_ لأجل عينيك ! _

18.9K 1K 115
                                    


لبث يومًا كاملًا بلا أدنى مبالغة يحاول استرضاء أمه، رغم إن الأخيرة لم تبدي ذرة عتابٍ أو غضبٍ منه إطلاقًا.. لكنه لم ينفك يعتذر لها و يُقبل جبينها تارة و يديها تارة و هو يردد أحر عبارات الندم

بينما تسحب "فريال" كفها بصعوبةٍ من بين قبضته و تمسح على رأسه بحنانٍ متمتمة :

-خلاص يا عثمان.. خلاص يا حبيبي هاتفضل تعتذر لحد إمتى. أنا مش زعلانة منك أصلًا ..

عثمان و هو يمرَّغ وجهه بحجر أمه في حسرةٍ و أسى شديدين :

-لأ يا ماما.. أنا عملت غلطة كبيرة أوي. مش قادر أغفر لنفسي. إزاي أعمل معاكي كده.. إزاي إنتي بالذات تشوفي مني تصرفات زي دي. يعني في الفترة الأخيرة كنت أرفع صوتي عليكي منغير ما آنب نفسي. كمان ده يوصلني إني أنسى نفسي و أمد إيدي ليكي بالشكل ده.. أزقك من قدامي و أوقعك !!!!

ضمت "فريال" حاجبيها في تعاطفٍ مع إبنها الوحيد... رق صوتها كثيرًا و هي تخفف عنه شعوره بالذنب قائلة :

-يا عمري إنت ماكنتش تقصد.. أنا مقدرة وضعك كان إزاي. عارفة إنك ماكنتش شايف و لا حاسس بنفسك.. يا عثمان أنا أمك. أنا أكتر حد يعرفك و يحس بيك. أنا مرايتك. إنت عمرك ما غلط فيا و لا قللت في يوم مني. من و إنت طفل حنين عليا و معايا أكبر من سنك. أنا مش ممكن أزعل منك أبدًا. عارفة غلاوتي أد إيه في قلبك يا حبيبي

أخذ "عثمان" يقبل يدها مرارًا و هو يغمغم بصوتٍ مكتوم :

-أنا آسف يا ماما.. أرجوكي حاولي تنسيهالي. سامحيني !

فريال و هي تضم رأسه بحضنها بقوة :

-طبعًا مسمحاك.. إنت قلبي يا عثمان. إنت روحي. هو أنا بحب يحيى و متعلقة بيه ليه ؟ مش عشان حامل إسم أبوك بس و لا فيه كتير منه. كمان عشان حتة منك. عشان بيفكرني بيك لما كنت في سنه. لما ببصله بحس إني صغرت تاني و بربيك إنت من أول و جديد. أنا بحبك أوي يا عثمان. و أحب إللي منك و إللي تحبه !

لم يسع "عثمان" بعد سماع كلمات أمه المؤثرة إلا أن يقوم و يعانقها هذا العناق الذي هي بحاجة إليه أكثر منه هو ...

ليقاطعهما بعد دقيقة واحدة صوت القرع على باب الغرفة، ثم دخول الخادمة بعد أن أذن لها.. كان "عثمان" يقف بكامل شموخه و هيبته الآن، لتحني الفتاة رأسها في أدب أمامه و هي تقول :

-عثمان بيه.. صالح بيه و هالة هانم تحت. بعتوني يقولوا لحضرتك إنهم عايزينك دلوقتي

رفع "عثمان" حاجبه معلقًا بدهشة محببة :

-صالح و صفية جم !

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

هبط "عثمان" من فوره للأسفل ليرى شقيقته و إبن عمه.. كان يصطحب معه "فريال"... نزلت برفقته تتأبط ذراعه

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن