_ هدنة ! _

14.7K 456 5
                                    

هذه هبة لا يحظى بها أيّ شخص عادي.. و لعلها ليست هبة واحدة، لكن الأبرز الآن تتمثل بنعمة وجودها وسط عائلة مثل عائلتها

إنها بالطبع تكرههم جميعًا و تنفر منهم خاصةً بالآونة الأخيرة، لكنها لا تستطيع أن تجزم بأنهم يبادلونها نفس المشاعر.. بل هي تدرك تمامًا من أعماقها بأنهم يسعون لأجل مصلحتها

لكن أليس في طريقتهم ظلمًا كبيرًا لها ؟ حتى و لو كانت مخطئة منذ البداية !!!

اليوم هو المتمم _ بعد أشهر عدتها _ للمهلة التي طلبتها كي ما تستعد للزواج ...

ثلاثون يومًا بالتمام و الكمال، دون رؤية خطيبها أو حتى التحدث إليه و لو بمكالمة هاتفية.. ذاك كان شرطها، ألا يراها أو يسمع صوتها حتى يوم عقد القران

و كان لها ما طلبت، حقق لها أبيها رغبتها و جعلها تقضي الفترة الفائتة كلها في إستقضاء حوائج جهازها الجديد، و بما أن "فادي" لم يقبل بأن تساهم إلا بأغراضها الشخصية فقط، فلم تجد "هالة" شقاء بالقيام بهذه المهمة

بل أنها كانت بحاجة ماسة للخروج من هذا البيت مرة او مرتين على الأقل كل إسبوعًا، كانت تفيدها خلوتها مع نفسها و لو بضعة ساعات بعد كل الضغوطات التي مرت بها ...

كان فستانًا من اللون الأسود، بلا أكمام، ذي فتحة ساق جريئة، و مطرزًا بالآلئ الفاحمة.. كان معلقًا أمامها فوق "مانيكان" بمنتصف غرفتها

بينما كانت تجلس على حافة السرير و تتأمله و هي تضم ساقيها إلى صدرها ...

يتوقع الجميع أنها قد إختارت إطلالة بيضاء كحال أيّ عروس بمكانها حتى إذا كانت ستتزوج للمرة الثانية.. لكن لا ريب أنها ستخيب ليلة غد آمالهم، حين تطل عليهم بالأسود !

بزغت إبتسامة على ثغر "هالة"، و بدت لا تطيق صبرًا على رؤية ردود الأفعال المصدومة التي ستراها قريبًا ...

إنتفضت بخفة عندما سمعت فجأة قرعًا على باب الغرفة، قفزت من مكانها بلحظة و أسرعت نحو الـ"مانيكان".. أسدلت فوقه غطاء سميك و هي تصيح بشيء من التوتر :

-إدخـــل !

سمعت صوت "صفية" و هي تلج :

-صاحية يا هالة !

إستدارت "هالة" لها بعد أن تأكدت بأن الفستان موارى تمامًا.. إبتسمت لها و هي تقول بحيادية :

-صافي.. تعالي حبيبتي

-صباح الخير ! .. قالتها "صفية" برقتها المعهودة و هي تغلق الباب و تتجه نحوها

-بصراحة ماتوقعتش إنك تصحي بدري أوي كده. الساعة لسا 7 و نص.. بس قلت أجرب !

و توقفت على بعد قدم منها ...

هالة بلطف : يا قلبي حتى لو مش صاحية أصحالك إنتي بتقولي إيه يا صافي !

صفية و هي تضحك :

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن