لقد كان ضربًا من الجنون.. لكنه في الواقع أجمل جنون يمكن أن تعيشه امرأة حرمت من السعادة طويلًا مثلها ...كان الزفاف الذي قرره "عثمان البحيري" حديث المدينة بأكملها.. بل البلد كلها... زواجه للمرة الثالثة من زوجته الثانية و إجراء حفل ضخم يقال بأنه سيكون أعظم من زفافه الأول على طليقته إبنة السياسي الراحل.. "چيچي رشاد الحداد"
بدأ الحفل في مراسم تمهيدية.. بدأت بطقس الحناء الذي إرتدت فيه العروس فستانًا مخمليًا باللون الأحمر و قد إلتقطت لها مجموعة صور هي و زوجها من داخل قصر العائلة سمح بادراج بعضها إلى الصحف و المجلات
بعدها قام "عثمان" باصطحابها من منزلها القديم الذي تركته هي و إخوتها بالفعل.. صمم أن تذهب إلى هناك.. ففعلت، ليأتي لها بزفة طبول لفرقة راقية على الطريقة الشعبية، ثم يأخذها بسيارة مكشوفة و يطوف بها ضواحي و أحياء المدينة و الزفة و الأهل و الأقرباء خلفهما.. في جهة أخرى إصطف المواطنين بالشوارع ينظرون لهما بانبهارٍ و مهابة
فالجميع يعرف عائلة "البحيري" أيّ شخص لديه فكرة عن حجم ثراءهم و سلطانهم.. و لكن أول مرة يروا هذا على مرآى و مسمع... كان شيء عظيم.. و موقف جليل
في النهاية إنتقلا الزوجان إلى القصر.. و بقت ليلة واحدة على الزفاف الكبير الذي يترقبه الجميع و يحجزون أماكن خارج أسوار القصر، للوقوف و التفرج على الفقرات و المشاهير من مختلف الأنشطة و المجالات
ليلة واحدة فقط على الحدث المنتظر ...
___________
بالكاد إستطاعت التنفس و هي تصعد الدرج حاملة طفلها البالغ من العمر تسعة أشهر على ذراع، و الصندوق الكرتوني الضخم على الذراع الآخر.. لحسن الحظ أنها قابلته أثناء هبوطه من الأعلى.. لعله كان مكلفًا بمهمة هو أيضًا ...
-فادي ! .. تمتمت "هالة" بصوت أقرب إلى الهمس من شدة لهاثها المرهق
-إلحقني ...
هبط لها مسرعًا و هو يغمغم بحنقٍ :
-يادي النهار إللي مش فايت ده.. إنتي إتجننتي ياست إنتي. إزاي طالعة بالمنظر ده و إبنك على دراعك ؟!!!
ترد "هالة" و هي تنهج بينما يأخذ من يدها الصندوق فورًا :
-معلش بقى إنهاردة الكل مشغول و لازم كلنا نساعد بعض
أخذ "فادي" يقلب الصندوق بيده السليمة و يهزَّه قائلًا بغرابةٍ :
-فيها إيه العلبة دي ؟!
-فيها فيل ! .. قالتها "هالة" بمزاحٍ لم تستطع كبته و إنفجرت ضاحكة
أما "فادي" فرمقها بسأمٍ حقيقي، لتكف عن الضحك بأسرع ما أمكنها، ثم تقول معتذرة :
-أنا آسفة.. بجد آسفة كنت بهزر. العلبة فيها فستان سمر. الآتيليه لسا باعته حالًا
فادي بنزقٍ حاد :
![](https://img.wattpad.com/cover/261923706-288-k389105.jpg)
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Romantikرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...