« الجزء الثاني / الفصل الثالث عشر»

23.9K 1K 131
                                    

«قيصر قصرها»
               « الجزء الثاني من بحر النسيان»

الفصل الثالث عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

وضع يديه علي وجهه عقب ما انتهي من سرد حديثه بينما يتطلع يــم إلي أخيه و لا يعلم ماذا يجب فعله الآن ليزفر الهواء من رئتيه بتمهل يحاول استعاد سيطرته علي نفسه واضعًا يديه علي كتفيه يغمغم بهدوء مع  ابتسامه شقت وجهه:
- فهد أنت مش لازم تلوم نفسك... و جنه كانت صغيره و مش فاهمه و كلنا عملنا كوارث و إحنا صغيرين.. و أنت دفعت الثمن و زياده بعدت و عيشت لوحدك و سديم ماتت حتي حرمت نفسك من صوتها ليه؟!!

نظر إليه فهد باعين مرهقه يغمغم بصوت مجهد:
- عشان كنت هضعف ثاني ذي الأول... أنا بعد ما قربت مني بالشكل ده ساعتها عرفت إني مش بحبها حب طبيعي.. لا هو خوف عليها و لا هو أخ علي أخته... بس مينفعش كانت صغيره أوي ساعتها و أنا كنت عشرين سنه فاهم يعني إيه لما احب بنت عمرها سبع سنين ملهاش مصطلح ثاني غير إني مريض
التفكير نفسه مريض.. كنت عايزني اقعد اعمل إيه مستوعب أنا بتكلم في إيه... أنا أول لما الفكره جات في دماغي قولت أنا مريض و محتاج دكتور نفسي عشان يطلع القرف اللي في دماغي ده.. قررت أسافر يمكن لما أبعد فعلًا هنسي و سافرت كملت دراسه في نفس جامعه سهم و قعدنا سنه هناك لحد ما شوفت سديم... مقدرش أنكر إني من أول لما شوفتها خطفتني.. كانت مميزه في كل حاجه بتعملها عمرها ما بطلت تبتسم لدرجة إني كنت بستعجب من قوه تحملها ديه...وقفت جنبي كثير ساعدتني كثير.. و كل ده من غير مقابل أو إني كنت فاكر كده...بس كمان اللي كان عايزاه سديم مقدرتش اديه ليها... إزاي و هو أصلا مش معايا يا يــم.. كنت بحس بحركتها و  كلامها بس مقدرتش ابعد عنها سديم عوضتني بحاجات كثيره... لما ماكنتش اشوفها يوم احس بشئ ناقص.. أدت لحياتي طعم و نستني جنه أو أنا اللي كنت بوهم نفسي بكده انسحبت من حياه جنه تدريجي لحد مابقاش ليا أي سلطه عليها و كل ده عشان انساها بس و ﷲ العظيم حاولت و عملت كثير عشان انساها بس..

ليكمل باعين دامعه و قلبه يكاد ينفرط من شده الألم يغمغم بهمس:
- مقدرتش وربنا ما قدرت...أنا كنت بدعي يطلعها دائما من قلبي طول ما أنا عارف أنها مش ليا بس كانت لعنه مش راضيه تبعد عني
و حبي زاد ليها لما رجعت و شوفتها بعد ست سنين...و شوفت كبرت إزاي و بقت عامله إيه ساعتها فعلًا حسيت إني خسرت كثير و هي مش جنبي.. أنا كنت بحس بنار في قلبي و أنا شايفها بتدلع عليك عشان و أنت جاي تجبلها اللي عايزاه. لما ما تصدق تبقي أجازه عشان تخرج معاك. لما كانت تحضنك و تغمض عينها بفرحه من أقل شئ تعمله ليها... رغم إنك ماكنتش بتقعد في البيت كثير بس لما كنت بتبقي موجود كانت بتحب تقعد معاك و تتكلم معاك كأنك ممشيتش مخلياك  جزء من يومها لكن أنا مجرد ما كانت تسمع صوتي تترعب مني لدرجة أنها وصلتني اغير منك.. أنا بغير منك يا يم أنا بقيت بغير من أخواتي عليها.. لما اترمت في حضنك وقت الڤيلا ده خلاني مش طايقها اكثر من لما هربت من البيت...
و كمان مهربتش من البيت مره واحده بس لا كل مره يبقي اسوء من اللي قبله... مره مع سلا و قولنا معاها حق و سكتنا لكن أنها تروح لبيته بنفسها ده نفسه اللي يقهرك أنت متخيل منظري لما الاقيه واقف من غير قميص و هي علي السرير متغرق دم و هو فوقها.. أكيد مش هتخيل أنها نزفت و هو شالها ساعدها.. كل اللي جه في بالي إني خسرتها.. الموضوع نفسه مش قادر اتخيله أنت نفسك عارف أن حكايه الستات ديه أنا عاملتها عشان أمك تبطل زن علي دماغي عشان اتجوز... لكن أنا حافظت لنفسي عليها ذي ما اتمنيت أنها تعمل كده.. كنت عايش في بلد كل شئ مباح حياه ثانيه ساعتها ماحدش هيقدر يقولي حاجه بس أنا متخيلتش نفسي مع حد غيرها لما كنت اضعف افتكرها و اقول لا مينفعش... ذي مش هقبل أنها تبقي لغيري و إني لما أكون الأول في حياتها ابقي أنا كمان كلي ليها... دائمًا بتنازل عشان خاطرها و هي دائمًا شيفاه تحكم فيها.... بس إزاي مقدرش عارف إني صعب و مش سهل تتقبل ده
بس بغير عليها من أخواتي مش هغير عليها من الغريب.. عايزني اقولها إيه إني سافرت عشان أنتِ و أنتِ صغيرة حاولتي تقربي مني و أنا ضعفت قدامك و أنت عارف أن جنه زمان كانت مريضه و لما بيغمي عليها بتنسي اللي حصل لما تفوق لحد ما اتعالجت و أنا مسافر ساعتها هتقول ايه علي نفسها ما ترد هتكره نفسها و تكرهني زياده معاها و أنا مش ناقص...

جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن