الفصل السادس عشرلا يعرف كم من الوقت فقد وعيه و لكنه أفاق و ما زال هذا الدوار برأسه يتلاعب به يشده ليعيده مرة أخرى لذلك الظلام البارد و هتاف مهند الفزع يأبى أن يتركه يعود و يخرجه عنوة من رغبته بالعودة لذلك الهدوء " يامن أخي ماذا حدث لك "
سمع صوت صهيب يقول بحزم " لا تضيع الوقت مهند لنأخذه للطبيب "
" لا "
خرجت ضعيفة و بالكاد أستطاع لسانه نطقها.. " يامن هل أنت بخير"
لن يجيب هذا السؤال السخيف ساعده مهند و صهيب على الجلوس ليسند مهند رأسه على كتفه و يحيط جسده بذراعيه " أنت بخير طمأنني "
أن جسده كالمخدر و لا يستطيع تحريك يديه أو لسانه ليطمئنهم فهو محطم و يشعر أنه مدمر نفسيا و جسديا هو متعب متعب كثيراً يشعر كأنه مقيد بأغلال و لا يستطيع أن يتحرر منها وجده مهند يندس بصدره و هو يجهش في بكاء موجع مرير و جسده يهتز بعنف بين ذراعي شقيقه كان مظهره مؤلم وجد صهيب مهند يشاركه دموعه و يضمه بقوة كأنه يحميه من هذا الألم و هو يلح عليه بالسؤال ليطمئنه نظر إليه بشفقة و بعض الغضب تجاه هؤلاء الأوغاد الذين يصعبون عليه حياته . جلس أمامهم القرفصاء و نظر لوجه يامن البائس الذي هدئ قليلاً كأنه أفرغ شحناته السلبية على صدر أخيه فقط ليستعيد هدوئه قال سائلا بحزم
" يامن هل جاء أحد هنا " أومأ برأسه بصمت " عرفتهم "
أومأ مرة أخري. فهب واقفا يقول بحزم " سنذهب للشرطة و نطالب بحمايتك "
هز رأسه رافضا و قال بضعف " أرورا "
قال صهيب الذي قد ناقشه في هذا من قبل " على الجميع أن يعرف ما تمر به "
قال مهند بقلق " هل سيخبرني أحدكم ماذا يحدث هنا و ما الذي يحدث مع يامن تحدث أنت صهيب فهو يبدو متعب و لن يتحدث معي "
قال صهيب " هناك من يتعرض ليامن و يريد إيذائه "
سأل مهند بفزع " من هذا و لم أخي ماذا فعل أخبرني من هؤلاء الأوغاد و سأقتلهم بيدي "
قال صهيب بحزم " الأن ليس مناسب للشرح و الغضب مهند لنعيد يامن للمنزل و بعدها نذهب للشرطة لنبلغ عن الأمر "
" لا تفعل "
قال يامن هذا برفض فرد صهيب بحدة " كف عن الغباء ماذا تنتظر أن يقتلاك "
فزع مهند لكلمته فقال بحزم " ساعدني لنأخذه سنذهب للشرطة قبل العودة للمنزل و هو من سيخبرهم عن هؤلاء الأوغاد "*************※
بعد ذهابهم للشرطة أخبرهم يامن بما حدث و اسماء هذين الوغدين و عاد للمنزل بعد أن أكد لهم الضابط أنه سيستدعيهم للمواجهة عندما يلقي القبض عليهم و أنه سيطلب التحقيق مع ذلك المعلم داخل السجن رغم أنه استبعد قدرتهم لإثبات أي تهمة و هو خلف القضبان و لكنه سيعتمد على رجليه بالاعتراف عندما يقبض عليهم .. طلب من مهند عدم اخبار والديه و زوجته لحين يقبض عليهما و يطمئن أن الجميع بخير سيخبرهم كل شيء.. وافق مهند رغم اتفاقه مع صهيب أن على الجميع معرفة ذلك منه.
" تناول هذا "
أعطاه مهند حبة مهدئ قد طلب من الطبيب وصفها له و جلبها من الصيدلية في طريق عودتهم و بعد أن أوصلهم صهيب للمنزل رحل و هو يخبر يامن أن لا يأتي للعمل و أنه سيجعل بيرين تتولى تأجيل مواعيدهم لليومين القادمين هو لم يجادله و يخبره أنه سيذهب للعمل في الغد فليس لديه روح لذلك و لكنه سيذهب لا يريد أن يترك صهيب في هذا الوقت و زفافه يقترب . أخذ من مهند الدواء دون جدل حتى لا يثير حديث لا داعي له أمام أرورا الجالسة بجمود على مقعدها تنتظر أن تفرغ الغرفة لتقيم تحقيقها و لكن هل لديه طاقة ليجيبها كل ما يريد هو النوم فقط.. " لا أفهم ما يحدث معك أنا سأجن "
قالت عفيفة هذا باكية و هى تقف بجانب زوجها الواقف بجانب سريره بينما مهند يجلس على طرف الفراش بجانبه.. " لا شيء حادث سيارة بسيط و لكنه سبب لي بعض الاضطراب "
كان يجيب و هو يشيح بوجهه بعيدا. تعلم أنه كاذب و لكن لن تضيف شيء أمام والديه . " أتركيه يستريح أمي و عندما يستيقظ أقيمي تحقيقك معه "
" بل يخبرنا الأن لقد أصبحت أقلق عندما يذهب و عندما يختفي في غرفته متى سأطمئن عليه إذا كان يتعرض للأذى في الخارج و الداخل هل أضعه في زجاجة و أغلق عليه "
قال عبد العليم " اليوم أتركيه يستريح عفيفة و في الغد سنعرف كل شيء لأني أيضاً لن أمرر ما حدث بهدوء "
نهض مهند ليخرج معهم " لا بأس أفعلا ما تريدانه و لكن الأن ليستريح لا مزيد من الضغط الأن أرجوكم "
التفت لأرورا الجامدة " تصبحين على خير أرورا أستريحي أنت أيضاً " و كأنه يخبرها الحديث لكِ أنتِ أيضاً..
خرجوا من الغرفة و تذمر والدته يصحبهم . دفعت مقعدها لتشد الستار و تعود لجانب النافذة من جديد تنظر بصمت لخيوط الصباح الأولى التي تخترق عتمة الليل معلنة عن مجيء الشمس من مغربها لتشرق عتمتهم .. علمت من أنفاسه الهادئة أنه غفى بفعل المهدئ فكرت أن هناك أسرار في حياة هذا الرجل و هذه الأسرار تؤثر بالسلب على حياته و حياتها و السؤال هنا هل هى مستعدة لتحمل هذا التأثير السلبي على حياتها هل هى مستعدة لتحمل كل تخبطاته و تقبل وجود أسرار و أن هناك خطوط لا يجب و لا يسمح لها تخطيها أو الوصول لهذه الأسرار . هل هى مستعدة لعيش حياتها معه على الهامش دون تعمق و مشاركة و خوض غمارها هل هى مستعدة أن تنسى فكرة الانتقام الفاشلة التي فشلت بها و إذا كانت هل هى مستعدة لتسامحه و تمضى قدما و إن رفض عقلها و قلبها ذلك هل هى مستعدة في عيش حياة عقيمة معه لن تسفر عن شيء بالنهاية سوى تعذيب بعضهم البعض. و لكن السؤال الحقيقي الأن هل هى مستعدة لتقبل كذبه عندما يستيقظ و تسأله عما حدث له و البقاء معه رغم علمها بكذبه . كيف سيبرر جلبه بهذه الطريقة و شقيقه يدعمه و صديقه يرافقه ربما جواب هذا السؤال الوحيد الذي ستعرفه عندما يستيقظ و على هذا الوضع انتظرت مرور الوقت بصبر...
أنت تقرأ
مستهتر 1+ 2
Romanceسهرة فحادث وبعد ذلك لا يهم... تغيرت حياته من استهتاره الزائد بينما تدمرت حياتها من اهماله... ثم عاد فجأة... لا تعرف سوى أنه فارسها على حصان أبيض لتعود حياتها إلى الأسود بعد تقربه منها.. قد يكون قلبه قد دق لها بعد أن دمرّ حياتها وأظلمت حياته، لكن قلب...