الفصل الخامس
نظرت المرأة العجوز لملابس جلنار برفض و هى تتقدم من مائدة الطعام و لكنها لم تعلق على سروالها من قماش الكتان و لا قميصها القصير بدون أكمام رغم جسدها الأنثوي إلا أن ملابسها ليست بالجميلة و أشبه بملابس الرجال منها إلى الأنثى . " مساء الخير "
نهضت غسق لتوجهها لمقعدها بعد أن لاحظت ترددها في الدخول بعد نظرات جدتها " مساء الخير جلنار تعالي لتجلسي بجانبي "
كانت ترتدي ثوب أحمر قصير ضيق بحمالات رفيعة و حذاء بكعب عالي يطرق في الأرض كلما سارت . أما جدتها فكانت ترتدي ثوب أسود طويل ضيق الأكمام و به بعض الخيوط الذهبية لتكسر قتامة اللون و تبعده عن الكأبة على جانبها اليمين كانت تجلس امرأة متوسطة العمر تبدو في الخمسين أو أقل وسيمة الملامح ببشرتها البيضاء و عيناها الزرقاء القاتمة ترتدي ثوب بتنورة طويلة بلون أبيض بينما جزءه العلوي بلون أزرق مطرز من على الصدر و كأنها ستحضر حفل ما كانت أنيقة للغاية بجانبها يجلس شاب في مثل عمرها تقريباً يرتدي بذلة سوداء أنيقة يصفف شعره الأشقر للخلف ملامحه الوسيمة التي تشبه آزاد لحد ما كانت جامدة بضيق كأن قبل مجيئها كان يدور بينهم جدال و توقف لمجيئها . جلست جلنار بجانب عشق قائلة بابتسامة فاترة " شكراً لكِ هل يمكن أن أعلم متى سأذهب للفندق "
قالت المرأة العجوز مؤكدة مرة أخرى " ضيفة الأغا لا تقيم بفندق يا آنسة "
قالت جلنار بضيق و هى تسب آزاد داخلها " لست ضيفته سيدتي أنا هنا في عمل قلت هذا من قبل "
تحدثت المرأة بجانب العجوز بالتركية فلم تفهم جلنار شيء رغم أنها تعلم أن المرأة توجه إليها الحديث قالت عشق باسمة " ماما لا تتحدث غير. التركية و لكنها تقول أنك عميلة مميزة لذا آزاد فضل بقائك بين عائلته و هذا لم يحدث من قبل فيجب أن تفرحي لهذا التميز "
همست جلنار بخفوت حتى لا يسمعها غير غسق " تباً لأخيكِ " ثم أضافت باسمة بفتور " أنا فرحة بالفعل أطير فرحا سيدتي "
ضحكت غسق التي سمعت حديثها فقالت لوالدتها باسمة
" تقول أنها سعيدة بذلك ماما "
همست لجلنار بخبث " لا تدعي ناناه تسمع سبابك لأخي ستحصلين على عدو قاسي حينها فهو المفضل لديها بالمناسبة الجالس أمامك هذا أخي الصغير كمال يبدو غاضب على الدوام و لكن حين تتعرفين عليه ستحبينه سيكمل الخامسة و العشرون بعد غد و من بجانبه ماما صفاء و الشركة سميت باسمها لأن بابا كان يحبها كثيراً و لكن الأن لا نعرف إذا كان ما زال يفعل " تساءلت جلنار عن معنى حديثها هل هذا يعني أن والدها ميت أم هو تركها إذا كان أين هو الأن. عادت لتنصت لغسق التي تقول " و هى كجدتي تحب آزاد أكثر من الجميع و تريد له الأفضل و لا تنظر للمرشحات من جدتي للزواج به كالأفضل و لكنها لا تقول هذا صراحة أما جدتي فهى تريد لاسم جدي و والدي أن يستمر و آزاد هو الكبير تستمر تخبره أنه المسؤول عن سلسال العائلة و المحافظة عليه "
" و كمال المسكين لا دور له في سلسلة العائلة "
همست غسق بخبث " لا يقوم بدور البطولة إذا كنت تقصدين "
يا للعنصرية العائلية هؤلاء النوع من النساء هم من يتسببون في التفرقة بين الأخوة بسبب تميز البعض عن الأخر. قالت جلنار بسخرية " و أنتِ "
أشارت غسق لنفسها بغرور مصطنع " أنا شقيقة آزاد المدللة لدي خطيب يدعى أمير و لكنه ليس هنا الأن و لكن سأدعوه في ميلاد كمال لتتعرفي عليه بما أنك ستكونين فرد من العائلة أقصد ضيفتنا المميزة "
زمت جلنار شفتيها بضيق " هل يمكنني تناول الطعام لأعود لغرفتي فلم أتي هنا للتعرف على عائلتكم غير أني لن أظل غير الغد فقط و أعود لبلادي "
" لو استطعت عزيزتي " تمتمت غسق بخبث ثم
قالت لجدتها بالتركية شيء فأشارت للمائدة و هى تقول " نتمنى أن يعجبك مطبخنا التركي فهو المفضل في سلسلة فنادقنا "
" أتمنى أن يفضله السائحين لا أنا "
" و أنت ماذا ألست من سيقرر الأفضل قبل التعامل معنا "
قالت جلنار بلامبالاة " في الحقيقة لقد انهيت جولتي و مستعدة لتقديم تقريري للشركة و لا أعرف لم الاصرار لأنهى جولتي هنا فلم يكن لهذه الجولة من داع "
" إن العمل مع شركتنا يجب أن يتم على أكمل وجه و تركيا هى الأم و الأساس لإتمام العقد "
قالت جلنار بلامبالاة " إذا كان هذا رأيك فلم أنا هنا و ليس في أحد فنادقكم "
" هكذا هى أوامر الأغا "
سبته جلنار داخلها و لكنها لم تعلق و هى تمسك بملعقتها لتتناول بعض الحساء منهية الحديث " لنرى نهاية أوامره إذن أتمنى أن لا تكون سببا لإفساد العقد بيننا "
رمقتها المرأة ببرود و لكنها أشارت للطعام قائلة " بالهناء استمتعي بالطعام لتعدي تقريرك جيدا "
لتكون كلمتها هى الأخيرة مر وقت الطعام على جلنار ثقيل حتى أنها لم تتذوق شيء من المائدة العامرة لتنتهى من الطعام فذهب كمال راحلا بعد أن تحدث بالتركية مع جدته التي أشارت له بالذهاب بينما هى تذهب خلف النسوة لاحتساء القهوة في غرفة الجلوس متسائلة هل هناك مزيد من الثرثرة لديهم
أنت تقرأ
مستهتر 1+ 2
Romanceسهرة فحادث وبعد ذلك لا يهم... تغيرت حياته من استهتاره الزائد بينما تدمرت حياتها من اهماله... ثم عاد فجأة... لا تعرف سوى أنه فارسها على حصان أبيض لتعود حياتها إلى الأسود بعد تقربه منها.. قد يكون قلبه قد دق لها بعد أن دمرّ حياتها وأظلمت حياته، لكن قلب...