البارت السادس والثلاثون

12.2K 405 45
                                    

بعد مرور ستة أشهر...لقد تغير كل شئ ولم يبقى الحال كما هو عليه...فهناك أوقات تأتى بها الرياح بما لا تشتهى السفن..فمنهم عاشق ولهان ينتظر لقاءه بمحبوته على أحر من الجمر...ومنهم متيم بمعشوقته وما فى أحشائها...ومنهم شخص هادئ فقد الشعور بكل شئ من حوله..فقد لذة الحياه بأكملها ولما لا فقد هاجرته معشوقته وتركته وحيداً يعانى ألم فراقها....💔

" بات الأمل فى عينى يروى الجفن صبراً ...والعشق فى جسدى يجعلنى أدوب...وآلام الشوق تروى فؤادى عطشاً وما أدراكى وما عطش القلوب...🖤"

كان هذا العاشق جالس بجسد بدون روح جليل عليه ملامح الأسى والبؤس ومقلتيه ملتمعه دائماً بالدموع...ينظر إلى النائمه أمامه على الفراش بإشتياق ودموع...فقد طال إنتظاره لها يريد تحن عليه وتستفيق من غفوتها هذه الذى سلبت من عقله الكثير والكثير... فهى منذ خمسة أشهر على هذا الحال فى غيبوبه ولم تحن عليه بعد...ولكنه سينتظرها مدى حياته ولآخر نفس بعمره ففكرة وجودها على قيد الحياة حتى لو كانت نائمه أهون بكثير عليه من فكرة نومها الأبدى!! ولكن يكون هذا الإنتظار طقساً مرهقاً من طقوس حياته اليوميه...فتفاصيلها محفوره على صخرة ذاكرته وحروف إسمها منقوشه على جدران قلبه...فكيف لا ينتظرها ؟! فهو ميقن أن حياته بلا طعم من غيرها بل لا تكون إسمها حياه !! فعالمه بأكمله أصبح خالى من دونها...فوجودها يشكل فارق عظيم به وبقلبه فهى النعمه الوحيده التى توجد بحياته التى يغمض عينه فى نهاية كل يوم ويدعوا بأن لا يفقدها...فهو إشتاق لحديثها وغضبها وفرحها وضحكها فالحديث يكون معها إرتواء دائماً فهو فى أمس الحاجه للحديث معها لكى يشبع إرتواءه فهو بدون صوتها قصه لم تكتمل بعد !!...ففى قلبه بقايا أمنيه واحده وهى أن تعود له ويعود معها لياليهم بحلوها أو مرها ولكن لتعود له فى الأخير !! فهى نجمته التى ضاعت فى ليله عاصفه..ويطلب منها بأن تعود له لكى يواصل رحلته !! فشوقه لها غلب عقله وقلبه وأتعب جسده...فعقله لا يجيد التفكير إلا بها وقلبه لا يتقن سوى إشتياقه لها...فلاشئ يتمناه سوى قربها له إلى مالا نهايه...فكل يوم يمر عليه يحتاجها أكثر من اليوم الذى قبله أكثر و أكثر...فهو سيظل ينتظرها مهما طال غيابها...سيظل ينتظرها بحجم شوقه لإقترابها...سيظل ينتظرها لآخر نفس بعمره...

فاق زين من شروده على صوت رنين هاتفه فقام فنظر له بثقل ووهن ثم أخذه وقام بالخروج إلى الشرفه فقد وصل بجنونه بأنه سيزعجها برنين هاتفهه

عمر : إزيك يا زين عامل آيه

زين : الحمد لله ياعمر...إنت اللى عامل آيه..وأم عشق عامله آيه..بتروحلها ولا لأ زي مباقولك إوعى تكون حست بحاجه

عمر : متقلقش يازين...أنا كنت لسه عندها إمبارح...وفضلت تسألنى عن عشق كتير...الست أصلاً قلبها مش مطمن...فأنا ريحتها وقولتلها أي حجه عشان متقلقش..مع إن عارف إنها مش هتصدقنى...إنت مش ناول تقولها يازين دى أمها برضوا

فى براثن قسوته حيث تعيش القصص. اكتشف الآن