لولا الأمر الصادر من سيدة القصر الأولى.. "فريال" هانم... لما إستجاب لها الحارس ضخم الجثة المسؤول عن البوابة الرئيسية للمنزل و هرول ليفتحها على مصراعيها بضغطة زر
كان كل فرد من الحراسة قد تلقّى أمرًا صارمًا من السيد "عثمان البحيري".. ألا ينبغي لزوجته المصون أن تتخذ خطوة واحدة خارج تلك البوابة بمفردها، أو بمعنى أصح بدونه
لكنها الآن تخرج أمام أعينه برفقة السيدة الأم !
لا يستطيع أن يقف بوجهها و يمنعها في وجود "فريال".. رغم تخبّطه و حيرته.. إلا أنه أذعن و تنحى جانبًا كي ما تتمكن "فريال" هانم من عبور بوابة القصر بسيارتها الفارهة ...
-أنا متشكرة أوي بجد ! .. تمتمت "سمر" بصوتٍ يفيض امتنانًا و هي تجلس بجوار "فريال" و تتطلع عبر نافذة السيارة إلى الطريق و سماء النهار
ترد "فريال" بلطفها المعهود دون أن تسهو عن القيادة :
-على إيه يا حبيبتي بس.. أنا لسا ماعملتش ليكي أي حاجة يا سمر. إنتي تستاهلي كل الحلو إللي في الدنيا دي
ابتسمت "سمر" بخفةٍ و أدارت رأسها نحو السيدة النبيلة، ثم قالت بصدقٍ :
-ربنا يعلم وجودك في حياتي الفترة إللي فاتت و لحد دلوقتي فارق معايا إزاي يا طنط. لولاكي كنت أنهرت فعلًا.. تعرفي إني شايلة هم فراقك إنتي أكتر حد. إنتي و يحيى !
إنقبض قلب "فريال" لدى سماع تصريح زوجة إبنها الأخير، لتقول تاليًا بلهجة ملؤها التوتر و القلق :
-ربنا ما يجيب فراق يا سمر. ليه بتقولي كده ؟ و بعدين إنتي مش كنتي قولتي حتى لو إنفصلتي هاتفضلي قاعدة مع إبنك في بيته ؟ ليه الكلام ده بقى ؟!
سمر و قد إستحالت لهجتها إلى الجمود :
-هو السبب.. أبو إبني هو السبب يا طنط
فريال بوهنٍ : عملك إيه عثمان بس يا سمر ؟ ما بقاله شهرين بعيد عنك زي ما طلبتي. نفذلك كل إللي قولتي عليه. عمل إيه ماتظلميش بقى
تضم "سمر" حاجبيها بشدة مغمغمة باستنكارٍ :
-أظلم ! مين إللي ظلم و بيظلم مين يا طنط ؟ أوكي أنا عارفة إنه إبنك و هاتفضلي تدافعي عنه.. لكن أرجوكي خليكي صريحة معايا على الأقل. أنا مش بتهمه كدب و لا بقول حاجة مش فيه
تنهدت "فريال" بيأسٍ و قالت بصوت أكثر هدوءً :
-طيب يا سمر.. عملك إيه عثمان خلاكي تفكري تسيبي البيت ؟ و عشان خاطري أنا ماتحطنيش في الموقف ده. أنا مش مخرجاكي معايا عشان تشوفيها فرصة و تمشي فعلًا
-أهو هو ده بالظبط إللي أقصده ! .. علّقت "سمر" فورًا
أصغت إليها "فريال" باهتمامٍ و هي تستطرد بلهجةٍ تكنف مرارة مبطنة :

أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Romanceرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...