تملكها الخرس فجأة، حين رأته يستل من جزدانه ورقة مطوّبة عرفتها فورً قبل أن يفتحها و يضعها نصب عينيها قائلًا ببرودٍ مخيف :-قصدك على ده مش كده ؟ إنتي حقيقي كنتي متخيلة إن حتة ورقة زي دي ممكن تمنعني عنك أو تحميكي مني ؟!
جحظت عيناها من شدة الصدمة، لتنطق بتلعثمٍ :
-إ. إنت.. إنت جبتها إزاي ؟؟!!!
علت زاوية فمه بابتسامة ساخرة و هو يقول باستخفافٍ :
-مقدرش أغفرلك ظن زي ده.. معقول بعد كل إللي بينا. لسا ماعرفتنيش كويس ؟ لسا ماعرفتيش أنا مين و أقدر أعمل إيه !
حملقت فيه و الصدمة لا تزال تؤثر عليها، لتقول بعدم استيعابٍ :
-إزاي عملت كده ؟؟!!
رفع ذقنه ناظرًا إليها من علوٍ، ثم قال بلهجة الغرور خاصته :
-الفلوس يا بيبي.. أي حاجة ممكن تشتريها بالفلوس. حتى الناس !
وطوى الورقة و أعادها لجيبه من جديد ..
صعد الدم إلى وجهها، فاستحالت بشرتها بنفسجية و هي ترفع قبضتيها محاولة دفعه بعيدًا عنها و تصيح باهتباج :
-و إنت دلوقتي عاوز إيه يعني.. مش خلاص. كل إللي بينا خلص ؟ لازمتها إيه الحركات دي ؟!!
ظل "عثمان" ثابتًا أمامها كالصخر.. لم يتأثر مثقال ذرةٍ... ليقول بصوته القاس بينما لا تزال هي تواصل دفعه عبثًا :
-لو فعلًا كان كل إللي بينا خلص يبقى إنتي إيه إللي جابك هنا لحد عندي ؟
كادت تفتح فمها لترد عليه بعنفٍ، لكنه قاطع أي سبيل لها للحديث و علا صوته و هو يمسك بكتفيها فجأة مقربًا إياها منه :
-و قبل ما تحاولي تنكري.. عمرك ما هتقدري تنكري اللهفة إللي في عينيكي دي. و لا تقدري تنكري إنك ملكي يا سمر.. فاهمة يعني إيه ملكي !
-أنا مش ملك حد !!! .. صرخت بوجهه بحرقةٍ و قد أطلّت الدموع من عينيها الآن
و رغم أن الدموع قد شوّشت رؤيتها له بنسبة كبيرة، إلا إنها استطردت من قلبٍ مكلوم :
-لسا ليك عين تقف و تقولي الكلام ده.. إنت فاكرني زي الأول ؟ لا و الله ما زي الأول و لا هايحصل تاني.. و مش معنى إني جيتلك دلوقتي أبقى نسيت أي حاجة عملتها فيا. أنا لما سيبتك كان قرار نهائي. و مالوش رجعة
إختلج فمه و هو يرمقها بنظرة غير واثقة دامت لثانية واحدة، ثم إندفع رده الهجومي محاولًا زحزحة هذا العصيان المدهش الذي يراه منها لأول مرة :
-حلو أوي ده.. بتقلبي الترابيزة عليا دلوقتي. بعد كل إللي عملتيه. بعد ما قدمتي فيا بلاغ و دخلتيني القسم لأول مرة في حياتي. و مش بس أنا.. أمي يا سمر !!!
![](https://img.wattpad.com/cover/261923706-288-k389105.jpg)
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Romanceرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...