الحادي و الثلاثون ♡♡ مستهتر ♡♡ صابرين شعبان

3.1K 157 32
                                    

الفصل الحادي و الثلاثون 

كان يمر بأصبعه على وجنتها برقة بينما ينظر لوجهها المتعب الساكن  بألم  .  كيف  لم ينظر لنتائج  ما يفعله على عائلته و زوجته .  كيف  لم يبالي بتأثير ذلك  عليها .  كل ما كان يفكر به هو انتقامه الأعمى و أن ينال هؤلاء المجرمون  عقابهم  .  ليلة أمس كانت  أقصى ليلة في حياته بعد رؤيتها  هكذا شعر أن روحه ستغادر  جسده  لو كان حدث لها و لطفلهما شيء مؤكد كان سيموت  .  ماذا فعلت بي يا ساحرة حتى أصبحت حياتي  و روحي متعلقة بكِ . يجب أن ينتهي كل هذا. يجب أن يترك هذا خلف ظهره من أجل زوجته و من أجل طفله هما لديه فوق أي شيء أخر سيترك مصيرهم و عقابهم  لربهم يكفيه ما فعله للأن كل ما سيفعله أنه سيكون أكثر حذرا فقط و سينتبه لعائلته و زوجته أكثر و لكنه يقسم إن مسهما أحد سيكون نهايته على يديه و لو كان أخر شيء يفعله في حياته عليه أن يفعل شيء أخير فقط قبل ذلك و هو أن ينال ذلك الوغد ما ناله كلبيه على يديه..  تحركت  معلنة استيقاظها  فرسم ابتسامة هادئة على شفتيه  .  " يامن  "
ساعدها على الاعتدال و وضع وسادة خلف ظهرها و هو يجيب 
" يا ساحرة قلب و عقل يامن  و مالكة روحه  "
ابتسمت برقة و مرت براحتها على وجهه المتعب الملامح  " أسفة لتسببي لك بالقلق  "
اقترب ليضع رأسها  على صدره  و لف ذراعيه حولها قائلاً بصدق 
" اه لو تعلمين كم أحبك  "
" أعلم  "
" لو تعلمين كم خفت و فزعت  عليكِ "
" أعلم  "
" شعرت بأن روحي ستغادر جسدي لو حدث لكِ شيء "
" أعلم فهو نفس شعوري  تجاهك  "
" أنا أسف  حبيبتي أعلم أن ما مررت به بسببي "
" بل هو قضاء الله و قدره  حمدا لله أن طفلنا بخير  "
لم تسمح  للطبيب أن يحقنها  لتغفو حتى طمأنها أن طفلها  بخير و تحتاج  بعض الراحة.  " بل أنا شاكر لله أنه لطف بي و حفظكم  لي"
" و أنا أيضاً "
" هيا عودي للنوم  قليلاً الطبيب يقول أن أفضل شيء هو نيل الكثير من النوم  و الراحة و عدم التوتر "
" أنا بخير الأن  لا تقلق علي "
" حسنا لا بأس  لقد جاء والديكِ هل أخبرهم أنك استيقظت  ليأتوا و يطمئنون  عليكِ"
أندست بصدره أكثر و قالت بحرارة " بل أتركني قليلاً هكذا "
شدد ذراعيه عليها و قبل رأسها مرارا و هو يهمس بصدق " أحبك. أحبك ساحرتي "
" يامن  "
" نعم يا حبيبتي  "
" لا شيء  حبيبي  لا شيء  "
يعلم أنها قلقة عليه و هذا ما يؤرقها  و لا تستطيع أن تخبره بصراحة  عن شعورها الحقيقي  تجاه ما يفعله  "  بل أخبريني بكل ما تريدينه  و أنا سأفعله  لكِ بطيب خاطر "
" لا شيء  صدقني أريدك  أن تكون بخير فقط "
" سأكون  كذلك  طالما أنتِ بخير "
ضمته  بشدة و تركته  يمسد رأسها  برفق حتى عادت للنوم من جديد. 
**×
" نعم سيد جابر سأتأخر قليلاً سأذهب للمشفى لزيارة زوجة يامن  لأطمئن  عليها و أعود "
أنصتت له بصبر ثم قالت بهدوء " قلت سأعود لأين  سأذهب "
ابتسمت بمرح  ثم ردت " يعجبني بيتك  لا تخف فلي غرفة وحدي على الأقل "
أغلقت الهاتف  مع جدها و نهضت لتستعد للذهاب رتبت المكتب و أغلقت  الأبواب  و أمسكت بحقيبتها  لتخرج  " جئت لرؤيتك  "
قال نيار هذا بعد أن أستوقفها على الدرج  في رحلة هبوطها 
" لقد انتهى حديثنا أخر مرة على ما أظن  "
" ظنك  في محله بالفعل و لكني جئت للحديث معك في شيء  أخر قبل رحيلي  "
" سترحل؟! "  سألت بتوتر  و كانت تود لو سألته  لأين  سيرحل و لكنها لم تضيف  غير " حسنا تفضل " و لم تنتظر أن يجيب سؤالها الأول
أشار لها لتكمل الهبوط  " سيارتي معي يمكنني  أن أوصلك  "
" بل أفضل السير "
" حسنا "
ساروا بصمت   لبعض الوقت و كل منهم لا يعرف كيف  يبدأ حديثه مع الأخر هى تريد أن تسأله  عن سبب مجيئه و هو لا يعرف كيف  يبدأ  حديثه معها.  بعد قليل توقف أمامها و راقب ملامحها الهادئة و يديها  الممسكة بحزام  حقيبتها  بقوة  كغريق يتعلق بقشة..  " أردت أن أخبرك  قبل رحيلي أني أسف "
رفعت حاجبيها  بتعجب حائر هو سيرحل إذن و لكن لأين  " أسف على ماذا "
" لجرحك  بحديثي  القاسي  كلما رأيتك  "
أخذت نفس طويل و لكنها تحركت بعدم راحة مقابله و بدأت دموعها تهطل بصمت.  " لم يكن من حقي التفوه  بهذا الهراء و اتهامك بهذه الظنون  البشعة دون  دليل "
" لا لم يكن  من حقك  " قالت بصوت  مختنق و هى تبعد دموعها بعنف عن وجنتها  .  ابتسم بحزن  " لذلك جئت لاعتذر منكِ "
" هل علي قبول أسفك لظنك  السيء بي "
"لا بالطبع  فأنا لا أستحق هذا"
" لماذا غيرت  رأيك  فأنت ما زالت لا تملك  دليل  بأن  علاقتي بيامن بريئة   "
" الغيرة دليل كافي و لكني تجاهلت الأمر بعناد  "
نظرت إليه بتفرس  يقصد غيرته أم غيرتها أم غيرة من بالضبط و على من " غيرة؟! "
" نعم غيرتي أنا و منذ اليوم  الأول الذي رأيتك به   "
قالت بتوتر لا تريد سماع ما يلي هذا الاعتراف  لسلامها النفسي فهي تحاول جمع شتاتها  في الأونة الأخيرة و لا تريد المزيد من الأسباب  لعودة تشتتها  أكثر 
" لقد تأخرت و أريد الذهاب الأن حقاً "
" سأدعك تذهبين لا تقلقي لن أضيع المزيد من وقتك  و أطمئنك  ستكون  المرة الأخيرة التي ترينني بها  "
عادت لتسير و هو بجانبها  فقالت بتردد " حسنا ما الذي تريد قوله  نيار "
" أريد  أن أقول  أني أحببتك  و منذ اليوم  الأول  الذي رأيتك  به  لم أعرف ماذا يحدث لي حينها و لكني علمت فيما بعد و ما طريقتي الفجة معكِ إلا لأؤكد نفسي  أنك  لست الفتاة التي يمكن أن أحبها أو أتزوجها  فأنت  لم تكوني "
قاطعته بسخرية " أليق  برجل مثلك  ثري  و من عائلة كبيرة "
" لست ثري  كما تظنين و عائلتي ككل العائلات  لا شيء  بها مميز و لكن  نعم لم أظن  أنك نوع  الفتاة  التي يمكنني أن أحبها و أتزوجها  و مع كل هذا التأكيد لنفسي  كانت غيرتي من رؤيتك  مع يامن  تؤكد لي العكس  و غضبي من تجاهلك  و لامبالاتك  بي  تسخر من هذه الأفكار و تؤكد على حقيقة مشاعري تجاهك .  نعم كنت أغار و نعم أحببتك  و نعم جرحتك  بوقاحة و يأس  و قد فقدت السيطرة على مشاعري و حياتي بسببك  "
" لقد تفننت بطرق جرحي و طعنتي في شرفي و أخلاقي مرارا   "
" و أنتِ تفننتِ بطرق إعلامي أني لا أعني شيء  لكِ و أنك لا تحتقرين رجل مثلي  و أنك  لن تفكري بي كرجل تحبينه  يوماً "
" أنت  لم تكن تنتظر حقاً أن أقبل الزواج  بك مع كل أفكارك عني؟"
" بل كنت أنتظر أن تحبيني كما أفعل أنا.. و يا للسخرية  لم تفعلي  "
تنهدت بحرارة " كانت مشاعري تجاهك  هى الغضب الدائم  هل تتذكر تلك العلقة التي أخذتها  مني  في منزلي "
ابتسم بحنق " و هل أنسى ذلك كان إدعاء كاذب مني بالغضب منك و لكن في الحقيقة هى غضب لأني لم أستطيع الوصول لعلاقة  هادئة معك كعلاقتك مع يامن  "
قالت بسخرية " هذه كانت مشاعري تجاهك  على الدوام كنت دائماً كنت غاضبة منك حد أريد ضربك كلما رأيتك لم تشعر بنفسك لقد كنت لئيم معي للغاية   "
" أعتقد أني أستحق هذا "
" أنا أيضاً أعتقد  ذلك  "
توقف مرة أخرى  لتقف مقابلة له ينظران لبعضهما بصمت.  أشاحت  بوجهها  عادت للسير و سألت  بخفوت  " لماذا لم تعتذر قبل أن تطلب يدي لم تعمدت أن تظل تهينني بهذه الطريقة. خاصة بعد أن كنت سبب في إنقاذي من توفيق.   هل أكدت  لك  الصور مع توفيق  أني سأقبل بأي شيء  فقط لأخفي ما حدث  "
" بل كوني غبي أحمق  وجدتها طريقة أسهل من الاعتراف  بمشاعري تجاهك  لقد أوهمت نفسي  و صور لي غروري  أني  فرصة لن ترفض من قبلك  و كذبت على نفسي  بأني أؤدي لك  خدمة بذلك  "
"  لقد وضحت هذا بوقاحة و لكن ألا تهتم بما حدث مع توفيق ؟! "
هى من توقفت أمامه و نظرت لملامحه بتفرس تنتظر، جوابه..
" بل أحترق ببطء هو تعبير أقرب لم أشعر به  .  و لكني أسف كوني تأخرت في إيجادك  و تعرضت لهذه المحنة "
" و مع هذا تريد أن تتزوجني "
" ليس لكِ  ذنب فيما حدث فقد كنت مختطفة و مجبرة  فلم ألومك   على شيء  خارج  عن إرادتك  صدقيني لو كنت رأيت  الصور قبل أن أمنعك من ضربه لكنت قتلته  أنا بنفسي  "
" و لكن ما حدث لن يمحى   سيظل في عقلك  لذا لا أعرف لم تريد أن تتزوجني و تعذب نفسك بذلك  "
"أحبك" 
قال هذا ببساطة
تنهدت ببؤس " لا أعرف. و لكن  هذه الكلمة  عندما تقولها لا أشعر أنها صادقة و لا تمس شيء داخلي . لماذا لا تتجاهل ذلك  فقط و تنسى وجودي سيكون  أفضل لكلانا بدلا من جرح  أحدنا للأخر  و تعذيب أنفسنا  "
"رغم عدم تصديقك و لكني صادق  ربما لا تشعرين بصدقي بسبب طريقتي معك فمعك حق لم أعطيك  سبب لتصدقي و أما بالنسبة لتعذيب أنفسنا لم تتعذبين  أنتِ  فلا أظن  أنك  تبادلينني مشاعري تجاهك  "
تمتمت بخفوت  " نعم معك حق و لكن  هذا يضايقني أيضاً "
" ما هو "
التفتت إليه  " أن أكون  سبباً في تعاسة أو حزن  أحد "
ابتسم بفتور " لستِ كذلك  أطمئني "
هل يعني  أنه سيتخطاها أم هو ليس صادق في مشاعره  أو لم يعد يبالي لقبولها كما يدعي.  " أظن حديثنا انتهى "
" هل قبلت اعتذاري "
" لا أعرف ربما يوماً  ما "
أومأ  برأسه و مد يده ليصافحها قائلاً " أظن أني لن أعرف يوماً لو فعلتِ.. وداعاً بيرين  لا أظن أننا سنلتقي مرة أخرى  فقط أتمنى أن تسامحيني يوماً  ما "
مدت يدها  بتردد لكنه قبض على يدها  بقوة  " كنت أتمنى أن نلتقي في ظرف أفضل من هذه "
" أنه القدر "
" أومأ  برأسه  بصمت ثم هز راحتها بيده  قائلاً  " أتمنى أن تكوني سعيدة بيرين  "
ابتسمت بفتور " و أنا أيضاً أتمنى ذلك  "
ترك  يدها بتردد  " وداعاً " ثم ابتعد مسرعا.  تابعت رحيله  بنظرات جامدة و مشاعر مضطربة حائرة و خيبة يشوبها الحزن  ..

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن