_ لا تكتمل ! _

12.4K 391 7
                                    

لأول مرة ترى "سمر" روضة أخرى تعادل جمال روضة مدينتها و مسقط رأسها _ الاسكندرية _ مدينة العراقة و مواطئ التاريخ السحيق

كانت تقف هنا، بأعلى نقطة بأفخم فندق يتكبّد العاصمة النيلية الساحرة... في شرفة تطل مباشرةً على نهر النيل.. ريّان الصفحةِ.. العذبِ.. مهيب المنظر.. و أطول أنهار الكرة الأرضية قاطبةً !

أمواجه هادئة.. لا تشبه أمواج البحر التي عهدتها... لونه أزرق متلألئ تحت آشعة الشمس الساطعة.. يخيّل إليها بأن له رائحة.. كالمِسك أو أقرب تعبيرًا

لقد قضت الليل كله تتطلع إليه من حيث كانت مضطجعة بالداخل برفقة زوجها.. عبر واجهة الشرفة الزجاجية ذات الميزة اللامرئية التي تتيح للرائي من الداخل فقط تبيّن ما بالخارج ...

كانت ليلة استثنائية.. زاخرة بالمشاعر... و كما رجا منها، نسيت كل شيء بصورة مؤقتة لينعما معًا بلحظاتٍ من السلام و المحبة.. المحبة فقط

سمعت "سمر" في هذه اللحظة جرس الجناح يدق يتبعه صوتًا يصيح من الخارج :

-Room service !

تلمح "سمر" أثناء إلتفاتها للخلف خروج زوجها من دورة المياه متآزرًا بروب الاستحمام القصير و يضع منشفة حول عنقة لتتلقى قطرات الماء المنسابة من رأسه ..

كان قد اختفى لثوانٍ بالمدخل المؤدي لباب الجناح، ليعود متجهًا صوبها و هو يدفع بقدمه عربة طعام الفطور، و في نفس الوقت يحمل في كلتا يداه صندوقان مستطيلان و باقة زهور حمراء ...

-إيه الحاجات دي !! .. قالتها "سمر" بتساؤل و هي تشير  بسبابتها إلى ما بيديه

ترك "عثمان" تلك الأغراض جانبًا و أقبل عليها قائلًا بابتسامة شقية :

-مش في صباح الخير الأول يا بيبي ؟ و لا عشان كنتي نايمة و ماعرفتش أصبح عليكي كويس عدتيها كده.. بس تصدقي قميصي هياكل من جسمك حتة !

و رفع نظراته عن معاينة قميصه السماوي الذي إرتدته زوجته دون غيره من الملابس، و مد ذراعه ليلفه حول خصرها و يشدها نحوه بقوة ..

ارتطمت "سمر " بصدره الصلب مصدرة آهة متألمة، عبست و هي تتململ بين ذراعيه محاولة الفكاك و هي تغمغم :

-اصطبحنا يا عثمان !

عثمان مداعبًا : أحلى اصطباحة و ربنا.. صباحك فل يا قمر. صباح أحلى من السكر.. صباح الورد و الكادي. صباحك مِسك و مسكر

أفلتت ضحكة من بين شفاهها رغمًا عنها بعد أن سمعت غزله الصباحي الغريب، و قالت بدهشة :

-إيه إللي بتقوله ده يا عثمان ؟!!

-بصبَّح عليكي يا بيبي إيه !

-إتعلمت الكلام ده فين ؟؟!

غمز لها قائلًا :

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن