العاشر ♡♡ مستهتر ♡♡ صابرين شعبان

3.4K 153 26
                                    


الفصل العاشر

وجد  شيء يرتطم بجسده بعنف و صوتها يقول بغضب  " استيقظ.  هيا أنهض "
فتح  عيناه  بنعاس ليجد الصابونة ماكثة بجانبه على الفراش " ماذا تريدين  الأن  أيتها الساحرة "
قالت بغضب " الباب أيها  الوغد أريد الخروج  من الحمام  ما بك هل لديك  مرض الأبواب  "
نهض بتعب و دس الخف بقدمه ليخرج  من الغرفة و هو يغلق الباب  خلفه سمع صراخها " لأين عد لتساعدني " و لكنه لم يفعل و  توجه لغرفة مهند و تمدد على الفراش ليعود للنوم  . سمعت عفيفة صراخها فدخلت بضيق " ماذا هناك  لم الصراخ  " كانت ملابسها مبتلة بعد أن اغتسلت و قضت حاجتها  " لا شيء  أنا بخير "
قالت هذا بحدة بينما هى تريد أن تنهار باكية.  دخلت عفيفة  الغرفة و قالت بهدوء " تعالي لأساعدك  أولاً  لنبدل ملابسك  بشيء أكثر راحة و بعد ذلك نعيد تسخين هذا الفطور "
أجابت بدموع حبيسة  و صوت مختنق " شكراً  لك أنا سأفعل بنفسي  فقط يمكنك  اغلاق الباب "
قالت عفيفة باسمة " أخبريني فقط ماذا تحبين أن ترتدي لأخرجه لك  "
استسلمت أرورا  و قالت ببؤس " لدي أثواب طويلة أحدهم سيفي بالغرض  "
توجهت عفيفة للخزانة و بحثت عن ثوب مناسب قائلة بظفر " هذا ثوب رائع  أحببته " أرته لها فابتسمت  بفتور قائلة " نعم أنه أفضل أثوابي"
وضعته على الفراش و توجهت إليها  قائلة " و الأن لتجلسي أولاً  على الفراش ليسهل تبديله  "
ساعدتها لتعود للفراش و توجهت للباب و أغلقته ثم عادت إليها  لتسحب ثوبها المبتل من فوق رأسها لتلبسها ملابس داخلية نظيفة و تضع الثوب على رأسها  لتدفع بذراعيها  داخل أكمامه بعد أن انتهت  قالت برقة " أنه جميل عليك  و الأن لنعد للمقعد و تأتي لتناول الطعام معنا و أتركي هذا للأحمق  سيتناوله بارد عقابا  له "
كانت عاجزة عن الحديث و فقط تريد أن تنهار  باكية و تصرخ  و تحطم الكون  كله فإذا كان هذا يومها الأول  فماذا سيفعل بها في الوقت القادم هل حسبتها بشكل خاطئ  .  هل ظنت أنه سيفعل كل شيء ليرضيها  هل ظنت أنها  ستشعره بالذنب و يمتثل لكل رغباتها  بصمت و لكن ما حدث هو أنه  أهانها و منذ اليوم  الأول  عاملها بسوء و تركها تشعر بالذل و قلة الحيلة و هى تاركة والدته تهتم بها  " أنا لست جائعة حقاً  " قالت هذا بصوت مختنق  .  ابتسمت عفيفة و قالت برفض " لا بل ستتناولين الفطور هيا أمامي لحين أرتب الفراش "
لم تجادلها كثيراً و هى تدفع بالمقعد خارج  الغرفة  وجدت عبد العليم  جالس على المائدة يطالع الصحيفة حين شعر بقدومها رفع رأسه و ابتسم قائلاً  " صباح  الخير يا ابنتي هل ستشاركيننا الفطور هذا جيد ٠ أين يامن  لم يستيقظ بعد "
لم تجب  فهى لا تعرف أين  هو  .  انقذها قدوم زوجته التي قالت بسخرية " نائم في غرفة مهند يبدو أنه لم يعتاد على سريره الجديد الأحمق   وجدته كان ينام على الأريكة  عندما استيقظت  "
قال عبد العليم بحرارة و هو يبتسم لأرورا " سيعتاد سيعتاد و الأن لنأكل فلدي موعد "
أزاحت زوجته إحدى مقاعد الطاولة و قربت مقعد أرورا سائلة زوجها " لأين  ستذهب عند الصباح  "
قال و هو يضع بعض الطعام في فمه " سأذهب لرؤية السيد حليم  قبل أن يسافر "
" شيء بشأن منزل  بيرين  "
بيرين مرة أخرى ما علاقتها بالعائلة يا ترى هى لم تسأله بالأمس و هو يعرفها عليها  .  فقط قال بيرين  لا قريبة و لا صديقة و لا شيء عن علاقتها بهم  .  أجاب  عبد العليم  " لا فقط أحد معارفي السيد فاضل تعرفينه يريد أن يشترى  متجره الصغير القريب  من هنا "
قالت عفيفة  بحرارة " الله يجعله  خير للجميع إن شاء الله  "
وضعت  مزيد من الطعام  أمام أرورا قائلة " تناولي هذا أيضاً  عزيزتي  "
فعلت بصمت و هى تومئ شاكرة  بعد أن انتهوا رحل زوجها و عادت هى لغرفتها  بعد أن شكرت  عفيفة. دخلت لغرفتها و ظلت تبحث في الأدراج  التي طالتها عن لوحاتها  و أقلامها فلم تجدها شعرت  بالحزن  فيبدو أن والدتها نسيتها  في منزلهم  .  كيف ستمضي الوقت هنا و على ما يبدو ستكون  وحيدة  غالبا  فهذا الوغد لن يهتم بالبقاء و العمل على راحتها  كما ظنت  ..  دفعت بمقعدها تجاه النافذة لتدفعها بعد أن فتحت زجاجها لتدخل الشمس للغرفة شعرت بدفئها على بشرتها فأغمضت  عيناها تتنهد بحرارة لتعود و تفتحها لتطالع الطريق أمامها هل هذا سيكون  عليه حالها كيف جازفت بهذا الزواج  كيف ظنت أن  الأمور ستكون  بخير و أنه بكم شرط في العقد ستكون لها اليد العليا   .  لا تعلم كم مر من الوقت عندما وجدته يدخل للغرفة يقول بتثاؤب " صباح  الخير  كم الساعة الأن "
استدارت بالمقعد لتنظر إليه  بغضب " قل مساء الخير  يا سيد فقد قرب العصر "
ابتسم ببرود " حقاً  هل غفوت كل هذا الوقت "
" ليتك  لم تستيقظ " قالت بحقد
ضحك  بسخرية " تقصدين  أن أنال مزيد من النوم  أم  تقصدين النومة الأبدية "
رد بحدة " سؤال سخيف و لن أجيبه بالطبع  "
وجدته يرتمي على السرير مجددا  و ذراعيه كل في اتجاه  ليفترش السرير بأكمله صرخت به " هل ستنام  مرة أخرى  "
رد بكسل " أريد ذلك  لا أعرف لم أشعر هكذا و كأني لي عام  لم أنام  كل هذا بسببك ساحرتي لأنهي كل شيء لزواجنا "
ردت بغضب " لا ليس بسببي  بل  لأنك  وغد تتعمد مضايقتي بإهمالي مدعي الرغبة بالنوم  "
نظر لثوبها  و خصلاتها المرتبة " لا أجد أنك  وجدت صعوبة بدوني"
قالت بصوت مختنق  و غامت عيناها  بقهر " ساعدتني والدتك "
" و هل هذا يحزنك؟! "
" و هل يفرحك  أن تذلني؟! بالطبع تفعل.  ألم نتفق أنك  من سيتولى  أموري "
" لا بأس ببعض المساعدة من أمي لا تنسي أنا سأعود للعمل بعد غد فماذا ستفعلين أثناء غيابي "
" لا شأن لك بما أفعله المهم أن تؤدي واجبك  و تنفذ شروط  العقد وقت حضورك  إذا أخللت بها لا تلوم  غير نفسك  "
استدار  على جانبه يستند على راحته ينظر إليها  بغموض " أنتِ أيضاً  أخللتِ بعقدنا و من اليوم  الأول  "
قالت غاضبة " أنا هى من أخلت بالعقد أنا من تركني دون  مساعدتي أو اطعامي و اختفيت "
قال باسما بمكر " ربما لو نفذت شروط العقد المترتبة عليكِ أولاً  لم فعلت أنا و أخللت بها "
زمت شفتيها بضيق فقال بشغب و هو يرسم ابتسامه بأصابعه على فمه قائلاً  " هيا ابتسمي لي ليبدأ يومي "
لوت شفتيها بقرف " لا تظن أني سأفعل ذلك  "
قال بلامبالاة " على راحتك  و لكن لا تنتظري أن أنفذ أنا شروط العقد بينما  أنتِ  لا "
" إذن لتعيدني لوالدي هذا الزواج  لن يستمر بهذه الطريقة "
قال ببرود " هل أنتِ علبة طعام فاسدة انتهت صلاحيتها لأعيدك  للبائع "
نظرت لجانبها تبحث عن أي شيء تقذفه بها فلم تجد قالت بغضب
" أليس هناك شيء في هذه الغرفة اللعينة "
نظر إليها  ضاحكا " لدي بُعد نظر لم أضع أشياء تنفع سلاح  يكفي المصباح  أمس الذي حطمته لقد كان تجربة لكِ و فشلتِ بها  و ثقي أني لن أجلب غيره  "
" يا لك  من وضيع "
" و أنتِ  ساحرة " سخر مغيظا.  نهض لينزع  ملابسه و توجه للحمام  سمعت صوت الماء فاتسعت عيناها بغضب " الباب أيها المختل "
" لا شيء عندي أخفيه ساحرتي.  كله لكِ "
" يا إلهي  .  يا الهي  من تزوجت "
أخفت وجهها بين راحتيها ببؤس و هى تزفر بحرارة أبعدت يديها و أخذت عدة أنفاس تهدئ نفسها.  بعد قليل خرج  و هو يضع التيشيرت  فوق رأسه بعد أن ارتدي السروال بالداخل  اشاحت بنظرها ممتنة له لذلك  و لكن يظل حقير و وقح فهو يعلم أن زواجهم حبر على ورق فلما قلة الحياء   " أنا أريد الأن أن أعرف ما مشكلتك  مع الأبواب "
رمقها بلامبالاة  " لا شيء فقط قسم أقسمته  و لا أريد أن أحنث به"
" قسم ماذا "
" أقسمت عندما أعود لغرفتي لن أغلق بابها أبداً  "
" أقسمت لمن "
" لنفسي "
" أنت  كاذب "
رمقها بصمت فقالت بحدة " بل تفعل هذا لتضايقني  "
"إذا شئت يمكنك  التفكير هكذا"  هو لا يهتم أن تقتنع بصدق حديثه
" وجودك  هنا مرتبط بإغلاق الباب إذا لم تفعل لن تظل "
" حتى في وقت مثل هذا و أنتِ  ترتدين ملابسك كاملة "
" في كل الوقت أنا أحب أن احتفظ بخصوصيتي بعيدا عن الأعين يكفي ما حدث أمس  لذا لن يكون بابي مفتوح في وقت وجودي بالغرفة مفهوم  " قالت بعناد
" حسنا لتساعدي نفسك  إذن فأنا لن أظل و باب الغرفة مغلق فأحنث بقسمي "
" يا إلهي  أريد أن أحطم وجهك أيها  البغيض فأنا لم أكره أحد مثلما أفعل معك  "
" أفعلي إذا تستطيعين  "
" تظن أنك  تزوجتني لتذلني ؟؟!!  "
" لم أفكر بهذا البتة ربما أحد غيري فكر  بذلك  فأنقلب  السحر على الساحر "
كادت تبكي قهر و لم تشأ أن تجادله و لكنها وعدت نفسها أن تنتقم منه لذلك  فقط تأتي الفرصة لفعلها . " أين لوحاتي و ألواني ألم ترسلهم  أمي؟! " سألت 
قال بهدوء و هو يتوجه لخزانة الملابس " بل أرسلتهم "
سحب حقيبة كبيرة و وضعها على الفراش  ليفتحها و يخرج منها علب الألوان و الأقلام و بعض أوراق الرسم.. " ها هما "
" و الحامل أين هو "
خرج من الغرفة و عاد يحمل حامل الرسم ليضعه بجانب النافذة و عاد للخروج مرة أخرى و عاد بطاولة صغيرة قام برص علب الألوان عليها و الأقلام و وضع ورقة رسم بيضاء على اللوح و ثبتها ثم أغلق الحقيبة و أعادها فوق الخزانة مرة أخرى " شيء أخر "
" ضع الحقيبة قريبة مني فربما أحتاج ورق أخر "
" هذه ستشغل مكان على الأرض و نحن لا نريد ذلك لحرية حركتك هنا بالغرفة عندما تحتاجين فقط أطلبي "
لم تجادله فهو مشكور على تفكيره بهذا الأن فهمت لماذا الغرفة شبه فارغة من الأساس. قالت ببرود " و الأن الباب "
وجدته يخرج من الغرفة و يغلق الباب خلفه بهدوء لتسبه داخلها بصمت..

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن