_ أبطال في القلوب ! _

17K 819 146
                                    


أول ما تسلل إلى وعيها رائحته ...

أجل.. فلكلٌ منَّا رائحته المميزة... و هو.. كانت رائحته خشنة.. قاسية.. مثل الشوكولاه الداكنة.. ثقيلة المذاق... لكنها لذيذة جدًا !

ثاني شيء شعرت به و الذي عمل على أفاقتها في الحال... كانت لمسته.. من أعماق أحلام معتمة، متداخلة، مجهولة المعالم.. أوقظتها ...

-فادي ! .. غمغمت "هالة" بصوتٍ ناعس

رأت وجهه المائل صوبها محمرًا مثيرًا على ضوء المصابيح الخافتة.. رفعت قبضتها و أخذت تفرك عينيها و هي ترتكز إلى مرفقها الآخر لترتفع بجزعها قليلًا و تسند ظهرها إلى الوسادة ...

-في إيه يا فادي ؟ إنت كويس ؟! .. بدأ صوتها يعود إلى طبيعيته

بدا عليها القلق عندما تبيّنت عبوس ملامحه الشديد، انتفضت مصدرة آنة متألمة حين شعرت بخفقة قوية أسفل معدتها.. رفعت كفها بنفس اللحظة و بسطته فوق بطنها ذات الخمسة أشهر

اختلج محيا "فادي" للحظة عندما لاحظ هذا عليها، مد يده السليمة و لامس كتفها العاري بلطفٍ و هو يقول بصوتٍ أكثر خشونة :

-إنتي كويسة ؟!!

أومأت له و أمسكت بيده على الفور قائلة و هي تضغط بأناملها حول كفه :

-أنا كويسة. إنت مالك.. إيه مصحيك الساعة دي. فيك حاجة ؟؟

هز رأسه للجانبين و هو يرد عليها بتباطؤٍ بسيط :

-لأ.. مافياش حاجة. أنا.. أنا كنت عايز بس تتصلي بأي حد عندكو في القصر !

-أتصل بحد عندنا في القصر !! .. كررت "هالة" بغرابةٍ، و أكملت بقلق :

-ليه يا فادي ؟ حد حصله حاجة ؟!!

تنهد بثقلٍ و لم يرد عليها، بل أشاح بوجهه عنها و حنى رأسه شاعرًا بضيقٍ عظيم يشدد على صدره ...

تحاملت "هالة" على نفسها و تقربت منه مزحزحة جسمها ناحيته... و لأول مرة منذ أشهر طوال يسمح لها بهذا القرب الشديد.. تحط بكفيها فوق كتفيه، و تكاد تلتصق به تقريبًا و هي تقول بصوت أقرب إلى الهمس :

-مالك يا فادي ؟ في إيه صارحني.. بليز !

استمر الصمت بينهما للحظاتٍ، قبل أن يقرر "فادي" البوح لها أخيرًا.. فقال بزفراتٍ مغمومة :

-الليلة دي.. شوفت أبويا و أمي !

هالة رافعة حاجبيها :

-شوفتهم إزاي يا فادي ؟!

-شوفتهم في الحلم.. شوفت أبويا الأول. كان واقف قدامي هنا في البيت ده. في أوضتي. زي ما يكون زارني حقيقي. ماتكلمش معايا. مانطقش خالص.. بقى يبصلي و غضبان بس. غضبان أوي.. شوية و لاقيت أمي دخلت جمبه. بس كانت بتعيط و ماسكة في إيدها شعرها.. شعرها كان بيقع جامد و كل مادا بكاها يزيد... صحيت فجأة و كل إللي جه في بالي سمر و ملك !!!

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن