تمهيد & مستهتر & صابرين شعبان

14.8K 205 15
                                    

التمهيد

" تمهل لا تسرع  هكذا  "
وضع السيجار بفمه  و أخذ منها عدة أنفاس طويلة  و هو يقول
" الطريق خالي لا أحد به أهدئ "
" لا يهمني الطريق أيها الأحمق و لكن سرعتك تقلب معدتي و أشعر بالغثيان لو تقيأت في السيارة لا تلوم غير نفسك و أنت من سينظفها "
ضحك بقوة و هو يزيد من سرعته متعمدا و يميل بالسيارة يمينا و شمالاً لمشاكسته ليضربه على مؤخرة رأسه قائلاً بغلظة  " من أحمق يا وقح.  أفعلها و سألقيك على الطريق "
وكزه  بجانبه بعنف  " تلقي من  يا ظريف  جرب فقط و سنرى  ماذا يفعل أبي  و أمي  بك  "
ضحك الأخر  بشغب و أستمر بإغاظته كما يفعل  ليمسك  هو بمعدته عندما هاجمته موجة قئ و  شعر بالغثيان فقال بغضب 
" توقف  سأتقيأ "
وضع راحته على فمه و بيده الأخرة يتلاعب بمقود السيارة و قدمه تضغط على المكابح لينظر إليه الأخر  و يزجره بغضب 
" ستقتلنا أيها الأحمق "
  دفعه بكتفه ليبعده غير منتبه للطريق حتى شعر بالسيارة ترتطم بشيء  لم يرى ما هى هويته فقط شعر بالارتطام بالسيارة  و الصوت جاء كانفجار  قنبلة  . توقف بحدة على جانب الطريق و دواليب السيارة تحتك بالأرض بصوت مزعج  لتدور  عدة مرات بعد أن فقد سيطرته عليها لثانية قبل أن يتحكم بها و تتوقف تماماً. نظر كلاهم لبعضهما بوجه شاحب و أنفاس لاهثة بخوف و عيون متسعة من الصدمة  و أحدهم يسأل بصدمة " هل حدث ما أظنه "
" مؤكد حيوان  ربما كلب يعبر الطريق  "
" لترى  " قال له بصوت مرتعش 
هبط بقدمين مرتعشتين ليسقط على ركبتيه و هو يتقيأ بعنف بينما عاد هو بساقين متصلبين كالرصاص ليكتشف حقيقة ما حدث معهم اليوم قبل ثواني يعلم جيدا أنها ستغير حياته و للأبد..

***************※
تهالك على المقعد بعد سماعه صدور الحكم عليه  ثلاث سنوات هل سيظل ثلاث سنوات ما الذي قاله المحامي إذن و إنه سيكون ستة أشهر كحد أقصى  . نظر لوالديه الباكيان ليتمزق قلبه بحزن  نظر إليه من خلف القضبان ليشير إليه ليقترب. تحرك بقدمين ثقيلتين  ليرفع رأسه ينظر للقفص المرتفع..  " أمي و أبي "
أومأ بصمت و بدأت دموعه تهطل بغزارة فمد يده ليضربه على  وجهه في صفعة مازحة " سيمرون سريعا لا تبتأس "
" هل تظن ذلك " سأل
أومأ بصمت ثم قال مشيرا لوالديه قائلاً " أذهب هم بحاجتك الأن "
قبض على راحته و قال ببؤس " لا أستطيع "
دفعه بعنف  و هو يزجره  "  أذهب "

***********※
بعد عامين و عدة  أشهر  ..

دخلت لغرفتها باسمة " صباح الخير حبيبتي "
ابتسمت أرورا و استندت على  راحتيها لتنهض و تجلس مستندة على دعامة السرير قائلة " صباح الخير أمي كيف حال أبي اليوم "
ردت والدتها باسمة " بخير حبيبتي تحسن كثيراً "
" لتأخذيني إليه لأراه " قالت أرورا برجاء فمنذ مرض و هى لم تراه خشية أن تصاب مثله فمنذ ذلك الحادث المشئوم و جسدها لم يعد كما كان و مناعتها أصبحت ضعيفة و لم يعد جسدها يقاوم الأمراض بشكل طبيعي. " يومين فقط أرورا و سيأتي هو ليراكِ "
"حسنا أمي" استسلمت. ابتسمت والدتها " هيا لأساعدك لتذهبين للحمام لتغتسلي "
كانت تريد أن تبكي الأن فهذا حالها منذ أفاقت من تلك الغيبوبة لتجد أنها فقدت القدرة على السير بسبب ذلك الحادث اللعين  . لقد تعبت من اتعاب والدتها معها و تشعر بالشفقة عليها من هذا الحمل خاصة أن خطيبها قد تركها و لا أمل لديها بالارتباط فمن يقبل أن يتزوجها و هى لن تكون زوجة كاملة له و تستطيع تحمل مسؤولية منزل.. " ضعيني على المقعد المدولب و أنا سأتدبر أموري ألا ترى أنه هذا هو الأوان لأفعل و أبدأ بالاعتماد على نفسي "
ابتسمت والدتها قائلة بحرارة " و لم لا غاليتي لك ما تريدين و لكن عديني لو احتجت شيء أن تخبريني أو تخبري رواء  "
ردت أرورا " بالطبع ماما. ممن سأطلب إذا لم يكن منكم "
قبلت والدتها رأسها بحنان " هذا هى ابنتي القوية "

**************×
لم يكن يصدق أنه أمامه نظر إليه بذهول " هل أنت أمامي حقاً "
ابتسم  يامن بمرح " ألن تسمح لي بالدخول "
وجده يصرخ  و هو يهتف بوالديه " أمي أبي لقد عاد يامن "
خرج كلاهم على صراخه ينظرون إليه بعدم تصديق. والدته تقترب منه و تلمس جسده و وجهه " هل عدت فعلاً "
ابتسم يامن " أنا هنا أمي "
ضمته و هى تنشج بوجع قائلة " سامحني بني. سامحني لعدم قدرتي للذهاب و رؤيتك هناك "
ضمها يامن بقوة و بدأت دمعاته تسقط بدوره و هو يرى مهند أيضاً يبكي " أنا أسامحك أمي و أنت أيضاً سامحيني لتسببي لك بالألم كل هذه السنوات "
قال والده بصوت رزين رغم الحشرجة فيه " المهم أنك عدت و كل شيء  سيكون  بخير  "
هو عاد و لكن هل سيكونون بخير الأن...

**************※*************※**********
يتبع في الفصل الأول
مستهتر
صابرين شعبان

بتنزل على الجروب الأول

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن