الفصل العاشروجد شيء يرتطم بجسده بعنف و صوتها يقول بغضب " استيقظ. هيا أنهض "
فتح عيناه بنعاس ليجد الصابونة ماكثة بجانبه على الفراش " ماذا تريدين الأن أيتها الساحرة "
قالت بغضب " الباب أيها الوغد أريد الخروج من الحمام ما بك هل لديك مرض الأبواب "
نهض بتعب و دس الخف بقدمه ليخرج من الغرفة و هو يغلق الباب خلفه سمع صراخها " لأين عد لتساعدني " و لكنه لم يفعل و توجه لغرفة مهند و تمدد على الفراش ليعود للنوم . سمعت عفيفة صراخها فدخلت بضيق " ماذا هناك لم الصراخ " كانت ملابسها مبتلة بعد أن اغتسلت و قضت حاجتها " لا شيء أنا بخير "
قالت هذا بحدة بينما هى تريد أن تنهار باكية. دخلت عفيفة الغرفة و قالت بهدوء " تعالي لأساعدك أولاً لنبدل ملابسك بشيء أكثر راحة و بعد ذلك نعيد تسخين هذا الفطور "
أجابت بدموع حبيسة و صوت مختنق " شكراً لك أنا سأفعل بنفسي فقط يمكنك اغلاق الباب "
قالت عفيفة باسمة " أخبريني فقط ماذا تحبين أن ترتدي لأخرجه لك "
استسلمت أرورا و قالت ببؤس " لدي أثواب طويلة أحدهم سيفي بالغرض "
توجهت عفيفة للخزانة و بحثت عن ثوب مناسب قائلة بظفر " هذا ثوب رائع أحببته " أرته لها فابتسمت بفتور قائلة " نعم أنه أفضل أثوابي"
وضعته على الفراش و توجهت إليها قائلة " و الأن لتجلسي أولاً على الفراش ليسهل تبديله "
ساعدتها لتعود للفراش و توجهت للباب و أغلقته ثم عادت إليها لتسحب ثوبها المبتل من فوق رأسها لتلبسها ملابس داخلية نظيفة و تضع الثوب على رأسها لتدفع بذراعيها داخل أكمامه بعد أن انتهت قالت برقة " أنه جميل عليك و الأن لنعد للمقعد و تأتي لتناول الطعام معنا و أتركي هذا للأحمق سيتناوله بارد عقابا له "
كانت عاجزة عن الحديث و فقط تريد أن تنهار باكية و تصرخ و تحطم الكون كله فإذا كان هذا يومها الأول فماذا سيفعل بها في الوقت القادم هل حسبتها بشكل خاطئ . هل ظنت أنه سيفعل كل شيء ليرضيها هل ظنت أنها ستشعره بالذنب و يمتثل لكل رغباتها بصمت و لكن ما حدث هو أنه أهانها و منذ اليوم الأول عاملها بسوء و تركها تشعر بالذل و قلة الحيلة و هى تاركة والدته تهتم بها " أنا لست جائعة حقاً " قالت هذا بصوت مختنق . ابتسمت عفيفة و قالت برفض " لا بل ستتناولين الفطور هيا أمامي لحين أرتب الفراش "
لم تجادلها كثيراً و هى تدفع بالمقعد خارج الغرفة وجدت عبد العليم جالس على المائدة يطالع الصحيفة حين شعر بقدومها رفع رأسه و ابتسم قائلاً " صباح الخير يا ابنتي هل ستشاركيننا الفطور هذا جيد ٠ أين يامن لم يستيقظ بعد "
لم تجب فهى لا تعرف أين هو . انقذها قدوم زوجته التي قالت بسخرية " نائم في غرفة مهند يبدو أنه لم يعتاد على سريره الجديد الأحمق وجدته كان ينام على الأريكة عندما استيقظت "
قال عبد العليم بحرارة و هو يبتسم لأرورا " سيعتاد سيعتاد و الأن لنأكل فلدي موعد "
أزاحت زوجته إحدى مقاعد الطاولة و قربت مقعد أرورا سائلة زوجها " لأين ستذهب عند الصباح "
قال و هو يضع بعض الطعام في فمه " سأذهب لرؤية السيد حليم قبل أن يسافر "
" شيء بشأن منزل بيرين "
بيرين مرة أخرى ما علاقتها بالعائلة يا ترى هى لم تسأله بالأمس و هو يعرفها عليها . فقط قال بيرين لا قريبة و لا صديقة و لا شيء عن علاقتها بهم . أجاب عبد العليم " لا فقط أحد معارفي السيد فاضل تعرفينه يريد أن يشترى متجره الصغير القريب من هنا "
قالت عفيفة بحرارة " الله يجعله خير للجميع إن شاء الله "
وضعت مزيد من الطعام أمام أرورا قائلة " تناولي هذا أيضاً عزيزتي "
فعلت بصمت و هى تومئ شاكرة بعد أن انتهوا رحل زوجها و عادت هى لغرفتها بعد أن شكرت عفيفة. دخلت لغرفتها و ظلت تبحث في الأدراج التي طالتها عن لوحاتها و أقلامها فلم تجدها شعرت بالحزن فيبدو أن والدتها نسيتها في منزلهم . كيف ستمضي الوقت هنا و على ما يبدو ستكون وحيدة غالبا فهذا الوغد لن يهتم بالبقاء و العمل على راحتها كما ظنت .. دفعت بمقعدها تجاه النافذة لتدفعها بعد أن فتحت زجاجها لتدخل الشمس للغرفة شعرت بدفئها على بشرتها فأغمضت عيناها تتنهد بحرارة لتعود و تفتحها لتطالع الطريق أمامها هل هذا سيكون عليه حالها كيف جازفت بهذا الزواج كيف ظنت أن الأمور ستكون بخير و أنه بكم شرط في العقد ستكون لها اليد العليا . لا تعلم كم مر من الوقت عندما وجدته يدخل للغرفة يقول بتثاؤب " صباح الخير كم الساعة الأن "
استدارت بالمقعد لتنظر إليه بغضب " قل مساء الخير يا سيد فقد قرب العصر "
ابتسم ببرود " حقاً هل غفوت كل هذا الوقت "
" ليتك لم تستيقظ " قالت بحقد
ضحك بسخرية " تقصدين أن أنال مزيد من النوم أم تقصدين النومة الأبدية "
رد بحدة " سؤال سخيف و لن أجيبه بالطبع "
وجدته يرتمي على السرير مجددا و ذراعيه كل في اتجاه ليفترش السرير بأكمله صرخت به " هل ستنام مرة أخرى "
رد بكسل " أريد ذلك لا أعرف لم أشعر هكذا و كأني لي عام لم أنام كل هذا بسببك ساحرتي لأنهي كل شيء لزواجنا "
ردت بغضب " لا ليس بسببي بل لأنك وغد تتعمد مضايقتي بإهمالي مدعي الرغبة بالنوم "
نظر لثوبها و خصلاتها المرتبة " لا أجد أنك وجدت صعوبة بدوني"
قالت بصوت مختنق و غامت عيناها بقهر " ساعدتني والدتك "
" و هل هذا يحزنك؟! "
" و هل يفرحك أن تذلني؟! بالطبع تفعل. ألم نتفق أنك من سيتولى أموري "
" لا بأس ببعض المساعدة من أمي لا تنسي أنا سأعود للعمل بعد غد فماذا ستفعلين أثناء غيابي "
" لا شأن لك بما أفعله المهم أن تؤدي واجبك و تنفذ شروط العقد وقت حضورك إذا أخللت بها لا تلوم غير نفسك "
استدار على جانبه يستند على راحته ينظر إليها بغموض " أنتِ أيضاً أخللتِ بعقدنا و من اليوم الأول "
قالت غاضبة " أنا هى من أخلت بالعقد أنا من تركني دون مساعدتي أو اطعامي و اختفيت "
قال باسما بمكر " ربما لو نفذت شروط العقد المترتبة عليكِ أولاً لم فعلت أنا و أخللت بها "
زمت شفتيها بضيق فقال بشغب و هو يرسم ابتسامه بأصابعه على فمه قائلاً " هيا ابتسمي لي ليبدأ يومي "
لوت شفتيها بقرف " لا تظن أني سأفعل ذلك "
قال بلامبالاة " على راحتك و لكن لا تنتظري أن أنفذ أنا شروط العقد بينما أنتِ لا "
" إذن لتعيدني لوالدي هذا الزواج لن يستمر بهذه الطريقة "
قال ببرود " هل أنتِ علبة طعام فاسدة انتهت صلاحيتها لأعيدك للبائع "
نظرت لجانبها تبحث عن أي شيء تقذفه بها فلم تجد قالت بغضب
" أليس هناك شيء في هذه الغرفة اللعينة "
نظر إليها ضاحكا " لدي بُعد نظر لم أضع أشياء تنفع سلاح يكفي المصباح أمس الذي حطمته لقد كان تجربة لكِ و فشلتِ بها و ثقي أني لن أجلب غيره "
" يا لك من وضيع "
" و أنتِ ساحرة " سخر مغيظا. نهض لينزع ملابسه و توجه للحمام سمعت صوت الماء فاتسعت عيناها بغضب " الباب أيها المختل "
" لا شيء عندي أخفيه ساحرتي. كله لكِ "
" يا إلهي . يا الهي من تزوجت "
أخفت وجهها بين راحتيها ببؤس و هى تزفر بحرارة أبعدت يديها و أخذت عدة أنفاس تهدئ نفسها. بعد قليل خرج و هو يضع التيشيرت فوق رأسه بعد أن ارتدي السروال بالداخل اشاحت بنظرها ممتنة له لذلك و لكن يظل حقير و وقح فهو يعلم أن زواجهم حبر على ورق فلما قلة الحياء " أنا أريد الأن أن أعرف ما مشكلتك مع الأبواب "
رمقها بلامبالاة " لا شيء فقط قسم أقسمته و لا أريد أن أحنث به"
" قسم ماذا "
" أقسمت عندما أعود لغرفتي لن أغلق بابها أبداً "
" أقسمت لمن "
" لنفسي "
" أنت كاذب "
رمقها بصمت فقالت بحدة " بل تفعل هذا لتضايقني "
"إذا شئت يمكنك التفكير هكذا" هو لا يهتم أن تقتنع بصدق حديثه
" وجودك هنا مرتبط بإغلاق الباب إذا لم تفعل لن تظل "
" حتى في وقت مثل هذا و أنتِ ترتدين ملابسك كاملة "
" في كل الوقت أنا أحب أن احتفظ بخصوصيتي بعيدا عن الأعين يكفي ما حدث أمس لذا لن يكون بابي مفتوح في وقت وجودي بالغرفة مفهوم " قالت بعناد
" حسنا لتساعدي نفسك إذن فأنا لن أظل و باب الغرفة مغلق فأحنث بقسمي "
" يا إلهي أريد أن أحطم وجهك أيها البغيض فأنا لم أكره أحد مثلما أفعل معك "
" أفعلي إذا تستطيعين "
" تظن أنك تزوجتني لتذلني ؟؟!! "
" لم أفكر بهذا البتة ربما أحد غيري فكر بذلك فأنقلب السحر على الساحر "
كادت تبكي قهر و لم تشأ أن تجادله و لكنها وعدت نفسها أن تنتقم منه لذلك فقط تأتي الفرصة لفعلها . " أين لوحاتي و ألواني ألم ترسلهم أمي؟! " سألت
قال بهدوء و هو يتوجه لخزانة الملابس " بل أرسلتهم "
سحب حقيبة كبيرة و وضعها على الفراش ليفتحها و يخرج منها علب الألوان و الأقلام و بعض أوراق الرسم.. " ها هما "
" و الحامل أين هو "
خرج من الغرفة و عاد يحمل حامل الرسم ليضعه بجانب النافذة و عاد للخروج مرة أخرى و عاد بطاولة صغيرة قام برص علب الألوان عليها و الأقلام و وضع ورقة رسم بيضاء على اللوح و ثبتها ثم أغلق الحقيبة و أعادها فوق الخزانة مرة أخرى " شيء أخر "
" ضع الحقيبة قريبة مني فربما أحتاج ورق أخر "
" هذه ستشغل مكان على الأرض و نحن لا نريد ذلك لحرية حركتك هنا بالغرفة عندما تحتاجين فقط أطلبي "
لم تجادله فهو مشكور على تفكيره بهذا الأن فهمت لماذا الغرفة شبه فارغة من الأساس. قالت ببرود " و الأن الباب "
وجدته يخرج من الغرفة و يغلق الباب خلفه بهدوء لتسبه داخلها بصمت..
أنت تقرأ
مستهتر 1+ 2
Romanceسهرة فحادث وبعد ذلك لا يهم... تغيرت حياته من استهتاره الزائد بينما تدمرت حياتها من اهماله... ثم عاد فجأة... لا تعرف سوى أنه فارسها على حصان أبيض لتعود حياتها إلى الأسود بعد تقربه منها.. قد يكون قلبه قد دق لها بعد أن دمرّ حياتها وأظلمت حياته، لكن قلب...