"رُبَّمَا صُدْفَةٌ خَيْرًا مِنْ أَلْفِ مِيعَادٍ"
13 يوليو 2020أمسك بين يديه أداة حديدية طويلة ذات شُعيرات محدبة متساوية في الطول ليضغط على زر المُنتصف بها لتطلق هزات صاحبة صوت مُتوسط وهو يشرع في حلاقة ذقنه الكثيفة كي يقلمها وعُقب ما انتهى فتح الصنبور يصفع صفحات وجهه بالمياه الباردة لعلها تطفى من نيران قلبه منذ ليلة أمس وذلك الحلم لا يزاح من مخيلته إحساس بشع يضيق صدره منه من فكرة فعل شيء مُخل بأخلاقه مما يجعل شياطين الانس والجان تتراقص أمامه مزيدة اشتعاله، زفر محتدًا غير راضي عن أي شيء في حياته قبل أن يجذب قميصه يشرع في ارتدائه وتأكده من نظافة جسده بعد الانتهاء من الحلاقة مُحطم أي مشاعر قد تهز ثباته، يسارع بجذب مفاتيح سيارته وهاتفه من على طاولة غرفته الذي رن بمكالمة جعلته يقطب جبينه لبرهة قبل أن يوافق عليها ليستمع إلى تهليل الآخر مرحبًا:-
-يـم باشا ازيك يا باشا عامل إيه؟!مسح يـم وجهه بكفه وقال بنبرة هادئة:-
-الحمد للّٰه يا سليم ازيك أنتَ؟!ردد المدعو سليم في حبورٍ:-
-يا رب دايمًا يا باشا متصدقش فرحت قد لما عرفت من معتصم باشا أنك رجعت الشرطة تاني نورت الدنيا قولت اكلمك وأبارلك وبالمرة اطمن على الباشا الصغير.قلب يـم أعينه بخنق من ثرثرة ذلك المدعو سليم التي لا تنتهي، ناهيك عن رغبته في تلك اللحظة جذب الهاتف ورميه في أقرب حائط كي يريح عقله من ثرثرته التي بدون أي داع ليتوقف عقله عندما قال آخر جملة ليتمتم بجديةٍ مُستفهمًا:-
-ثانية واحدة باشا صغير مين؟! أنتَ تقصد مين يا سليم؟!توتر سليم متاخرًا عن الرد قبل أن يحسم قراره عندما قال:-
-نجم باشا يا فندم هو حضرتك متعرفش ولا إيه؟!تأكدت ظنونه وبات الشك يقين ليهتف بنبرة ثابته:-
-لا أكيد طبعًا عارف ومش عارف اشكرك إزاي على مساعدتك ليه، أنتَ عارف شباب ومشاكلهم مش بتخلص وزمان كنا زيهم وأكتر.ضحك سليم مرددًا:-
-على إيه يا باشا كلنا تلامذتك وبعدين إحنا كل يوم بيجي لينا مشاكل من الكبارية ده ولولا أنا عارف نجم باشا وتربيته ماكنتش وافقت أبدًا أن نيروز باشا ياخده.تباطأت انفاسه تدريجيًا بغضبٍ أعمى يحاول السيطرة عليه ليبتلع غصته التي تشبه العلقم وقال:-
-شباب بقى وبجد مش عارف اشكرك إزاي
بس دلوقتي مضطر أقفل معاك عشان ورايا شغل وبإذن اللّٰه لينا كلام مع بعض سلام يا سليم.دمدم سليم قائلًا:-
-خد راحت يا باشا ربنا يوفقك وحمد للّٰه على رجوعك لينا.بالكاد تمالك يـم نفسه واغلق مع سليم باقتضابٍ ولم تكاد تمر ثانية إلى أن جذب الطاولة يلقيها أرضًا يدمدم في انفعالٍ:-
-وحياة اللي رباك يا نجم لفرجك صبرك بالله عليا بس الصبر حلو أما خليتك تتعدل مبقاش أنا.
أنت تقرأ
جُ1 بحر النسيان جُ2 قَيصر قَصرها
Romanceالماضي هل يُمحى؟! سؤال يعرف إجابته الجميع فـليته كان يُمحى لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن كُلًا منا يريد العودة بالزمن ليصلح أخطاء فعلها و ندم عليها و نتمنى مع كل لحظة فرصة محوها من صفحات حياتنا و لكن حتى إن أتت تلك الفرصة يبقى للماضي أثر على صف...