الفصل الحادي عشر
" سأعود للعمل اليوم "
نظرت إليه بصمت لقد ظل يومين بالمنزل زائد يوم الإجازة الذي أخذه للزفاف . و هذا ما فعله إلا من أجل والدته التي خشيت عليه الذهاب ليعود و يمرض . عندما استيقظ اليوم التالي عاد لطبيعته كأن شيء لم يكن ساعدها لتتوضأ و أجلسها على سجادة الصلاة و صلى بجانبها هى أيضاً لم تكن تعلم أنه يصلي فهل كان يصلي و يقابل النساء فكرت باشمئزاز بذلك رجل متناقض أعد لهم الفطور بنفسه و تناولاه على الفراش الذي سخرت منه قائلة " هناك اختراع اسمه طاولة . لقد جعلت الفراش مثل مسطبة العمدة "
ضحك بخفة " مسطبة هل تقصدين تلك التي يجتمعون عليها في المساء يثرثرون "
" تماما "
" حسنا ليكن نجد له استخدام مفيد غير النوم عليه "
تحدثت مع رواء و والدتها لتطمأنهم عليها قال ساخرا عندما اغلقت الهاتف معهم " هل يظنون أني أعذبك هنا "
ردت عليه ببرود " ربما فتاريخك معي غير مشرف و يتخلله العنف"
"لكن أعيد و أقول أنه حادث مرة أخرى فقد تبرمج عقلك على كوني وحش هدم حياتك بلامبالاة"
و انتهت الهدنة بينهم ليعود حديثهم معا جاف و ساخر. لم يظل معها بالغرفة و كان يغفو في غرفة مهند بعد أن كان يلبي طلباتها بصمت حتى أنه لم يجعلها تطهو كما كان يخبرها بل فعل و والدته بطيب خاطر. مر اليومين دون شجار و لكن دون تفاهم أيضاً و ها هو عائد للعمل فماذا سيكون وضعها معه يا ترى ..
" هل مطلوب مني فعل شيء لعودتك أجهز لك السندويشات تأخذها معك مثلاً كطفل ذاهب للمدرسة "
كانت تسخر منه و داخلها شعور بالضيق لا تعرف سببه. " أنا مقدر شعورك ساحرتي و أنك ستفتقدينني و لكن ليس عليكِ اظهار هذا بالسخرية مني "
" بل أريد أن افقدك لا أفتقدك " قالت بعنف ..
ابتسم ببرود " مشاعرك تجاهي مؤثرة حقاً "
" على الأقل سأرتاح من رؤية وجهك البغيض "
" عاطفتك ليس لها مثيل " قال بسخرية.
زمت شفتيها بصمت. فنهض ليخرج ملابسه و هو يتحدث معها قائلاً " سيكون يومك كما يلي. صلاة الفجر و الصبح و الفطور معا ثم الذهاب للعمل. الغداء مع والدي و مساعدتك في صلاة الظهر و العصر العودة للمنزل و مساعدتك لصلاة المغرب و العشاء ثم تناول العشاء معا. هل هذا يناسبك "
" لن أدع والدتك تستثقل مساعدتي إذا لم تأتي أنت سأعتمد على نفسي و أتدبر أموري "
الأن هو يريد أن يطمئن عليها و هو بالخارج و لن يحدث هذا إذا ما ظلت مغلقة على نفسها وحدها لذا يريد أن تتقرب من والديه ربما شعرت بالراحة في وجودهم . " و ما الذي تريدينه "
قالت بتحفظ " تعود للمنزل وقت الغداء لتساعدني في صلاة الظهر و أنا سأتدبر أمر صلاة العصر و هكذا لن أثقل على أحد "
هذا سيكون مزعج له الذهاب و الإياب مرتين في زحام الطريق لهو أمر مرهق و لكن لا بأس " حسنا لنبدل العصر بالظهر ماذا قلت "
"حسنا موافقة"
" أي شيء أخر "
" نعم منذ اليوم ستعود للغرفة لن أدع لأحد مجال لاتهامي بسوء معاملتك و إخراجك من غرفتك "
" لا أحد يتهمك بشيء و هم يعلمون أني لا أريد مضايقتك بوجودي "
" و لكن هذا يخل بشروط العقد ماذا لو احتجت وجودك ليلا للذهاب للحمام من سيساعدني "
قال بصبر " و الباب لا أحب غلقه و أحنث بقسمي "
" سنرى أمره فيما بعد و لكن الأن أخبرني بقرارك "
" أي شيء أخر "
صمتت و هزت رأسها نافية فهذا يعني الموافقة
أخذ ملابسه و توجه للحمام ليبدلها فصرخت به و هى تستدير بمقعدها " إذا كنت ستتركه مفتوح لم تدخله لتبدل ملابسك هنا أمامي أفعل بالغرفة بكل وقاحة "
سمعت ضحكته دون جوابه فزفرت بحرارة ظنت أن لها اليد العليا بحياتهم و لكن ظهر عكس ذلك تماما ظنت أنه سيكون تحت رحمتها و لكن ما حدث أنها هى تحت رحمته مأكلها و ملبسها و حتى نومها و استيقاظها تبا له هذا المستهتر حطم حياتي و تحكم بالباقي المتبقي مني. لم تعلم أنها بدأت تبكي قهرا عندما خرج من الحمام على بكاءها يسألها بقلق و هو يجلس أمامها " ماذا هناك أرورا لم تبكين "
دفعته بعنف ليسقط على الأرض على مؤخرته صارخة " لأني أكرهك و أريد موتك و لا أستطيع فعلها بسبب عجزي الذي أنت سببه "
" ربما تستطيعين إذا استمريت على كراهيتك لي هكذا ستنجحين يوماً ما أنا أعدك "
لم يضف شيء أخر و هو يترك الغرفة و يغلق الباب خلفه بهدوء
أنت تقرأ
مستهتر 1+ 2
Romanceسهرة فحادث وبعد ذلك لا يهم... تغيرت حياته من استهتاره الزائد بينما تدمرت حياتها من اهماله... ثم عاد فجأة... لا تعرف سوى أنه فارسها على حصان أبيض لتعود حياتها إلى الأسود بعد تقربه منها.. قد يكون قلبه قد دق لها بعد أن دمرّ حياتها وأظلمت حياته، لكن قلب...