قضت بعض الوقت بقاعة الحمام الرئيسية الفاخرة... إغتسلت و خرجت يملأها شعور الإنتعاش الجميل.. مشت عائدة إلى غرفتها بخطى مبتلّة
راحت تجفف شعرها برفقٍ بمنشفة صغيرة، و هي تتجه ناحية خزانتها، كانت ثيابها المختارة سلفًا معلّقة أمامها مباشرةً.. فما إن أتمّت خطواتها الجمالية و صففت شعرها و تركته حرًا هكذا دون عقال قفزت داخل الثياب و إنتعلت حذائها الخفيف
ثم إلتقطت هاتفها و سارت إلى الخارج هاتفة بصوتها الرقيق العذب :
-سمر.. يا ست سمر. عملتلنا الغدا و لا إيه أنا جوووعت أوي !
و توقعت بأنه سوف تجدها بالمطبخ طبعًا.. لكنها تفاجأت حين ذهبت إلى هناك و وجدت المكان خاويًا كما تركته !!!
-إيه ده ! .. تمتمت "يارا" لنفسها بغرابةٍ
و حكت فروة رأسها بأناملها مكملة :
-راحت فين دي. معقول كل ده برا ؟!
رفعت هاتفها لتنظر به و فتحته باحثة عن رقم متجر الأغذية الذي وصفته لنديمتها
بينما تتوجه نحو ممر الغرف لتلقي نظرة على الأطفال النائمين و لربما تجدها هناك أيضًا.. لكن لا.. لم يكن لها أيّ أثر ...
-آلو ! .. إنفتح الخط فجأة و سمعت "يارا" ذلك الصوت الرجولي الخشن
ترد بصوتها الهادئ :
-آلو مساء الخير. هايبر (....... ) معايا !
-أيوة يافندم تحت أمرك !
-لو سمحت أنا كنت باعتة بنت عندكو من ساعة كده تجبلي طلبات.. هي قصيرة شوية و رفيعة كده و عنيها ملونة و آه. محجبة و لابسة أبيض و جينز.. ماشوفتهاش خالص قدامك ؟
-أنا واقف على الطاشير يافندم و جمب الباب.. ماشوفتش حد خالص بالمواصفات دي من الصبح
-متأكد ؟!!
-طبعًا يافندم.. لو تحبي نجبلك الطلبات لحد عندك أؤمري !
-لا متشكرة ...
و أغلقت ساهمة بنظراتها
لا تعرف لماذا تسرب بداخلها الشعور بالتوتر، إنها حتى لا تعرفها و لا تخصها... و لكن ثمة شيء تحرك بأعماقها.. احساس ليس بغريب عليها
لكنها لا تجيد وصفه الآن ...
-
أجفلت "يارا" مغمغمة بعدم ارتياحٍ :-يا ترى روحتي فين يا سمر ؟؟!!!
_______________
طوال الطريق من الساحل و حتى تخوم المدينة التي تعرفها جيدًا لم ينفك عقلها لحظة واحدة عن التفكير ...
أكثر من مرة أمرها صوتًا بداخلها أن توقف هذه المهزلة التي زجت بنفسها فيها، كيف طاوعتذاك الرجل و ذهبت معه بهذه البساطة ؟ تستقلّ بسيارته.. بجواره... و تترك "ملك" !!
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Romanceرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...