اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فََاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَة
« قيصر قصرها»
« سلسلة للحب شعائر أخري»
« الفصل الرابع و العشرون»
يجلس في ركن غرفتة أرضًا.. عقله علي وشك أن يجن من تلك الأفكار التي تراوده.. ظهر منافسه علي الساحه و يبدو أن ذلك من مده طويلة.. كذب عليه الجميع كان يصدق الخداع إلا منه دائمًا كان يخبره أنه أبيه الحقيقي ليس زين و لكن ضرب بعلاقتهم في عرض الحائط.. يرغب في الصراخ بأعلى صوته من ذلك الألم الذي يضرب قلبه.. يصيح بالجميع أن يروه علي أساس أنه نـجـم ليس يامن ذلك الشبيه و ليته يشبهه من الأساس
الكثير و الكثير من الأفكار و لم يمس النوم جفونه منذ ليلة أمس.. يرغب في البكاء و لكن أعينه متحجرة تأبي تلبية طلبه.. ليقطع كل ما يمر به صوت طرقات خفيفه علي الباب لا تتوقف يبدو أن صاحبها يصر علي الدلوف ليدفن رأسه في ركبتيه الضاممة لصدره و قال:-
- مش عايز اشوف وش حد منكم.. و اللي برا يتفضل يمشي
و كأن تلك الكلمات هي الأذن بغض النظر عن المضمون..و فتح الباب ليدخل رأسه بطريقة مضحكه و قال بمزاح:-
- لا مكنتش أعرف إنك مش عايز تشوفني للدرجه دى.. عارف إنك مش طايقني بس مش كده
رفع رأسه من علي ركبتيه لتتصلب أعينه فوق الجسد الماثل أمامه بكامل هيبته.. مصفف الشعر.. حلته الكلاسيكية.. و رائحة عطره الباهضة التي لم تعحبه بتاتًا كأنه ليس هو من افتعل تلك الكارثة بالأمس.. ليشيح بوجهه عنه و قال بحده:-
- أنت بالذات مش عايز أشوف وشك.. لو سمحت أطلع برا وسيبنى انا عاوز اكون لوحدي
ابتسامة صغيرة نقية شقت وجه يامن مقتربًا منه بخطوات واثقة.. جالسًا بجانبه أرضًا و التفت إليه و قال بحنو:-
- عارف بقالي قد إيه مستني أشوفك..
رده كان أسرع من البرق و قال بازدراء:-
- أما أنا ماكنش نفسي المح طفيك حتي يا أخي
تراجع للخلف وهو يعقد ساعديه أمام صدره بهدوء يحاول امتصاص غضبه و بنبرة حانيه وهادءه:-
- نـجـم.. أنا مقدر اللي أنت فيه بس إنك تتكلم بالاسلوب ده صدقني مش هيوصلنا لحاجه اناعارف انك مش عاوز تتعامل معايا بس اسمعني مره واحده الاول وبعدين قرر ماشي يا أبن زين
نهض نجم من مجلسه يرطم التحفه أرضًا يصيح بغضب عارم:-
- ايه البرود اللى انت فيه ده.. حاسس بمين ها قولي حاسس بمين أنت مستوعب اللي أنا فيه و لا دماغك رايحه منك.. أنا بعد سبعتاشر سنه يقولولي أخوك لسه عايش..و مانعني منع قاطع إني أشوف ليك صورة واحدة.. طول حياتي عايش بديل للبيه انا ويم و في الآخر يقولي حاسس
كل ما حد يبص في وشي يقولي إنه شبهك شبهك لدرجة إني بقيت اكره ابص في نفسي في المرايا بسببك.. بطل كلامك المستفز ده جاي تقولي حاسس أنا بسببك ادمرت و اليوم اللي كنت خايف منه يجي جه خلاص وجودك في حياتي بقي أمر واقع المفروض أعمل إيه؟! كلنا بلا استناء دفعنا ثمن موت البيه و دلوقتي راجع و بترجعنا لنقطة الصفر ثاني.. أنت عايش بجد طب عايز إيه بعد كل السنين ديه و رجعت ليه.. كنت خليك في الحته اللي أنت فيه علي الأقل كنا اتأقلمنا علي الوجع والبعد لكن أنت برجوعك فتحت كل القديم من الأول.. و هتخلينا نحس بكل الوجع ثاني كأنه أول مره
أنت تقرأ
جُ1 بحر النسيان جُ2 قَيصر قَصرها
Romanceالماضي هل يُمحى؟! سؤال يعرف إجابته الجميع فـليته كان يُمحى لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن كُلًا منا يريد العودة بالزمن ليصلح أخطاء فعلها و ندم عليها و نتمنى مع كل لحظة فرصة محوها من صفحات حياتنا و لكن حتى إن أتت تلك الفرصة يبقى للماضي أثر على صف...
