الثاني عشر ♡♡ مستهتر ♡♡ صابرين شعبان

3.1K 138 7
                                    

الفصل الثاني عشر

وقف واصف بصمت بجانب الرجل العجوز الذي شعر بالفضول بدوره ليعلم ردة فعل عبد القادر و هل هو والد زوجته أم هو رجل أخر. " قلق من اللقاء " سأل العجوز بهدوء
ابتسم واصف ببؤس " بل قلق من إخفاقي و عدم وجودها هنا "
ابتسم الرجل " أدعو الله أن تجدها و تكون هنا "
وجدا رجل كبير ضخم الجثة و رغم رأسه الذي يكسوه البياض إلا أنه لم يظهر عليه الوهن و هو يأتي إليه مسرعا و على وجهه ملامح الغضب.. خفق قلب واصف بقوة و هو يلتقيه في منتصف الطريق متجها نحوه بغضب هو أيضاً.. " أيها الحقير أين أخفيت زوجتي "
لم يبالي واصف بعمره الكبير و لا كونه والد زوجته و لكمه في وجهه بقوة و رغم ضخامة جسده سقط جابر على الأرض بعنف. تدخل الحارس بغضب و هو يدفع واصف في صدره " هل جننت يا رجل سأبلغ عنك الشرطة "
رفع جابر عبد القادر راحته يوفقه " توقف. اتركه أريد الحديث معه "
ساد الحارس مخدومه على النهوض " سيدي أتركني أبلغ الشرطة"
تدخل الرجل العجوز قائلاً بحدة " أخبرك سيدك أنه لا داعي لذا أصمت "
رمقه الحارس بحنق فقال واصف يعيد بغضب " أين زوجتي أيها الحقير أين أخفيتها هل قتلتها لتنتقم منها و مني لزواجنا رغما عنك "
قال جابر ببرود بعد أن استعاد رباطة جأشه " لقد تأخرت ست سنوات "
هجم عليه واصف يمسك بتلابيبه " تأخرت على ماذا أيها الوغد "
رد عبد القادر بسخرية " على إيجادها. فلا تظن أنك تأتي لهنا و تظن أني سأقدمها لك على طبق من فضة "
هزه واصف بقوة " بل سأخذها غصبا عنك لو كانت هنا . أيها الوغد لقد أضعت حياتي و حياة ابنتي و جعلتها عرضة لجميع الأخطار بعد تخلي والدتها لها و الله أعلم ماذا فعلت بزوجتي "
قال له بسخرية " كان عليك أن لا تسرق و تخسرهم كلاهم "
رد واصف بغضب " بل أنت من لفق لي هذه التهمة و ابنتك كانت تعلم جيدا من وراء محبسي. أخبرني ماذا قلت لها لتترك ابنتنا في دار رعاية و تختفي. أخبرني هل قتلتها أم جعلتها تنهي حياتها " كان يصرخ بمرارة منتظرا أن يجيبه و كل معاناة السنوات الماضية تعود إليه متمثلة في هذا الرجل فهو السبب فيما حدث و يحدث معه . " بدر ليست هنا لتبحث عنها في مكان أخر ربما ماتت بالفعل "
" كاذب بل هنا لقد أخبرني جارنا أنه أنت من جاء قبل أن تختفي لذا إذا لم تخبرني عن مكانها أقسم لك أني سأقتلك و سأحرق هذا المنزل بمن فيه لم يعد يهمني أن أعيش بعد اليوم و لا أمانع بالعودة للسجن و صدقني سأكون فرح بعودتي بسببك أنت "
" و لا من أجل ابنتك "
تسارعت أنفاس واصف " لقد أخذت مني حياتي بأخذك لزوجتي لا شيء أقدمه لابنتي بعد الأن هى قوية و لم تعد بحاجتي "
" و رغم ذلك بدر ليست هنا "
استدار ليعود لمنزله و لكن واصف لم يسمح له بذلك و هو يقول باصرار " لن أذهب من هنا إلا و زوجتي معي لنتصل بالشرطة و هى من سيقرر إذا كانت هنا أم لا "
" أفعل ما شئت "
أوقفه واصف بعنف فهو في موقف ضعف لا قوة هو ضعيف منذ تركته بدر و اختفت. و هذا الرجل رغم العمر مازال هو القاسي المتحكم بحياتهم و لكن ليس بعد الأن لا مزيد من المراوغة
" أخبرني ماذا تريد منا. أخبرني ما الذي تريده لديك مالك و حياتك و عائلتك و لديك كل شيء لم تريد حرماني من الشيء الوحيد الذي أملكه في هذه الحياة لم تعذبني هكذا كل هذا لزواجي ببدر دون رغبتك لقد أثبت لك أني لست طامع في مالك فما هى مشكلتك "
رمقه جابر عبد القادرة بحدة " أنت مشكلتي . أنت لقد جئت و أخذت ابنتي الوحيدة دون إذن مني أو موافقة لقد أبعدتها عن عائلتها حتى ماتت والدتها قهرا لفراقها و بعد كل هذا تريد أن أتركك تهنأ بحياتك معها "
قال واصف ببؤس " هى لم تبتعد إلا عنك. ألم تسأل زوجتك لأين كانت تذهب كل فترة لعدة أيام متحججة بزيارتها لأخيها مخبرة إياك أن لا تطلبها لديه ألم تتعجب من طلبها هذا أبداً . ألم تسأل هشام لأين يسافر كلما أختفي من العمل ألم يخطر ببالك أن تسأل لم يترك العمل بانتظام ليختفي عدة أيام. ألم يخطر ببالك أن تسأل لم لا أحد منهم كان يأتي على سيرتها أمامك "
" ما الذي تريد الوصول إليه "
قال واصف بمرارة و هو يبكي بحرقة جعلت الرجل العجوز و الحارس يشفقان عليه " أريد أن أخبرك أننا كنا جميعا عائلة إلا أنت لقد كنت و زوجتي في الأعوام الثلاثة الأولى من زواجنا و انجابها لبيرين عائلة سعيدة محبة أم و أب و ابنة و جدة و خال. ألم تسأل أبداً لماذا كفوا عن السفر كما كانوا يفعلون الفترة الأخيرة لقد كانوا خائفين على معرفتك لمكانها لذا كفوا عن المجيء إلينا بعد أن وكلت ذلك الرجل للبحث عنها "
" أنت تمزح بالتأكيد "
قال واصف بمرارة بل أنت هو من كان غافل عم يحدث في عائلتك صمت زوجتك و ابتعادها خوف على ابنتها عدم اعتراض شقيقها على أفعالك خوف على شقيقته زوجتك لم تمت قهرا منها بل ماتت خوفا و قلقا عليها . "
وجد واصف هشام يخرج من المنزل ليقف جانباً كأنه يقيم الموقف رمقه والده بصدمة لا يصدق أنه كان مخدوع كل تلك السنوات به و كان يؤيد حديثه عندما كان يقول أن بدر هى سبب موت زوجته لفعلتها. فقد كان يصمت فقط و كأنه موافق على هذا الحديث
" أنت كنت تعرف "
قال هشام متجاهلا جواب والده " كيف هى بيرين "
تمتم واصف باسما رغم بؤسه " بخير و شكراً لك "
أومأ هشام بصمت ليصرخ به والده " ماذا يحدث هنا "
قال واصف ببرود " لا شيء غير أنه كان سببا غير مباشر في إيجادي ابنتي بعد أن تركتها بدر في ذلك المكان. أخبرني ماذا قلت لها لتجعلها تترك ابنتها و تختفي "
كان شحوب وجهه معلنا أن صدماته مازالت تتوالي بمعرفته بما كان يحدث من خلف ظهره داخل عائلته . " هل كنت مخدوعا من عائلتي بأكملها و لم أعرف "
لم يجيب هشام الذي أشار لواصف بعيناه لداخل المنزل منتهزا فرصة وقوفه المصدوم . " بل كنت ظالم لعائلته لا مخدوع "
تحرك مسرعا للداخل و هو يصرخ مناديا "بدر أين أنتِ يا حبيبتي لقد جئت إليكِ"
كان يبحث داخل المنزل كالمجنون و هو يخرج و يدخل للغرف مناديا باسمها . صعد للطابق التاني و هو يبحث في باقي الغرف على أمل إيجادها ليفتح إحداها و يدخل ليخفق قلبه بقوة لم رآه ...

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن