العشرون
كانت تجلس على مقعدها بجانب النافذة بعد أن انهت رسمتها و انتظرت عودته له بعض الوقت يعود مبكراً عن موعده السابق و يخرج مبكراً أيضاً . لم يخبرها غير أنه سيذهب في وقت مبكر و ليعود أبكر من المعتاد ليظل معها لمزيد من الوقت. رغم أنه يعتني بها بشكل جيد و لكنها تشعر أنه يخفي عنها أمر ما. هذا الرجل أصبحت تعرف دواخله من نظراته إليها إذا كان مرتاح أو إذا كان قلق أو يتهرب من الحقيقة بالكذب الذي لا يجيده أو يخفي حقيقة دون أن يشير إليها أو شيء يشغل عقله. هى تموت قلقاً من ذلك الرجل الذي يريد إيذائه . كلما سألته عن ذلك تجده يطمئنها بحرارة غير صادقة. لتعلم أنه يخفي شيء عنها تكره ذلك تكرهه بشدة لا تشعر بالأمان و أنها أي وقت ستجد العالم سقط على رأسها خاصة أنها تعلقت به بشدة و إن لم تبوح له بدواخلها . سمعت صوت سيارته لتقترب من النافذة لتميل عليها قليلاً لتشاهده ابتسمت بحرارة و هى تهنئ نفسها أنها باتت تعرف صوت سيارته أيضاً نظرت للأسفل لتتلاشى بسمتها و هى تجد تلك الفتاة بيرين تهبط من سيارته و هى تبتسم له بمرح لشيء قاله وقفا يتحدثان معا لبعض الوقت و لكن لم يصلها صوت حديثهم معا و كأنه يتعمد ذلك حتى لا يستمع إليهم أحد . أنقبض قلبها ببؤس و هى تجدهم يدخلون للبناية معا متخيلة أشياء مريعة يمكن أن يفعلاها قبل صعوده . دفعت بمقعدها لتبتعد عن النافذة و توقفت بمقعدها في منتصف الغرفة تجلس بتصلب تشعر أن الدماء هربت من وجهها و تشعر بعرق بارد على جبينها بينما قلبها يخفق بعنف كأنها رأت شبحا لهذا الحد تنفر من فكرة اقتراب أحد منه و جسدها ينتفض رفضا لمجرد التفكير بذلك سمعت صوته يتحدث مع والدته بالخارج لتعلم أنه صعد وجدته يفتح الباب بهدوء و على وجهه ابتسامة مشرقة دخل و شد الستار خلفه فشعرت بالرغبة في مشاكسته او مضايقته لا تعلم أيهما أقرب لم تشعر به و لكن كل ما هى متأكدة منه أن مشاهدته مع تلك البيرين أحزنتها و جرحتها بطريقة قاسية .
" أغلق الباب خلفك "
ضحكته المرحة أخبرتها أنه فهم حديثها مزاح فلم تصحح له و لم تعيد طلبها. قال بحرارة " ساحرتي اشتقت إليكِ "
انفرجت شفتيها عن ابتسامة فاترة و لكنها لم تنطق بكلمة. نزع حذائه و وضعه جانباً و تقدم منها ليحملها من على مقعدها و يتوجه بها للسرير وضعها عليه و لكنه لم يتركها و هو يضمها بقوة
" كان يوم طويل بعيدا عنكِ " هل يشعر بالذنب أنه يخونها مع تلك الفتاة لذلك يظهر لها لهفته إليها . و لكن إذا كان يحبها للفتاة لم هو يرغبها و يخبرها بحبه دوما هى لا تريد أن تسمح للشك بالدخول بينهم و لكن ماذا تفعل إذا كان لديها دليل على أنه أكثر من شك هل تواجهه بما رأت و تسأله صراحة ما علاقته بهذه الفتاة و لم تأتي معه في سيارته . ابتعدت عنه تنظر لوجهه بتفحص " يامن هل تخفي عني شيء " لم تستطيع سؤاله صراحة خشية من تألمها بجوابه . لم عادت تشك به بعد أن كانت تصدقه
نظر إليها بارتباك " لما تقولين هذا "
أمسكت بوجهه بأصابعها لتحدق بعيناه بتصميم و تأكدت أنه يخفي شيء بالفعل " شعور داخلي "
ابتسم بلطف و قبل باطن راحتها الممسكة بفكه " لا أخفي عنك شيء ساحرتي أنا كتاب مفتوح بالنسبة لكِ "
" أنت تكذب بوقاحة يامن "
ضحك بخفة و مال عليها يحتويها بين ذراعيه و هو يرتوي من شفتيها ليبتعد و هو ينظر لعيناها بحب " أحبك ساحرتي "
" جدتي رحمها الله كانت تقول أن الرجل الذي يؤكد على حبه كثيراً لزوجته في الغالب يكون خائن و ما مغازلته المستمرة ما هى إلا شعور بالذنب أو ليضحك على عقل المسكينة زوجته و الظهور بمظهر الحمل البريء أمامها ليبعد أي شك ناحيته "
ضحك يامن بقوة ليقول بمرح " جدتك كانت امرأة خرفة عزيزتي "
زمت شفتيها بحنق " حقاً "
نظر لعينيها بعيون ضاحكة " أجل فها أنا أعشقك و لا أعرف امرأة غيرك و سأظل أخبرك أني أحبك حتى أموت "
ماذا تفعل معك الفتاة إذن أخبرني.. تشعر باليأس .. هو يرى عقلها منشغل و حديثها غريب لا يعرف إذا كان حديث برئ أم هى عادت لتشك به من جديد و هذا هو ما يثير غرابته فهو يعود في وقت مبكر و هذا يعني لا سبب لتشك به . " أرورا "نظرت لعيناه بحزن
همس لها و ذراعيه تحيطها برقة " هل تحبيني أرورا؟؟! "
وجد عيناها تدمع قبل أن تخفض رأسها و تضعها على صدره بينما ذراعيها حول عنقه تحيطه بقوة . لم يفهم شيء من فعلتها هذه هل هذا يعني أنها تحبه أم هى فقط تقبلت أنه زوجها رغم فعلته بها هل تريده زوج و لكن لا تقبله حبيب؟! . تألم قلبه بحزن هو يقدر صعوبة ذلك عليها فكيف تحبه هو دون عن الجميع ربما تقبلته فقط كونها كما تقول لن تجد من يتزوجها بحالتها تلك ربما هو يستحق أن يكون هذا عقابه لفعلته أن يعشقها و لا يحصل على قلبها يوماً . حسنا لا يهم المهم أنها تقبلت زواجهم ربما يوماً ما يصل لقلبها لو استطاعت النسيان . و على هذا لم يسمح لها بالابتعاد و هو يغرقها بكلمات العشق ليعبر لها بكل طريقة عن مشاعره تجاهها...
أنت تقرأ
مستهتر 1+ 2
Romanceسهرة فحادث وبعد ذلك لا يهم... تغيرت حياته من استهتاره الزائد بينما تدمرت حياتها من اهماله... ثم عاد فجأة... لا تعرف سوى أنه فارسها على حصان أبيض لتعود حياتها إلى الأسود بعد تقربه منها.. قد يكون قلبه قد دق لها بعد أن دمرّ حياتها وأظلمت حياته، لكن قلب...