هذه المرة لم يسمح "فادي" للصدمة بأن تأخذ مأخذها منه، إنما ترك منزله بعد رحيل زوج شقيقته مباشرةً... ذهب من فوره إلى صديقًا له
ضليعًا بعلوم التكنولوجيا الحديثة و المعلومات الرقمية، جلس أمامه بصالون بيته و راح يقص عليه الأمر كله ...
-بس يا فادي أنا طبيعة شغلي ماتسمحش باجراء زي ده !
كان هذا رد صديقه بعد أن تركه يسرد و يحكي بالتفصيل، ليقدم له الجواب السلبي بمنتهى البساطة ...
تجهم "فادي" و هو يتطلع إليه بصمتٍ دام لوهلة، ثم قال باستنكارٍ واضح :
-طبيعة شغلك ماتسمحش إزاي يعني يا مصطفى ؟ إنت مش بتشتغل مع الحكومة و بتساعدهم ؟؟!!
يرد المدعو "مصطفى" بلهجة بها نبرة اعتذار :
-أديك قلت يا فادي. شغال مع الحكومة. يعني ماينفعش إللي بعمله في الجهة المعنية إللي بشتغل فيها أروح أعمله برا.. كده أتأذي يا فادي
انفرجت شفتا "فادي" و هو يطرق برأسه للحظة، ثم يرفعه مجددًا و يقول و نظرات العجز تطل من عينيه :
-يعني ماعندكش أي حل ؟ ماتقدرش تعرفلي مكان أخواتي أبدًا !!!
بدأ الأخير يتعاطف معه، فقال بعد تفكيرٍ قصير :
-و الله أبقى كداب لو قولتلك 100% أقدر.. لكن عشان خاطرك هحاول أشوف أي طريقة تانية. يارب تنفع بس
تذرع "فادي" بالأمل الذي منحه له الآن و أومأ له قائلًا :
-بإذن الله.. بإذن الله تنفع. يارب !
__________
يحق القول بأن الله قد أرسله نجدةً له حقًا ...
فقد كان المغدور قاب قوسين أو أدنى من هلاكه، بين أربعة من الثيران البشرية.. بالكاد كان صامدًا حتى و هو يتلقى اللكمات و الضربات و يصد بعضها أحيانًا
كانت الدماء تطفر من وجهه و قد كانت ساقه تعرج و هو يقفز و ينحني متفاديًا القبضات العنيفة عبثًا، فلو فوّتها من هنا جاءته من هناك ...
-إيـه يا رجـــالـة كل ده على واحد !!!
هكذا و فجأة طغى هتاف "صلاح" على ضجيج العراك ...
الآن لا يفصله عنهم سوى بضعة خطوات قليلة.. جمد الجميع عند رؤيته... في وسطهم "عثمان" الذي أخذ قفزة كبيرة للخلف و سارع بخلع سترته التي أعاقت حركته الكاملة قليلًا
في المقابل يسحب "صلاح" مدّيته و يلوّح بها أمام الرجال المأجورين قائلًا و قد تلبسته شخصيته الإجرامية القديمة :
-مش مرجلة دي يا كباتن. أربعة على نفر.. مش أصول خالص !
يتقدم أحدهم خطوة مناطحًا "صلاح" برعونةٍ فجة :
![](https://img.wattpad.com/cover/261923706-288-k389105.jpg)
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
عاطفيةرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...