_ صديق جديد ! _

17.7K 914 129
                                    

هذه المرة لم يسمح "فادي" للصدمة بأن تأخذ مأخذها منه، إنما ترك منزله بعد رحيل زوج شقيقته مباشرةً... ذهب من فوره إلى صديقًا له

ضليعًا بعلوم التكنولوجيا الحديثة و المعلومات الرقمية، جلس أمامه بصالون بيته و راح يقص عليه الأمر كله ...

-بس يا فادي أنا طبيعة شغلي ماتسمحش باجراء زي ده !

كان هذا رد صديقه بعد أن تركه يسرد و يحكي بالتفصيل، ليقدم له الجواب السلبي بمنتهى البساطة ...

تجهم "فادي" و هو يتطلع إليه بصمتٍ دام لوهلة، ثم قال باستنكارٍ واضح :

-طبيعة شغلك ماتسمحش إزاي يعني يا مصطفى ؟ إنت مش بتشتغل مع الحكومة و بتساعدهم ؟؟!!

يرد المدعو "مصطفى" بلهجة بها نبرة اعتذار :

-أديك قلت يا فادي. شغال مع الحكومة. يعني ماينفعش إللي بعمله في الجهة المعنية إللي بشتغل فيها أروح أعمله برا.. كده أتأذي يا فادي

انفرجت شفتا "فادي" و هو يطرق برأسه للحظة، ثم يرفعه مجددًا و يقول و نظرات العجز تطل من عينيه :

-يعني ماعندكش أي حل ؟ ماتقدرش تعرفلي مكان أخواتي أبدًا !!!

بدأ الأخير يتعاطف معه، فقال بعد تفكيرٍ قصير :

-و الله أبقى كداب لو قولتلك 100% أقدر.. لكن عشان خاطرك هحاول أشوف أي طريقة تانية. يارب تنفع بس

تذرع "فادي" بالأمل الذي منحه له الآن و أومأ له قائلًا :

-بإذن الله.. بإذن الله تنفع. يارب !

__________

يحق القول بأن الله قد أرسله نجدةً له حقًا ...

فقد كان المغدور قاب قوسين أو أدنى من هلاكه، بين أربعة من الثيران البشرية.. بالكاد كان صامدًا حتى و هو يتلقى اللكمات و الضربات و يصد بعضها أحيانًا

كانت الدماء تطفر من وجهه و قد كانت ساقه تعرج و هو يقفز و ينحني متفاديًا القبضات العنيفة عبثًا، فلو فوّتها من هنا جاءته من هناك ...

-إيـه يا رجـــالـة كل ده على واحد !!!

هكذا و فجأة طغى هتاف "صلاح" على ضجيج العراك ...

الآن لا يفصله عنهم سوى بضعة خطوات قليلة.. جمد الجميع عند رؤيته... في وسطهم "عثمان" الذي أخذ قفزة كبيرة للخلف و سارع بخلع سترته التي أعاقت حركته الكاملة قليلًا

في المقابل يسحب "صلاح" مدّيته و يلوّح بها أمام الرجال المأجورين قائلًا و قد تلبسته شخصيته الإجرامية القديمة :

-مش مرجلة دي يا كباتن. أربعة على نفر.. مش أصول خالص !

يتقدم أحدهم خطوة مناطحًا "صلاح" برعونةٍ فجة :

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن