مضى العديد من الأيام... ليس كثيرًا على أيَّة حال.. أسبوعًا أو أكثر. تعاقبت الأيام في وتيرة من التوتر و الجفاء.. ربما الغضب و الكيد أيضًا !
منذ اليوم الأول الذي حل فيه "نبيل" فردًا و واحدًا من أهل البيت.. قصر "البحيري"... الجميع يلتزم الصمت و أوامر رجل البيت الأول و كبير العائلة
توقفت التجمعات العائلية.. الفطور و الغذاء و العشاء يتناول الجميع كل هذه الوجبات على حِدة.. لا أحد يظهر إلا للحاجة... كان هناك تقيّد إجباري للقواعد الجديدة التي فرضها "عثمان".. لكن "نبيل" لم يعبأ بذلك أبدًا، فكان يمارس حياته منذ أول لحظة طبيعيًا بطريقة أزادت من حقد و غضب "عثمان" عليه
ما دفع "صالح" لقرار المغادرة و السفر إلى القاهرة من جديد، لم يطيق البقاء في الوسط بصراعٍ بين خاله و إبن عمه.. إرتأى أن ذهابه أفضل خيار حتى لو به نزعة من الأنانية
بالنهاية هو لن يستطع الوقوف ضد كلا الطرفين.. لن يفعلها أبدًا، ليفعلا هما ما يريدان.. لقد أخذ أسرته و عاد إلى حياته و عمله المستقل بالعاصمة.. إنسحب نهائيًا و إنتهى الأمر بالنسبة له ...
_____________
في صباح يوم العطلة ...
يفيق "عثمان" ظهرًا كعادته، و كالعادة أيضًا منذ هجرها يقوم و يساعد نفسه بنفسه.. بدءًا من تحضير الملابس تأهبًا للاغتسال، و حتى طلب الفطور عبر الهاتف الموصول بجناح المستخدمين
شرب "عثمان" قهوته بعد تناول شيئًا من الطعام، لم يكثر و هذا بالآونة الأخيرة قد إنعكس عليه بصورة واضحة.. إذ صار أنحف، لكنه مع ذلك لم يبدو أكثر حيوية بالنسبة لأيّ وقت مضى.. بالرغم من التفكير المستمر و تقلباته المزاجية و سوء حالته النفسية مؤخرًا.. كان مثيرًا للشفقة حقًا، لكنه حرص ألا يتبيّن أحدٍ من أمره، لا أحد على الاطلاق ...
يترك غرفته متوجهًا إلى الأسفل، حيث يدور دورته التفقدية كحاله كل يوم.. و لسوء الحظ يرى ما كان لا ينغبي له أن يراه أبدًا، من أجل الحفاظ على هدوء المنزل، و لكن من جهة أخرى لا تعنيه هذه الأشياء.. يرحب جدًا بالمعارك... في الحقيقة يتحرق رغبةً لممارسة بعض العنف، لعل الأوان قد حان !!!
-صباح الخير يا عثمان !
كان هذا "نبيل".. و كما يراه الآن و هو يلج عبر باب المنزل مهرولًا بجزعه العاري، و مستعرضًا بوضوح بنيته الرياضية المميزة و الجذابة ...
في المقابل تتصاعد الدماء إلى وجه "عثمان".. فترتفع درجة حرارته و هو ينطلق معترضًا طريق ذاك الذي يسرح و يمرح بمنزله مؤخرًا على نحو يكاد يدفعه لفقدان عقله ...
-إستنى يباشا رايح فين كده بالحمالات دي !!! .. صاح "عثمان" بخشونة و هو يضع قبضته الحازمة بمنتصف صدر الأخير ليوقفه
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Lãng mạnرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...