﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]
الجزء الثاني من بحر النسيان
قيصر قصرها
الفصل الثامن عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤بعد قضاء يوم ممتع في الصحراء يوم اسطوري كما اطلقت عليه سلا بالفعل مميز في كل شيء لأول مره في حياتها تضحك من صميم قلبها بدون تصنع أو مجاملة لأحد تضحك لأنها تريد ذلك بالفعل يوم لم و لن ينسي أبدًا لها و له أيضـًا شعر أنه عاد لسن العاشرة تذكر طفولته نوعـًا ما الجيده كأنه طائر حر غير مقيد باغلال.. و القيود التي تبغض عليه عيشته.. لا عائلة لا مسئوليه لا و لا لكل شيء فقط هو لنفسه إحساس أحبه بالفعل..
لـيطلق تنهيدة قوية و هو يتطلع إلي تلك التي بين يديه فقد عفت علي كتفه أثناء الجلوس لا يعلم كيف أتت بكل تلك الطاقة في يوم واحد شعر هو بالتعب لها بالفعل ليجدها بدون وعي تدفن رأسها في صدره... و تحاوط رقبته بيدها.. لترتسم ابتسامة خفيفة علي شفتيه بالفعل طفلة في أقل حركة تفعلها.. ليجد أحد الصبيان يفتح له باب السيارة ليرمقه بنظرة دافئه مبتسم الوجه... يميل بجزعه يضعها في الكرسي بجانب كرسي القيادة.. يربط حزامها جيدًا و يضع رأسها بوضعية أكثر راحه.. مغلقـًا الباب خلفها ليلتفت للشيخ الذي يقف خلفه مع مجموعة من الرجال و النساء ليقترب من الشيخ.. مبتسمـًا:-
- آشوف وشك علي خير.. و اللي عملته معايا النهاردة مش هنساهرمقه الشيخ حسان بعتاب و أردف بنبرة ظاهر بها الحزن:-
- و ﷲ يا أبن زين الواحد مش عارف يجولك إيهضحك يـم مقتربـًا منه يعانقه بقوه يربت علي ظهره يغمغم من بين ضحكاته:-
- دلوقتي بقيت إبن زين ماشي يا شيخنا.. متقولش حاجة خلي بالك من نفسك.و حتي بعد ما أمشي حد من عندي هيجيلك.. و هبعتلك إبني بنفسه يتعرف عليك ساعتها قوله ميزعلش مني و اديه الامانه بتاعتهليكمل بنوعٍ من المرح:-
- و بعدين اللي مشافش نجم الراوي يبقي فاته كثير .... باكدلك هتحبه أكثر مني كمان ..هربت دمعة خائنه من الشيخ ليشعر يـم به ليردف بضيق:-
- و غلاوتي عندك متعملش كده.. خليني أمشي مرتاح بقي.. مش كنت دايمـًا بتقولي ادور علي راحتي أديني سمعت كلامك.. وجودي مبقاش ليه داعي. و أنا مش همشي قبل ما أطمن علي الكل و اولهم أنت بس مش هعرف اجيلك فخلي بالك من نفسك- راحتك في البعاد يا أبن زين
تنهد يـم يكمل بإبتسامة حزينه و أعين خاوية:-
- مبقتش فارقة..لـيختم حديثه مقبلًا رأسه بحنو كأنه والده بينما نظر إليه الشيخ لثانيه تاركـًا إياه مستندًا علي عصاه الخشبيه بينما الأخرين لا يفهمون ما قيل من الأساس لانخفاض اصواتهم ليقترب يـم من الشباب يسلم عليهم واحدًا تلو الآخر و لم يذهب الى أن تأكد من ذهاب الجميع ليتنهد بالفعل سوف يشتاق إلي ذلك المكان.. ليذهب في إتجاه سيارته و علي وشك الذهاب استمع إلي صوت همس بأسمه ليلتفت يجد هاجر ابنة الشيخ حسان و هي تزيح غطاء وجهها و لأول مره منذ أن رأها و علم والدها يري وجهها و لكن لم يعير ذلك ادني إهتمام يغمغم بتعجب:-
- هاجر.. خير في حاجة
أنت تقرأ
جُ1 بحر النسيان جُ2 قَيصر قَصرها
Romanceالماضي هل يُمحى؟! سؤال يعرف إجابته الجميع فـليته كان يُمحى لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن كُلًا منا يريد العودة بالزمن ليصلح أخطاء فعلها و ندم عليها و نتمنى مع كل لحظة فرصة محوها من صفحات حياتنا و لكن حتى إن أتت تلك الفرصة يبقى للماضي أثر على صف...