_ نداء عاطفي ! _

18.3K 872 144
                                    


تملكها الخرس فجأة، حين رأته يستل من جزدانه ورقة مطوّبة عرفتها فورً قبل أن يفتحها و يضعها نصب عينيها قائلًا ببرودٍ مخيف :

-قصدك على ده مش كده ؟ إنتي حقيقي كنتي متخيلة إن حتة ورقة زي دي ممكن تمنعني عنك أو تحميكي مني ؟!

جحظت عيناها من شدة الصدمة، لتنطق بتلعثمٍ :

-إ. إنت.. إنت جبتها إزاي ؟؟!!!

علت زاوية فمه بابتسامة ساخرة و هو يقول باستخفافٍ :

-مقدرش أغفرلك ظن زي ده.. معقول بعد كل إللي بينا. لسا ماعرفتنيش كويس ؟ لسا ماعرفتيش أنا مين و أقدر أعمل إيه !

حملقت فيه و الصدمة لا تزال تؤثر عليها، لتقول بعدم استيعابٍ :

-إزاي عملت كده ؟؟!!

رفع ذقنه ناظرًا إليها من علوٍ، ثم قال بلهجة الغرور خاصته :

-الفلوس يا بيبي.. أي حاجة ممكن تشتريها بالفلوس. حتى الناس !

وطوى الورقة و أعادها لجيبه من جديد ..

صعد الدم إلى وجهها، فاستحالت بشرتها بنفسجية و هي ترفع قبضتيها محاولة دفعه بعيدًا عنها و تصيح باهتباج :

-و إنت دلوقتي عاوز إيه يعني.. مش خلاص. كل إللي بينا خلص ؟ لازمتها إيه الحركات دي ؟!!

ظل "عثمان" ثابتًا أمامها كالصخر.. لم يتأثر مثقال ذرةٍ... ليقول بصوته القاس بينما لا تزال هي تواصل دفعه عبثًا :

-لو فعلًا كان كل إللي بينا خلص يبقى إنتي إيه إللي جابك هنا لحد عندي ؟

كادت تفتح فمها لترد عليه بعنفٍ، لكنه قاطع أي سبيل لها للحديث و علا صوته و هو يمسك بكتفيها فجأة مقربًا إياها منه :

-و قبل ما تحاولي تنكري.. عمرك ما هتقدري تنكري اللهفة إللي في عينيكي دي. و لا تقدري تنكري إنك ملكي يا سمر.. فاهمة يعني إيه ملكي !

-أنا مش ملك حد !!! .. صرخت بوجهه بحرقةٍ و قد أطلّت الدموع من عينيها الآن

و رغم أن الدموع قد شوّشت رؤيتها له بنسبة كبيرة، إلا إنها استطردت من قلبٍ مكلوم :

-لسا ليك عين تقف و تقولي الكلام ده.. إنت فاكرني زي الأول ؟ لا و الله ما زي الأول و لا هايحصل تاني.. و مش معنى إني جيتلك دلوقتي أبقى نسيت أي حاجة عملتها فيا. أنا لما سيبتك كان قرار نهائي. و مالوش رجعة

إختلج فمه و هو يرمقها بنظرة غير واثقة دامت لثانية واحدة، ثم إندفع رده الهجومي محاولًا زحزحة هذا العصيان المدهش الذي يراه منها لأول مرة :

-حلو أوي ده.. بتقلبي الترابيزة عليا دلوقتي. بعد كل إللي عملتيه. بعد ما قدمتي فيا بلاغ و دخلتيني القسم لأول مرة في حياتي. و مش بس أنا.. أمي يا سمر !!!

سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن