_ لعنات ! _
كانت البرودة تتنامى بينهما و التباعد في زيادة... هذه المشاعر كلها و هذا الهجران بالذات كانوا أشد وطأة عليه و على قلبه أكثر من أيّ شيء آخر.. بالآونة الأخيرة لم يستطع سوى أن يسأل نفسه فقط.. إلى متى ؟ إلى متى يستمر هذا العبث بحياته ؟ لكنه لا يتمكن من العثور على جوابًا محدد !!!
لأكثر من ثلث ساعة.. وقف "عثمان" بغرفة مكتبه، يطالع بذلة الزفاف المخصوصة التي تفاجأ بها تصل إلى بيته في طرد مع أحد العاملين بأفخم دار أزياء بالبلدة كلها... كان يرمقها فوق مشجب السترات تارة و يقلب بين أصابعه الكارت الذي استلمه من الشاب أيضًا تارةً أخرى
يعيد قراءة الكلمات الرقيقة المنمقة و يقرأ التوقيع المختصر بمشاعر مشحونة تعصف بداخله و تغير بصدره.. أيّ شيء يذكره بموعد الليلة و الحدث السودوي المرتقب يبث فيه قدرًا هائلًا من الحنق لا يمكن تخيله.. بالرغم من أنه مقبلًا على ذلك بارادته... لكنه لا يدري لماذا يشعر بأنه يحتال عليه.. هذا أسوأ شعور بالنسبة له على الاطلاق، يطيق كل شيء و لا يطيق هذا تحديدًا ....
كان غضبه آخذًا في التفاقم أساسًا منذ مدة.. حتى فقد السيطرة الآن فجأة، و أستل هاتفه من جيب سرواله بعصبية.. أجرى الاتصال بها فورًا... ليصيح بحدة ما أن سمع صوتها على الطرف الآخر :
-ممكن أفهم إيه الزفت إللي باعتاهولي على البيت ده ؟؟؟
ترد "نانسي" بهدوء متفاجئ :
-إيه يا عثمان ! مالك متنرفز كده ليه ؟ أنا بعتلك هدية فعلًا.. بس ماكنتش متخيلة إنها ماتعجبكش للدرجة دي. أو ماتحبهاش أصلًا
-حد قالك إني ناقص هدوم أو بشحت ؟؟؟
-إهدا بس. ليه الانفعال ده كله مش مستاهلة. دي Special Piece يا حبيبي. و لولا أنا متأكدة إنك مش هاتهتم بتفاصيل زي دي ماكنتش عملت كده. و بعدين إنت صممت مانعملش فرح و أنا وافقت و احترمت رغبتك و اتنازلت عن حاجة مهمة زي دي عشان ماتضيقش مني. أنا يهمني رضاك يا عثمان !
مسح "عثمان" على وجهه بعصبية و هو يطرد زفرة نزقة من صدره، ثم قال بصوتٍ أجش :
-بصي أولًا.. بطلي تعملي عليا الشغل ده. أنا مابحبوش ..
-شغل إ آ ا ...
-إسمعيني و ماتقطعنيش !!! .. صرخ مقاطعًا بعنف شديد عبر الهاتف
ليطبق السكون من طرفها على الفور، بينما يستطرد بغلظةٍ :
-ماتنسيش نفسك يابنت رشاد الحداد. إوعي تنسي لحظة إنتي مين و أنا مين.. و قبل ما تخطي البيت ده الليلة دي افتكري بس إنتي دخلتيه إزاي و ليه.. إنتي لو كنتي قدامي ببلاش ماكنتش أوطي راسي عشان أشوفك أصلًا. بدلة إيه إللي بعتاها يا شاطرة و فرح إيه إللي بتكلميني عنه ؟ إنتي فاكرة جوازنا ده جواز ؟ ده أنا و رحمة أبويا في تربته هاخليكي تمشي تكلمي نفسك. مش إنتي عايزة تبقي مراتي ؟ مش عايزة تيجي تعيشي في بيتي ؟ يا أهلًا بيكي.. بس تبقي جدعة لو استحملتي لحد الأخر. فاهماني كويس ؟!!!
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Lãng mạnرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...