_ بلا ألم ! _

12.5K 397 3
                                    

كانت تشعر بسعادة مفرطة.. و هي ترى و تشعر باستقرارها من جديد، بالمرة السالفة لم يدم هذا الاستقرار ليلة واحدة، لكنه هذه المرة تجاوز ذلك و قد بدا حقيقيًا، حقيقيًا على نحو مذهل و بقدر ما أسعدها.. أخافها... أجل تخاف

لطالما كانت مؤمنة بأنها سيئة الحظ، حتى الأشياء الجميلة التي تحدث بحياتها لها ثمن دائمًا، يمكن أحيانًا أن يفقدها جمالها... و بالنسبة لهذا الاستقرار الذي تسعد به، إلا أنها لم تستطع أن تمنع نفسها عن التفكير بثمنه، أو الشيء الذي سيفقده معناه !!!

وقفت "سمر" بمطبخ قصر "البحيري" الذي صارت له إحدى سيداته.. بعض الخادمات يعملن ورائها، و لكن الطاهية الرئيسية بقيت إلى جوارها تحضر معها قائمة الغداء دون أن تساعدها بالطبق المخصوص الذي أرادت صنعه لزوجها بيديها، كانت ترشدها فحسب إلى أماكن بعض الأدوات و التوابل

و في خضم هذا كله، أحست باهتزاز هاتفها المعلق على خاصرتها بغلافه الجلدي.. انتزعته "سمر" و أشرق وجهها بابتسامة جذلى عندما رأت كُنية زوجها تضيئ الشاشة الكبيرة، في الواقع كانت كُنية قد أطلقها بنفسه عليها منذ بداية تعارفهما.. "Baby" ...

-آلو حبيبي ! .. ردت "سمر" و هي تحاول السيطرة على الضحكة في صوتها

جاء صوت "عثمان" جذابًا مستغربًا :

-إيه ده في إيه ؟ إنتي كويسة يا سمر ؟!

سمر بفكاهة محببة :

-مافيش حاجة يا عثمان أنا كويسة خالص ماتقلقش

عثمان مشككًا : فعلًا ! أومال صوتك بيترعش كده ليه كأن حد بيزغزغك !!

ضحكت "سمر" قائلة :

-يا حبيبي أفتكرت حاجة كده  !

-أفتكرتي إيه ؟

-لما تيجي هاقولك

سمعت تنهيدته العميقة، ثم صوته الهادئ يقول :

-أوك.. أومال إنتي فين كده ؟

ابتسمت "سمر" و هي تلتفت إلى عملها و تحادثه بآن :

-أنا في المطبخ بقالي شوية

-في المطبخ !!
بتعملي إيه في المطبخ يا سمر ؟!

-هاعمل إيه يعني.. بطبخلك بإيدي طبعًا. مش أنت بتحب أكلي ؟

-بحبه أكيد.. بس تتعبي نفسك ليه ؟ في ناس عندك يعملوا بدالك. ده شغلهم يا بيبي

-لأ أنا مزاجي تاكل كل يوم على الأقل صنف واحد من إيدي

-امممم.. طيب إنتي عاملالي إيه بقى ؟

سمر بلهجة مغناجة :

-مش هاقولك. بس هي حاجة بتحبها أوي !

عثمان مشاكسًا : إيه ده معقول طبختي نفسك ؟ إذا كان كده أنا أسيب كل إللي في إيدي و أجيلك فورًا !

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن