بعد كل هذا التخطيط و الكفاح لنيل مآربها... هل يمكن أن تتراجع الآن !!!
لقد عقدت عزمها مرارًا خلال المدة التي عاشتها معه، و خاصةً بتلك الأوقات العصيبة التي شهدت فيها منه نفورًا و جفاء حتى وصل به الأمر لمد يده إليها بالضرب.. كان بداخلها حقد.. يزداد و لا ينقص.. و غل شديد.. عليه و على أبيها و إبن عمها و الجميع... هذا الشعور لا ينفك عنها مطلقًا
أما الآن... في هذه اللحظة و هي تنحني لتضع الحذاء بقدمه كما اعتادت أن تفعل قبل وقت قريب.. لا تدري ما بال الشعور بالضيق و الندم يسيطران عليها... بالأخص و هو يلاطفها كما إعتاد أيضًا بعد كل مرة تعمد فيها إلى إعانته بأيّ شيء يفعله
يمد يده السليمة و يربت على شعرها الحريري كما يفعل الآن و هو يبتسم لها تلك الابتسامة الجذابة خاصته و التي لا يهديها للجميع.. إنما للخواص فقط... و على ما يبدو فقد صارت هي كذلك بالنسبة له.. حتى الآن ....
-قولتلك مابحبكيش تعملي كده ! .. قالها "فادي" بلهجته اللطيفة و هو يسحبها من ذراعها لتقف على قدميها
كان قد قام بدوره من فوق الكرسي الصغير بوسط مدخل الشقة، فصارا متواجهين ...
جاملته "هالة" بابتسامة رقيقة و هي تقول :
-و أنا عملت إيه يعني ؟ دي مش أول مرة أعمل كده
-ما أنا كل مرة بقولك. مش بحبك توطي تحت رجلي و تلبسيني الجزمة كده.. حد قالك عليا مشلول يعني مش هاعرف ألبسها ؟!
-قطع لسان إللي يقول عليك كده ! .. هتفت "هالة" بعدائية واضحة أدهشت "فادي" على الفور
لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها و عاودت التبسم في وجهه، أمسكت بيده و رفعتها لتسند خدها على كفه و هي تقول بنعومةٍ :
-قصدي إنت في عنيا مالكش زي.. و أنا بحبك. بعتبرك دلوقتي كل حاجة ليا.. جوزي و حبيبي و أبويا و أخويا و إبني كمان.. و بعدين أنا بساعدك في لبس الهدوم و في كل حاجة ...
و غمزت له بطريقة موحية، و أكملت ضاحكة بغنجٍ :
-جت على الشوز يعني يا فادي !
شاركها "فادي" الضحك و هو يضمها إلى صدره بحماسة مغمغمًا :
-بس يا حبيبتي إنتي هنا برنسيسة. جايز البيت مش قصر زي بيت أهلك. لكن أنا هنا واجبي أشيلك على كفوف الراحة.. عارفة ليه ؟
هالة مبتسمة : ليه يا حبيبي ؟
تراجع "فادي" بضع سنتيمترات عنها ليرى وجهها و ينظر بعيناها الجميلتان جيدًا، ثم قال بصوتٍ أقرب إلى الهمس دون أن يحاول إخفاء غرامه الشديد بها :
-عشان إنتي قيمتك كبيرة أوي. و غالية عليا أوووي.. و كان نفسي تبقي بنت عادية يا هالة. مش في المستوى العالي ده يعني. عشان تصدقي فعلًا كل كلمة بقولهالك و ماتشكيش في حبي ليكي لحظة !
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Lãng mạnرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...