الفصل التاسع و العشرون
نظرت بيرين للغرفة بلامبالاة و وضعت حقيبتها المهترئة على الفراش قائلة لجدها الواقف متكتفا " أخشى أن تتسخ الغرفة بأشيائي "
ابتسم بهدوء " إذا فضلت أن نجلب أشياء جديدة لا مانع "
ردت ببرود " ليس معنى أني قبلت المجيء معك هنا أني سأتخلى عن مبادئي "
قلب عيناه بملل " حسنا استريحي و خذي راحتك و في الصباح نتحدث عن خطتنا للقادم "
" سيد جابر عبد القادر في الصباح لدي عمل و أعود منه في الخامسة حينها يمكننا الحديث "
" لم لا تتركي هذا العمل و نجد لك عمل أفضل مع هشام في الشركة "
" لا أحب العمل بالحديد و الآلات أحب العمل بالأرقام "
" هناك أيضاً عمل بالأرقام "
" إذا أصريت سأعود لمنزلي فلا طاقة لي لجدالك أربع و عشرين ساعة بالكاد أتحملك النصف ساعة التي تكون بها في منزلنا "
" الجيد في مجيئك هنا أني سأعيد تربيتك من جديد يا ابنة واصف "
" و بدر " قالت بسخرية
أجابها ببرود
" ابنتي مؤدبة و مطيعة في الغالب و خطأها الوحيد يوم تزوجت والدك "
" هل ستصدع رأسي بهذا الحديث مجددا ماذا تنتظر أن أجيبك أنك سبب عدم كوني مطيعة و مؤدبة "
" الأفضل أن تنامي بدلا من حديث الهراء هذا "
قالت بحنق " أنت من بدأ بهذا الهراء "
قال بضيق " حسنا أنا اعتذر أنا أردت فقط أن تبتعدي عما يضايقك في الفترة القادمة لم يكن لدي نوايا غير ذلك لا مضايقتك و لا الحديث عن الماضي. هل نبدأ صفحة جديدة معا "
مد يده إليها يصافحها فزمت شفتيها بقوة و هى تمسك بيده و هى تومئ برأسها موافقة. ابتسم جابر و أمسك برأسها يقبلها قائلاً
" تصبحين على خير الأن "
أومأت بصمت و هى تغلق الباب خلفه و تتجه لحقيبتها تخرج ملابس للنوم منها . بدلت ملابسها و صعدت للفراش لتتوسطه و هى تشد الشرشف عليها لتجد نفسها تنفجر بالبكاء بحرقة و هى تحاول كتم شهقاتها في الوسادة الصغيرة. و كل ما تشعر به أنها ضائعة أكثر من زي قبل. قبل أن تجتمع بعائلتها لتجد أن شمل عائلتها لم يلتم بعودة والدتها بل عادت لوالدها فقط لا إليها و هذا يؤكد لها أنها لم تهتم بها يوما و هى صغيرة عندما تركتها في ذلك الدار لقد أكدت هواجسها و ظنونها هذه عندما خرجت من صمتها فقط لتتخلص منها . تريدها أن تتزوج لتبتعد عن حياتهم لتكون مع والدها بدون مسؤوليات أخرى . تتمنى لو كانت ماتت و هى صغيرة لأراحتها و أراحت والدها . ما قبلت المجيء معه إلا لتفكر بهدوء ماذا تريد أن تفعله الفترة القادمة بحياتها . ربما تزوجت بالفعل على الأقل سيكون لها منزل وحدها دون أن تحمل عبء نفقاته و رجل يعتني بها ربما أصبح لها حياة عائلية كما تتمناها ليس شرط أن تكون مع والدين لم لا تكون مع زوج و أولاد تنجبهم هى لتعيش هذا الشعور إذا كانت تريد الشعور به؟!. إذن ليكن مع عائلتها الخاصة..
أنت تقرأ
مستهتر 1+ 2
Romanceسهرة فحادث وبعد ذلك لا يهم... تغيرت حياته من استهتاره الزائد بينما تدمرت حياتها من اهماله... ثم عاد فجأة... لا تعرف سوى أنه فارسها على حصان أبيض لتعود حياتها إلى الأسود بعد تقربه منها.. قد يكون قلبه قد دق لها بعد أن دمرّ حياتها وأظلمت حياته، لكن قلب...