تم إنشاء مقاعد مريحة حقًا لركاب الصف الثالث بالسيارة الـ"lada lagrus" و تم تجهيز كل من صفوف المقاعد الثلاثة بمجاري هواء لتدفئة أقدام الركاب
و لكن سائق زوجها المخصوص قد أزال الصف الثاني من السيارة ليحوّل الجهة الخلفية إلى صالون.. يتيح للسيدة الجلوس بأريحية مع زوجها و أطفالها و أيضًا تلك المربية التي جاءت معهم لتهتم بالصغيرين
لكنهم لم يتحركوا بعد، كانت السيارة لا تزال تقف وسط باحة القصر، و كانت "سمر" ترمق ساعة يدها من حينٍ لآخر و هي تهز قدمها على غير هدى، تنتظر مجيئ زوجها الذي طلب منها استباقه إلى السيارة ريثما يعود ليرى عمه و يعرف ماذا يريد منه بالضبط !
تأففت "سمر" فجأة و أخرجت هاتفها من حقيبة يدها الصغيرة، أجرت الاتصال بزوجها، فأتاها صوته فور أن وضعت الهاتف فوق أذنها ...
-أيوة يا سمر !
أجفلت "سمر" قليلًا عندما سمعت لهجته الجافة المقتضبة... لترد بحذر :
-إيه يا حبيبي إتأخرت ليه ؟ في ناس مستيينا !
ما زال صوته يكنف تلك اللهجة المريبة مع رنة حزم مفاجئة :
-طيب معلش يا سمر قولي للسواق يطلع بيكوا و أنا كمان ربع ساعة و هحصلكوا
استبد بها القلق الآن و هي تسأله :
-في حاجة و لا إيه يا عثمان ؟!
-مافيش حاجة يا حبيبتي مشكلة صغيرة في الشغل بحلها مع عمي. خدي الولاد و اسبقيني و أنا مش هتأخر عليكوا
عبست "سمر" قائلة بامتعاض :
-ينفع ندخل البيت منغيرك يعني يا عثمان !!
عثمان بلطفٍ صارم :
-مش هايجرى حاجة يا سمر دي مسافة ربع ساعة زي ما قولتلك و كده كده راجعين مع بعض.. يلا يا حبيبتي مع السلامة. و إبقي طمنيني لما توصلي !
لم تكد ترد على جملته الأخيرة حتى.. ما لبث أن أغلق الخط، لتصدر عنها نهدة حارة من أعماقها، تنظر بوجه الصغيرين الهادئين بيأسٍ.. ثم تصيح آمرة في السائق :
-إطلع يا أسطى كرم على بيت الأستاذ فادي !
رد السائق بتهذيب :
-تحت أمرك يا هانم
و انطلق متجهًا على الفور إلى منزلها القديم ...
____________________
يا لألاعيب الأقدار !
لم يمضِ على تفكيره بلقائهما الحميمي الأول و الأوحد ساعة واحدة.. ليجد الأوضاع قد انقلبت رأسًا على عقب و صار عكس ما توقعه تماماً
لم يخيّل إليه إطلاقًا أن يفضي حوار قصير بينهما إلى هذا.. لم تكن مجرد قبلة هذه... بل أنها كانت أكبر من قوى التجاذب العظمى حتى.. حيث لم يستطع كليهما مقاومة ما جاء بعدها إلى أن وجدا نفسهما قد وصلا إلى تلك النقطة في الأخير.. حيث الذروة.. منتهى الوصال و التوق !
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Lãng mạnرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...