الفصل الخامس
كانت تنظر إليه بتحدي و برود و هى تخبره يجد طريقتها مستفزة و مغيظة و يعلم أنها تتعمد ذلك لأنها تكرهه و لكن ما تطلبه هذا و تظن أنه سيوافق عليه فهي ستكون حمقاء بالتأكيد .. رفع يده مشيرا لرأسه بأصابعه و هو يقول بحدة " أنظري لرأسي هل تجدين شيء هنا "
زمت شفتيها و عقدت حاجبيها بضيق ماذا يقصد بحديثه .
" ماذا تقصد " سألت ببرود
قال بسخرية يجيبها " هل ينبت من رأسي شيء هل ترين فوق رأسي قرون ثور مثلاً "
احتقنت وجنتيها بشدة و هى تفهم ماذا عنى بحديثه " ما الذي تقوله "
هب من جلسته فانتفض قلبها لتتسع عيناها و هو ينحني ممسكا بجانبي مقعدها لتكون حبيسة ذراعيه و هو ينظر في عيناها قائلاً بصرامة و تحذير ولكن بصوت بارد كالثلج " إذا فكرتِ مجرد تفكير في أن تدعي خطيبك السابق لمنزلي من ضمن فريقك و الذي سأستقبله مضطرا من أجل أخي و حياته مع شقيقتك ثقي عزيزتي أنك سترين وجهي القبيح حينها بل سترين الأسوء مني لا أحد يستطيع مساعدتك حينها و لن أشفق على عجزك أتحمل أي شيء إلا أن يظن أحد أني لست رجل كفاية لأقوم امرأتي. إذا فكرت ها أنا أعيد ليدخل عقلك هذا الحديث. إذا فكرت في دعوة خطيبك لبيتي سترين يامن أخر غير هذا اللطيف الذي ألبسك خاتم الخطبة فأحذري عزيزتي "
ثم أضاف بصوت مغوي و هو يقترب من أذنها " أما طلبك لأحبك أمامهم أنا مستعد لفعل ذلك أمامهم و خلفهم أيضاً و وحدنا لو أردتِ رغم أنك لا تروقين لي كامرأة و لست نوعي المفضل " إهانة أخرى لعلها تهبط من عليائها و تحفظ لسانها معه .
كانت أنفاسها تتسارع و تشعر أن هناك جبل جاسم على صدرها تنفر من قربه هذا و أنفاسه تضرب وجهها كأنها حمم من الجحيم صوته الهامس في أذنها كقرع جهاز إنذار مدوي بشكل صاخب . لم يهمها تهديده أو توعده و لكنها كانت غاضبة من اشارته إليها بامرأته هى لم و لن تكون امرأة أحد ليفهم هذا جيدا خاصة امرأته هو.. و هل يظن أنها تنتظر شفقته في عجزها الذي كان هو سبب له.. رفعت راحتيها لتدفعه في صدره صارخة بحرقة " أنت هو سبب عجزي "
انتصب واقفا ينظر إليها من علو و قال ببرود لامبالي " و ذهبت للسجن عقابا أنا لست مدين لك بشيء لتعلمي هذا "
الأن ترتجف بغضب هو مدين لها بحياتها التي أضاعها مدين بمستقبلها مدين بحلمها بإقامة معرض كبير للوحاتها وحطم هذا الحلم هو مدين لها بأنفاسه .. "بل أنت مدين لي بحياتك " قالت هذا بقسوة ..
عاد لينحني ينظر لعمق عيناها " هل يعجز عقلك عن الاستيعاب كما تعجز ساقيك عن المشي .. أنا لست مدين لكِ بشيء " قال جملته الأخيرة ببطيء كأنه يعلم طفل صغير الهجاء.. صفعة قوية طبعت على وجنته من يد ترتجف غضباً و قلب ينتفض بدقات متسارعة. يا لوقاحته هل يظنها ستقول له نعم أمين لست مدين لي بشيء بعد عامين النزهة التي لم تجعله يرتدع و يغير عاداته التي كانت سبباً في إنهاء حياتها هى. يتحدث عن عجزي كأنه لم يحدث بسببه . لم يبتعد و لم يستقم بعد صفعتها و ظل ينظر لعيناها بغموض بينما نظراتها المتحدية تطالعه بقوة و كأنها تخبره لتريني ماذا ستفعل و هذا ما ستناله كلما اقتربت و أغضبتني التوت شفتيه بابتسامة باردة و قال بتحدي " أي شيء أخر من شروطك آنستي "
لتعلم أن القادم سيكون أصعب و تحدي كبير لها لتنجح في مهمتها و إركاع هذا المستهتر تحت قدميها طالبا العفو و الرحمة.
أنت تقرأ
مستهتر 1+ 2
Romanceسهرة فحادث وبعد ذلك لا يهم... تغيرت حياته من استهتاره الزائد بينما تدمرت حياتها من اهماله... ثم عاد فجأة... لا تعرف سوى أنه فارسها على حصان أبيض لتعود حياتها إلى الأسود بعد تقربه منها.. قد يكون قلبه قد دق لها بعد أن دمرّ حياتها وأظلمت حياته، لكن قلب...