الحادي عشر ♡♡ مستهتر ♡♡ صابرين شعبان

3.3K 150 35
                                    

الفصل الحادي عشر

" سأعود للعمل اليوم  "
نظرت إليه  بصمت لقد ظل يومين بالمنزل  زائد  يوم  الإجازة الذي أخذه للزفاف  .  و هذا ما فعله إلا من أجل والدته التي خشيت عليه الذهاب ليعود و يمرض  .  عندما استيقظ اليوم  التالي  عاد لطبيعته كأن شيء لم يكن ساعدها لتتوضأ و أجلسها على سجادة الصلاة و صلى بجانبها هى أيضاً لم تكن تعلم أنه يصلي فهل كان يصلي و يقابل النساء فكرت باشمئزاز بذلك رجل متناقض   أعد لهم الفطور بنفسه و تناولاه على الفراش  الذي سخرت منه قائلة  " هناك اختراع اسمه طاولة  .  لقد جعلت الفراش مثل مسطبة العمدة  "
ضحك بخفة " مسطبة  هل تقصدين تلك  التي يجتمعون  عليها في المساء يثرثرون  "
" تماما "
" حسنا ليكن  نجد له استخدام مفيد غير النوم عليه  "
تحدثت مع رواء و والدتها  لتطمأنهم  عليها  قال ساخرا  عندما اغلقت  الهاتف معهم " هل يظنون  أني أعذبك  هنا "
ردت عليه ببرود " ربما  فتاريخك  معي غير مشرف و يتخلله العنف"
"لكن أعيد و أقول أنه حادث مرة أخرى  فقد تبرمج  عقلك  على كوني وحش هدم حياتك بلامبالاة"
و انتهت الهدنة بينهم  ليعود حديثهم معا جاف و ساخر. لم يظل معها بالغرفة و كان يغفو في غرفة مهند بعد أن   كان يلبي طلباتها بصمت حتى أنه لم يجعلها تطهو كما كان يخبرها بل فعل و والدته  بطيب خاطر.  مر اليومين دون  شجار و لكن دون  تفاهم  أيضاً  و ها هو عائد للعمل فماذا سيكون  وضعها معه يا ترى  .. 
" هل مطلوب مني فعل شيء لعودتك  أجهز لك  السندويشات تأخذها معك مثلاً  كطفل ذاهب للمدرسة "
كانت تسخر منه و داخلها شعور بالضيق لا تعرف سببه.  " أنا مقدر شعورك  ساحرتي و أنك  ستفتقدينني و لكن ليس عليكِ اظهار هذا بالسخرية مني  "
" بل أريد أن افقدك  لا أفتقدك  " قالت بعنف  ..
ابتسم ببرود " مشاعرك  تجاهي مؤثرة حقاً  "
" على الأقل سأرتاح  من رؤية وجهك البغيض  "
" عاطفتك  ليس لها مثيل " قال بسخرية. 
زمت شفتيها بصمت.  فنهض  ليخرج  ملابسه و هو يتحدث معها قائلاً  " سيكون  يومك  كما يلي.  صلاة الفجر  و الصبح و الفطور معا ثم الذهاب للعمل.  الغداء مع والدي و مساعدتك في صلاة الظهر و العصر  العودة للمنزل و مساعدتك لصلاة المغرب و العشاء ثم تناول العشاء معا.  هل هذا يناسبك  "
" لن أدع والدتك  تستثقل مساعدتي إذا لم تأتي أنت  سأعتمد على نفسي  و أتدبر أموري  "
الأن  هو يريد أن يطمئن عليها و هو بالخارج  و لن يحدث هذا إذا ما ظلت مغلقة على نفسها  وحدها لذا يريد أن تتقرب من والديه ربما شعرت بالراحة في وجودهم  .  " و ما الذي تريدينه "
قالت بتحفظ  " تعود للمنزل وقت الغداء لتساعدني في صلاة الظهر و أنا سأتدبر أمر صلاة العصر و هكذا لن أثقل على أحد "
هذا سيكون  مزعج له الذهاب و الإياب مرتين في زحام الطريق لهو أمر مرهق و لكن لا بأس " حسنا لنبدل العصر بالظهر ماذا قلت "
"حسنا موافقة"
" أي شيء أخر  "
" نعم  منذ اليوم  ستعود للغرفة لن أدع لأحد مجال لاتهامي بسوء معاملتك  و إخراجك  من غرفتك  "
" لا أحد يتهمك  بشيء و هم يعلمون  أني لا أريد مضايقتك  بوجودي "
" و لكن هذا يخل بشروط  العقد ماذا لو احتجت وجودك ليلا  للذهاب للحمام  من سيساعدني "
قال بصبر " و الباب لا أحب غلقه و أحنث بقسمي "
" سنرى أمره فيما بعد و لكن الأن  أخبرني بقرارك "
" أي شيء أخر "
صمتت و هزت رأسها نافية  فهذا يعني الموافقة
أخذ ملابسه و توجه للحمام ليبدلها  فصرخت به و هى تستدير بمقعدها " إذا كنت ستتركه مفتوح  لم تدخله لتبدل ملابسك هنا أمامي  أفعل بالغرفة بكل وقاحة "
سمعت ضحكته  دون جوابه فزفرت بحرارة ظنت أن لها اليد العليا بحياتهم  و لكن ظهر عكس ذلك  تماما ظنت أنه سيكون  تحت رحمتها و لكن ما حدث أنها هى تحت رحمته  مأكلها و ملبسها و حتى نومها و استيقاظها  تبا له هذا المستهتر حطم حياتي و تحكم  بالباقي المتبقي مني.  لم تعلم أنها بدأت تبكي  قهرا عندما خرج  من الحمام على بكاءها يسألها بقلق و هو يجلس أمامها " ماذا هناك  أرورا لم تبكين  "
دفعته بعنف ليسقط على الأرض  على مؤخرته  صارخة " لأني أكرهك  و أريد موتك و لا أستطيع فعلها  بسبب عجزي الذي أنت سببه "
" ربما تستطيعين إذا استمريت على كراهيتك  لي هكذا ستنجحين  يوماً  ما أنا أعدك  "
لم يضف شيء أخر و هو يترك  الغرفة و يغلق الباب خلفه  بهدوء

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن