_ رجل حر ! _
مكالمة هاتفية أخيرة من إبن عمه، ألحت عليه بوجوب الوصول سريعًا ليصلحوا هذه المشكلة العويصة، و التي تدعي "هالة".. لم يكذب "صالح" خبرًا و ضاعف سرعة قيادته بقدر من الحرص مراعاةً لحالة زوجة الحبلى
يصل إلى قصر "البحيري".. قصر عائلته و فخرهم على مر الأجيال ...
يستبق "صالح" زوجته و يتركها تلحق به على مهل، بينما يعدو مجتازًا باحة المنزل، و يلج عبر الباب المفتوح على مصراعيه، ثم يتجه صاعدًا إلى الطابق العلوي
يجد "عثمان" و زوجة عمه يقفا أمام غرفة شقيقته المغلقة، فيقبل عليهما راكضًا و هو يهتف بشحوب :
-إيه يا جماعة.. حصل إيه ؟ إستعجلتوني أوي و كنت هاعمل 100 حادثة في الطريق
-أبوك عايز يبوظ إتفاقنا ! .. صاح "عثمان" بإنفعال مكبوت و هو يقبض على هاتفه بقوة كادت تحطمه
سارعت "فريال" لتهدئته قائلة و هي تربت على ذراعه بلطف :
-إهدا شوية يا عثمان. العصبية مش هاتحل حاجة يا حبيبي
لكنها كانت كمن يصب البنزين فوق النيران أكثر، لولا تدخل "صالح" للمرة الثانية ...
-قولي بس إيه إللي حصل ؟ إحنا مش كنا إتكلمنا في الموضوع ده قبل ما تسافر و إنهاردة أخو مراتك جاي ؟ بابا عمل إيه ؟؟؟
-هاي يا جماعة ! .. برز صوت "صفية" في هذه اللحظة
كانت تقف عند مقدمة الدرج، تلهث و القلق يعلو وجهها المرهق، أخذت تقترب من عائلتها ببطءٍ و هي تضع كفها فوق بطنها ذات السبعة أشهر
رؤيتها هكذا عملت على تخفيف غضب "عثمان".. و بطريقة ما قل عبوسه و إسترخت عضلات جسمه المشتنجة ...
-حبيبتي ! .. صاحت "فريال" بتلهف و هي تستقبل إبنتها بين أحضانها
عانقتها "صفية" و قبلتها و هي تقول دون أن تشح ببصرها عن أخيها :
-في إيه يا عثمان ؟ صوتك عالي أوي أنا سمعتك من تحت !
تمكن "عثمان" من الرد عليها بلهجة أكثر هدوءًا حين عجز عن منحها إبتسامة :
-مافيش حاجة يا حبيبتي. مشكلة هالة بس. ماتشغليش بالك .. ثم فتح لها ذراعاه و قال داعيًا إياها :
-تعالي الأول كده عشان وحشاني !
إبتسمت "صفية" بجهد، و إنتقلت من حضن أمها لحضنه ..
ضمها "عثمان" بحنان شديد و هو يقبل رأسها متمتمًا :
-أنا إتفقت مع صالح هاتقعدوا معانا لحد ما البرنسيس بتاعتنا تشرف. هاتسيبوا كل حاجة في القاهرة مؤقتًا و تقضوا الفترة دي كلها معانا هنا.. و إياكي أسمع إعتراض يا صافي. إنتي تحمدي ربنا إني سمحت بحوار خروجك من البيت ده و كمان تبعدي المسافة دي كلها عننا
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Romanceرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...