور رؤيتها بهذا المنظر الوهن وهى نائمه على فراشها فكانت حقاً مثل الموتى بشحوب وجهها أو بفقدان وزنها الملاحظ...توجه زين إليها ببطئ رافضاً التصديق لما يراه أهذه عشق الذى يعشقها الذى كانت معالم الأمل والبهجه تخرج من وجهها ؟! أيغيب عنها بعض الأيام تبقى بعدها بهذه الحاله؟!جلس زين بجانبها بترقب شديد وبقلب منفطر على حالتها هذه ولكن زادت صدمته بأنها لاتفعل أي ردة فعل فقط فاتحه عينيها تنظر فى اللاشئ

زين وهو يمسد على شعرها بحنان وحزن : ع..عشق

كانت عشق لاتشعر بأي شئ من حولها فقط كانت تشعر بالألم الذى بدأت يزاد فى رأسها بطريقه مبالغ فيها والرؤيه أصبحت مشوشه لها بسبب كثرة الدموع المهدده بالسقوط فى مقلتيها وبمجرد لمسة زين لها إنهارت حصونها ونزلت دموعها ولكن أيضاً بصمت تام

فى براثن قسوته حيث تعيش القصص. اكتشف الآن