¶ بالٌ مُشَعشِع ¶

29 7 5
                                    

الأنغامُ لِلمُتعةِ ! ~

...

يَنّسلُ الزَمنَ كَما هَٰذهِ الغُيومُ وحركتُها المُتأنيةِ وكذلِكَ
خُطايَّ الغيرُ حَصيفة ، رَجعتُ مُجدداً لِلنافِذةُ الطَويلةُ
والمُطِلّةُ عَلىٰ حَديقةُ الصِرحُ وأسُوارهِ ، أزَّحتُ السِتارَ لأنظرُ نحوَ المُعلِمُ الَذي لا يزّل يَقفُ مُنتظِراً ، كانَ قَد مضىٰ
الرِبعُ سَاعةَ مُنذُ ذَهابهِ وهُوَ هُنا ماكِثٌ !

بِجانبُ الحارِسَ وقُبالةَ أبَوابُ الصِرحِ في هَٰذا الطَقسُ الخَضِلُ
وثَنايا رِيحهِ الصرِدة ، أنا حَتماً لا أودُ لهُ المَرضَ
لأجلِ أنْ يَبعدُ أطولَ ؛ تأزّرتُ بِمِعطفٌ سَترَ أطرافِي وعُنقِي
لأنزلُ بِؤدٍ ناتِئةٌ عَن حُجرةُ الضُيوفِ كَما المَمراتِ
أتاخذُ أماكِنُ الخَدمَ مَثوىً لِلتَنصُلِ

:"مَا أنتِ بِفاعِلةٌ هُنا آنِس.." بَترتُ حديثَ الخادِمةَ
الشَدِهة ورَحتُ أبعِدُها بِليّنٍ خارِجةً مِن خَلفُ الصِرح
أُسرِعُ مِن خُطايَّ لِبوابةِ الحَرسِ ، :"آنِسةُ آكِينا.." قَالَ أحدهُم وهوَ يَرانِي أتازّفُ لهُم :"لِمَّ لَم تستقِل عربةٌ لِلرجُلِ؟"
تأبّهتُ بِسُورةٍ لهُ ليُديرُ رأسهُ ناظِراً
إلىٰ مَن أقصدُ ...

:"أعتذِرُ جِداً آنِستي ، سأجعلُ أحدَهُم يَقلّهُ الآن..الأمرُ
فَقط.." أردتُ أنْ أعودُ أدراجِي لكِنهُ وَجمَ بِتَردُدٍ
لأقِفُ مُجدداً أنتظِرُ قولُه :"عرِضنا عليهِ أمرُ الإقالةِ لكِنهُ
رَفضَ" عَقُصَ مُحيايّ وأبصَرتُ المُعلِمُ مِن خلفُ الأبوابُ ، يُطئطئُ رأسهُ ويَقِفُ بِوجومٍ رَحيبُ الأنغشاءِ
، :"قُم بِما قُلته فَحسب..سأُكلِمُه" قُلتُ وخَطيتُ نَحوَهُ
أبتغِ عَن رفضهُ طَالما إنَّ سائِقهِ لا يقدمُ

...


:"مُعلِمُ يُونغِي!" كانَ ذلِكَ النِداءُ الأليقُ أليهِ ، رُغمَ طَريقةُ
النِداء أصواتُ حِذائُها فوقَ كُتلُ الثَلجِ وصوتُ
بَوابةِ الصَرحِ ، علمَ إنَّها قادِمةٌ لهُ وسَيراها بَعدَ حديثٍ طَويل خاضٰهُ معَ دُواخلهِ بِشأنِ الصَوابُ والأثِم ،
إلاَّ أنهُ لا طائِلَ مِن هَٰذا الفُؤادُ الَذي تناحرَ معَ البَقيةِ
لأجلِ رؤياها والفناء

:"آكِينا ، أنتِ هُنا!" كانَ تَعجبٌ كَذُوب ، نبرٌ هادِئ كَما
الرَخاءُ غَشىٰ عَليهِ كامِلَ ، تُبصِرهُ وكأنهُ إحدىٰ هَٰذهِ الثُلوجُ
الحَيّة أبتَغت لَحظةً عِناقهُ لِتُبعِدُ فِكرةَ سَقمهُ
تَالياً واِقالتهُ عَلىٰ يَدُ شَقيقُها العازِمُ ، :"مُعلِم لِمَّ تَقِفُ وسطَ
هَٰذا الصَقيعُ كَما لو كانَ غُروبُ شَمسٍ؟" تَبسمَ وهُوَ يرىٰ
قَلقُها معَ الكلامُ يَقبعُ ، فِي عينيها وحتّى تَمّوجاتِ
اليَدِينِ العَجِفة

|• تَشْـِيلّو خَؤُونْ •| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن