_ حتى الموت ! _

17.1K 966 187
                                    


تردد صوته في عقلها خاصة بنطقه تلك العبارة الصادمة.. شُلّ تفكيرها لبرهةٍ و هي تبتلع ريقها ثم تدير وجهها لتنظر إلى "فريال" ...

لم تسمح الأخيرة للصدمة بالتمكن منها كما فعلت ب"هالة" و توجهت بالسؤال مباشرةً و بسرعة إلى إبنها بصوتٍ محايد :

-إيه إللي إنت بتقوله ده يا عثمان ؟ سمر مع نبيل إزاي و ليه ؟؟!!!

أشعل الغضب المستطير كيان "عثمان" فجأة و هو يصرخ بوجهيهما :

-إنتي لسا هتسأليني إزاي و ليه ؟؟؟؟ أنا مابكلمكيش إنتي أصلًا !!!

و أقترب خطوة واسعة من "هالة".. شدها من رسغها بعنفٍ هادرًا بشراسة :

-إنطقي يا هالة ؟ ألاقي خالك الـ××××× فين ؟؟؟ نبيل فين يا هالة ؟؟؟؟؟؟

رفرفت "هالة" بأهدابها عدة مراتٍ و هي تحدق فيه بقوة.. و لا تعلم كيف وجدت الثبات لترد على سؤاله باللحظة التالية مقدمة كل ما لديها من مساعدة حقيقية :

-صدقني يا عثمان ماعرفش مكانه. ماعرفلوش أي بيت هنا من ساعة ما هاجر و باع كل أملاكه.. بس هو كان جايبلي بيت. الفترة إللي سيبت فيها القصر قبل ما بابي يموت. مش عارفة إذا لسا محتفظ بيه و ممكن يروح هناك و لا لأ !

-عنوانه البيت ده ؟؟!!! .. صاح بوجهها بلهفةٍ وحشية

نطقت "هالة" مدلية بمعلوماتها على الفور :

-في سان ستيفانو. 37 ش ( ...... ) الدور الخامس شقة 8 !

يفلتها "عثمان" لحظة إملائها العنوان عليه، ينطلق كالرصاصة أولًا صوب الأسفل تتبعه أمه هاتفه باسمه.. لكنه لم يلتفت لها و واصل المضي بأسرع ما لديه

و عندما لحقت به كان قد عاد من غرفة مكتبه حاملًا بيده سلاحخ المرخص و مشهرًا إياه للأعلى ...

صرخت "فريال" بهلعٍ ما إن رأت هذا و اعترضت طريقه في الحال جاعلة من ذراعيها حواجز تمنعه من تجاوزها و هي تصيح فيه :

-إنت إيه إللي ماسكه في إيدك ده.. أوقف هنا يا عثمان واخد معاك مسدس ليه !!!

بدا عليه الجنون التام و هو ينفجر كبركانٍ أسود محتدم :

-سبيني.. إوووووعي من قداااااامي. هاقتله. و رحمة أبويا لأقتله !!!!

فريال و هي تتقرب منه ممسكة بتلابيبه المشعثة :

-تقتل مين ؟ تقتل مين يا عثمان.. بلاش جنان يا حبيبي. الله يخليك أنا مش حمل كده. طيب إستنى أنا هاجي معاك. هاجي آ ا ...

-بـقــــولـك إووووووووعــــي كـــده !!!

و دفعها بعنف من أمامه تحت تأثير غضبه الأعمى، لتسقط "فريال" بالجهة الأخرى محملة كل ثقلها فوق مرفقيها ...

تأوهت بألمٍ و هي تلتفت مراقبة رحيل إبنها و في نفس الوقت تنادي في إثره بصوتها الباكي المنهار :

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن