الفصل الثان | الجُزء الأول

36.1K 1.4K 163
                                    

الْفَصْلُ الثَّانٍ
«مُهِمَّةٌ مَطْلُوبَةٌ»

13 يوليو 2020

فتح باب سيارته الرياضية الحمراء قبل أن يترجل منها صافعًا الباب خلفه بحدةٍ متجهًا إلى مبنى عمله وعلى وجهه إمارات الغضب حتى في يوم أجازته يتم استدعائه إلى هنا، يُحب عمله أكثر من أي شيء ولكن ليس لتلك الدرجة كأن لا يوجد أحد في المجال غيره، وبداخله يتوعد بالويل لشقيقه نجم السبب في عدم راحته وتأهيله كي يرى ما هي التربية العسكرية بالفعل، وعُقب ما دلف إلى القيادة كل من يراه يؤدى له التحية العسكرية مُرحبين به ودعوات الشكر للّٰه تتردد منهم على عودته سالمًا تلك المرة إبتسامة صغيرة شقت شفتيه مكتفيًا بتحريك رأسه بإيماءة صغيرة عاقلة غير راغب في فتح احاديث مع أحد مهما كان واضعًا في رأسه أن خير الكلام ما قل ودل إلى هنا فُتح المَصعد بعد أن وصل إلى الطابق الأخير متجهًا إلى مكتب رئيس الجهاز اللواء مُراد، لينهض الضابط من على كرسيه أمام المكتب يؤدى التحية سريعًا مغمغمًا:-
-حمد للّٰه على السلامة يا يـم باشا، نورت المكان والله يا باشا.

رد عليه يـم بإبتسامة وقال:-
-الله يسلمك، منور بيك بس هو اللواء مُراد جوا؟!

تنحى العسكري سريعًا وقال:-
-أيوا يا باشا جوا ومستني سيادتك من الصبح ده حتى قالي أول لما توصل ادخلك على طول متروحش مكتبك.

قطب يـم جبينه مُتعجبًا من ما حل على مسامعه مُتعجب من طلب مُراد الاغرب وقد باتت الشكوك تنخر رأسه ولكن قبل أن يتمادى في تفكيره أغلق الأبواب في وجه أي شيء قد يضيع ثباته وقال:-
-داخله لما أشوف مُراد باشا عايز مني إيه.

وقبل أن يدلف رمق العسكري بطرف عينيه بنظرة هادئة ليدلف عقبها إلى المكتب مطلًا برأسه من الباب ليظهر مُراد صاحب الأعين الرمادية وذلك الشعر الأسود الذى غزاه الشيب ولكن لن يؤثر على جاذبيته المُعتادة وغمغم بمرحٍ غير مُعتاد عليه بتاتًا:-
-أدخل ولا في حد خالع رأسه؟!

رفع مُراد رماديته عليه ليتمتم ضاحكًا:-
-أدخل يا قاهر قلوب العذارى ده أنتَ حوار تعالى.

ضحك يـم ليتقدم من مكتبه يجلس على أول كرسي قابله بدون أذن ليحرك مُراد رأسه ياسًا من وقاحته المُعتادة قبل أن يقول:-
-حمد اللّٰه على السلامة يا سيادة المقدم ومبروك على نجاح المهمة زي العادة، المهم عامل إيه؟!


مط يـم شفتيه باستهجان وقال بنبرة يشوبها بعض الضيق:-
-كويس مش قادر اقولك الصراحة عامل إزاي نمت وارتاحت وقعدت مع اهلي وعايش حياتي شُكرًا لكرم سيادتكم عليا.

ابتسم مُراد بهدوءٍ:-
-عارف إنك تعبان ولسه راجع من مهمة كبيرة
بس مش بأيدي مطلوب فورًا وأنتَ بالاسم عشان مهمة جديدة بس القضية ديه من نوع مختلف مش من اللي متعود عليهم.

جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن