السادس & مستهتر & صابرين شعبان

3.2K 139 11
                                    

الفصل السادس

كان يتفحص المكتب بتمعن غرفة واسعة مكتب كبير و مقعد وثير مكسو بالجلد الأسود لوحة زيتية تمثل باقة زهور على الحائط و تستقر على مساحة لون مختلفة عن بقية الحائط كمن قام بعمل برواز لها . سجادة مستطيلة بنية تستقر على الأرض أمام المكتب. قال صهيب بحماسة " ما رأيك هل أعجبك مكتبك "
ابتسم يامن بلامبالاة " أنه جيد جداً بل ممتاز يبدو كمكتب أحد الوزراء "
ضحك صهيب " ليس لهذا الحد "
رد يامن بسخرية " أنه كذلك بالنسبة لي بالطبع " فأين كان سيجد عمل كهذا بهد خروجه من السجن و ما كان ليحظى به لولا أن صهيب أحد أصدقائه و يعرف حكايته جيدا
ربت صهيب على كتفه قائلاً " إن شاء الله ستكون مرتاح بالعمل معي هنا "
أومأ يامن برأسه موافقا ليس هاما أن يرتاح أو لا المهم أن يجد عمل حتى لا يفسد زيجة شقيقه و هذا ما تفعله تلك الساحرة بكل قوتها و هى تطلب منه هذه الطلبات المبالغ بها . و لكنه لن يسمح لها و يعطيها الفرصة أن تفسد زواج رواء و مهند.. "متى سأبدأ عمل"
رد صهيب " منذ الغد. تعلم منذ رحل رابح و أنا مضغوط بالعمل كثيراً و لم يكن لدي وقت أفكر بطلب مساعدة إلا حين أخبرتني أنك تبحث عن عمل " ابتسم ثم أضاف بمزاح " تستطيع أن تقول كنت كسول في البحث عن شريك في المكتب حتى تحدثنا "
" هذا من حسن حظي " قال يامن هذا باسما.
خرج كلاهم من المكتب و صهيب يقول بعملية " العمل من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساءا سنقتسم العملاء معا حتى لا تختلط الأمور على الزبائن عند التعامل مع أكثر من محاسب . نهاية الأسبوع إجازة بالطبع و لكن تلغى عند الضرورة أو السهر مع ضغط العمل. "
قال يامن يجيب بحرارة " بل هذا أفضل و أفضل يمكنني السهر أو البقاء للصباح لو أردت "
ضحك صهيب " أراك متحمس للعمل "
" كثيراً " أجاب يامن بسخرية ..
أكملا سيرهم حتى وصل يامن لسيارته قائلاً " تعال لأوصلك معي "
رد صهيب رافضا " لا معي سيارتي سأذهب لرؤية خطيبتي منزلها قريب من هنا "
ودعه يامن و قاد سيارته عائدا للمنزل ليغير طريقه متجها لمكان أخر ...

************※
كانت رواء تجلس بجانبه بقلق و والدها يقول ببرود " مر شهرين الأن و لم يأتي شقيقك ليخبرنا بما جد معه و إذا كان وجد عمل أم لا "
قال مهند بضيق " لقد أخبرتك أنه وجد عمل في مكتب للمحاسبة مع صديق له "
رد راشد بحدة " هذا قلته أنت لا هو منذ جاء للحديث مع أرورا لم نره و لم يؤكد على قبوله شروطها أو أكد على إيجاده للعمل و الأن لا أستطيع أن أؤكد لك على موافقتي لعقد القران إذا لم يأتي و يخبرني بما فعل في شروطنا "
قال مهند بضيق فالرجل طريقته فظة و يريد أن يحل الخطبة بأي طريقة و لن يجد أفضل من يامن يحملها له. " اليوم سأخبره أن يأتي إليك ليتحدث معكم فعمله لا يسمح له بيوم إجازة "
رد راشد ببرود " ليست مشكلتي لتخبره و إلا كل شيء قسمة و نصيب "
نهض و تركهم فقالت رواء بحزن " يبدو أننا نحارب طواحين الهواء مهند و ليس مقدر لنا أن نكمل معا كل شيء ضدنا و هذا إشارة أننا لسنا مقدرين لبعضنا البعض "
قال لها بعتاب " هذا بدلا  من مساندتك  رواء "
قالت بيأس " و ماذا أفعل و أنت  تعرف موقف أبي من هذا الزواج"
رد مهند بضيق  " و شقيقتك  لا تساعد و هى تضع شروط  تعجيزية لأخي.  كيف تخبره  أنها تريد خمس ملايين  إذا  تزوج  أخرى  ماذا تفكر  أنه مليونير "
ردت رواء بتحفظ " و لكن أرورا  معها حق فيما تطلبه مهند لا تنس أن شقيقك  هو من تسبب بحالتها  و هذا أقل  شيء  لتضمن أنه لن يغدر بها ربما طلقها بعد زواجنا  "
هو يتفهم بالطبع و لكن شقيقه ليس وغد كما يصفونه لقد كان مجرد حادث و لم يكن متعمد ثم هو ليس  خائن  و لا غدار ليفعل يعرفه كراحة يده  يتحمل مسؤولياته  دوما  " و لكنه  كالسيف على رقبته  رواء و هذا شعور سيء  لأي كان  "
" لم لم يكن  يفكر بالتلاعب بها لم لا مهند أرجوك  تحدث معه "
تنهد ببؤس " حسنا رواء اليوم  سأفعل  .  " نهض و هو يضيف بضيق  " سأذهب الأن  قبل أن تأتي والدتك  و تلقي على مسامعي كلماتها المسمومة المعتادة "
"مهند"  هتفت بها بعتاب
قال بضيق " حبيبتي تعلمين أنها تكرهني و تكره عائلتي خاصة أخي  فلا تدعي أني أظلمها  "
قالت بحزن  " أتمنى أن يأتي اليوم  الذي تعرفك فيه بشكل جيد و تحبك  كما أفعل  أنا  "
ابتسم  برقة " إن شاء الله حبيبتي سيحدث ذلك طالما أنت معي و بجانبي لنغير  هذه الفكرة السيئة التي تأخذها عن عائلتي و تعلم أن أخي حقاً  لم يفعل هذا الحادث متعمدا  "
فكرت بشقيقتها بحزن  و حتى إذا كان.. لا تظن أنه سيأتي اليوم  الذي  تقبله به و لو فعلت ذلك  معه " إن شاء الله مهند "
قال باسما " سأذهب الأن  أراكِ فيما بعد "
ذهب  و تركها و عادت هى لغرفتها لا تريد أن تسمع سب والدتها له و لعائلته  أو رفضها لهذا الزواج  و محاولة اقناعها بالعدول  عنه.. 

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن