يقود "نبيل" سيارته عودة للقصر ...
لكنه يسلك طريق البوابة الخلفية مثلما فعل عند خروجه... في الكرسي المجاور له جلست "هالة" مسندة رأسها للخلف و متأففة في آن، لتقول بسأمٍ و هي تلمح بطرف عينها العاملين و عربات الإصلاحات لا تزال تتوزع حول منزلها :
-إفففف.. هما لسا الناس دي هنا ؟ لسا ماخلصوش الليلة دي !
يرد "نبيل" عليها و هو يوقف السيارة أمام البوابة الضخمة :
-يا حبيبتي دول ناس شغيلة. ماذنبهمش حاجة. واخدين أوامر من الحكومة و بينفذوها. دلوقتي يخلصوا و يمشوا ! .. ثم أدار وجهه إليها قائلًا :
-معاكي مفاتيحك ؟
أومأت "هالة" له و خفضت رأسها ممسكة بحقيبة يدها، فتحتها و أخذت تنقب بأصابعها عن سلسلة المفاتيح خاصتها.. سرعان ما وجدتها، لتعطيها إلى خالها
أخذها الأخير و ترجل من السيارة، إتجه ناحية البوابة و أمسك بالفقل الضخم.. دفع بالمفتاح الكبير به، ثم أداره مرةً واحدة.. حل السلسلة الحديدية، استخدم مفتاحًا آخر ليفتح البوابة نفسها، ثم دفع بكل قوته فانفتحت بسهولة
عاد إلى السيارة مرةً أخرى، شغل المحرك مجددًا و سار للأمام حنى تجاوز البوابة، نزل مرة أخيرة ليوصدها، ثم عاد من جديد ليستقل بمقعده ...
-شغلانة دي و الله ! .. غمغم "نبيل" متذمرًا، و أردف و هو يعاود القيادة ببطءٍ :
-قصر طويل عريض.. ليه مافيش حراسة أو على الأقل بواب هنا كمان !!
لم تكن "هالة" معه في هذه اللحظات... بل لفت نظرها و إنتباهها بالكامل ذلك المنظر الذي دام للحظاتٍ.. زوجة إبن عمها و حبيبها السابق.. "سمر"... لمحتها و هي تقف في شرفة غرفتها و تطل بجزعها العلوي للأسفل بطريقةٍ غريبة.. ثم ما لبثت أن ارتدت للخلف و ولّت راكضة إلى الداخل !!!
-وقف وقف يا خالو ! .. صاحت "هالة" في خالها
أذعن "نبيل" لها على الفور و أوقف السيارة متسائلًا بريبة :
-إيه يا حبيبتي مالك ؟ تعبانة و لا إيه نرجع للدكتور تاني ؟؟!
لم ترد "هالة" عليه.. بل كانت تتطلع إلى النقطة التي كانت تنظر "سمر" إليها ...
أشرأبت بعنقها في الحال حين شاهدت من بين الشجيرات الصغيرة إبن عمها و زوجته الثانية يقفان في مواجهة بعضهما.. ثم جحظت عينيها بصدمة و هي ترى "نانسي" فجأةً تبدأ بخلع ملابسها بتصميمٍ عجيب و قد بدا عليها الجنون التام !!!!
لم تزيح عينيها عنهما و هي تفتح باب السيارة و تنزل بسرعة هاتفة :
-خالو.. تعالى بسرعة يا خالو !
تقدمت خطوة، بينما يدركها "نبيل" و يكون إلى جوارها في لحظة ...
-إيه هالة مال آ ا ! .. بتر عبارته عندما تتبع نظراتها و وقف عند المشهد الصادم
أنت تقرأ
سَلْ الغَرَاَمُ { عزلاء أمام سطوة ماله } ج2
Romanceرفرف قلبها بشدة.. حين رأته مقبلًا عليها ببطء هكذا و نظراته تشملها بتفحصٍ لا يخلو من الإعجاب ... و تلقائيًا. علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسمه الآخذ بالاقتراب منها، حتى توقف أمامها مباشرةً.. المسافة بينهما لا تُذكر، لكن...