الرابع و العشرون ♡♡ مستهتر ♡♡ صابرين شعبان

3.7K 137 49
                                    

الفصل الرابع و العشرون 

" لا أحد "

هى لم تصدق  كلمته  التي ألقاها  عليها  بكل بساطة جوابه الذي لم تجده إلا  أنه  غير  مقنع  و يخفي خلفه الكثير من الكوارث  التي تعلم أنها  ستقع على رأس كلاهم  ..  " أنت تمزح  يامن  صحيح؟!"
فتح  عيناه  يطالعها بهدوء لم تصدقه للحظة " منذ متى كنت أمزح  معك  "
" عزيزي أرجوك  تحدث بجدية أنت الأن  تخيفني  حقاً "
" أقصد  لا أعرف  من فقد كانوا ملثمين  " قال هذا بهدوء شديد و كأنه يتحدث عن الطقس  لا رجال احتجزوه و كانوا سيقتلونه لولا رحمة الله به و بهم  .
" يامن  أنت تكذب بوقاحة فلا تظن أن هذه المرة ككل مرة و سأمررها   " كانت غاضبة حقاً و قد دب الذعر في قلبها  و تشعر أنها  معرضة لجميع الأخطار
عاد ليستند على وسادته  براحة ليغمض عيناه  مرة أخرى  كأنه يخبرها  الحديث لهنا انتهى   " لا أفعل  ساحرتي  حقاً  لا أعرفهم  "
قال هذا بلامبالاة  حاولت أن تهدئ نفسها  و فهو مازال متعب و لم يشفى بعد فقد أعطيه الوقت أرورا  مؤكد هو لا يعرف  ماذا يقول  قالت بهدوء " حسنا استريح  الأن  عزيزي فأنت  تبدو متعب  و حين تفيق  ستتذكر كل شيء  بالتأكيد  ما زلت تحت  تأثير الصدمة أعلم  ذلك  "
عاد ليفتح  عيناه  مجددا  لينظر إليها  بغموض  " لست كذلك  و أتساءل. لماذا  تمنيت عودتي  أرورا ؟! "
اتسعت عيناها بدهشة " ما هذا السؤال  "
قال بهدوء " سؤال  عادي بالنسبة لعلاقتنا  ساحرتي  أنا قمت بدهسك بالسيارة تزوجتك  من أجل مهند أنتِ تكرهيني بشدة ما قبلت إلا لتعاقبيني فجاءت الفرصة لتحت قدميك  فلما تمنيت  عودتي و قد كنت ستحصلين  على انتقامك  مني  دون  رفع
أصبعك  "
" أليس كافي  كونك  زوجي الآن  لأتمنى عودتك  "  تسألت  بتحفظ
" و هل هذا هو السبب أنك لن تحصلي على زوج أخر " سأل بفتور
دمعت عيناها ما به ما هذا الحديث المؤلم الذي يسمعها إياه لم يقول هذا هل نسى علاقتهم قبل اختفائه  ألم يعد يحبها أم لم يحبها من البداية " هل تظن هذا.  هل تظن ذلك أنه كوني عاجزة لن يقبل بي رجل غيرك "
أغمض عيناه بألم و قال ببؤس " يا إلهي ماذا أقول  أنا افسد كل شيء اللعنة على ذلك"
بدأت تبكي بصوت خافت و لا تفهم ما الذي قاد حديثهم لهذا المكان الخطر و قد كانت تظن أن أول شيء ستفعله عند عودته أنها ستنسى كل شيء و تنسى ماضيهم معا و لن تفكر بغير مستقبلهم و لكن يبدو أنه عائد بنوايا أخرى تجاه حياتهم معا و لا يعرف كيف يخبرها بذلك .." فقط قل أنك تحب بيرين و تريدها زوجة لك و أنا أعيق حياتك معها لكن لا تتهمني بما لم أضمره لك. نعم لقد كرهتك كثيراً و تمنيت قتلك أحياناً و لكن لا تلقي الاتهامات  فقط لتريح  ضميرك من ناحيتي تريدني أن أتركك  سأفعل بطيب  خاطر و لا داعي لتتهمني أني تمنيت أن تقتل  فهذا ظلم  بواح  منك بحقي  و أستطيع أن أقول الأن أذهب إلي الجحيم يا حقير  "
استدارت  بمقعدها لتبتعد عنه  تريد ترك  الغرفة  و لكنه هتف بها  بلوعة " أرورا  لا تتركيني حبيبتي  "
لم تجيبه و دموعها تهطل بغزارة لتصل لباب الغرفة فدفعت بمقعدها  بعنف  لتخرج.  حبيبتي؟! يظنها ستصدق تبا له و لقلبها الذي يحترق الأن بسببه   نظرت عفيفة إليها  بقلق  و وقفت لتذهب إليها  عندما وجدت  يامن  يخرج  خلفها بصدره  العاري  و قدميه الحافية و قد نزع  كل تلك الأسلاك  التي كانت متصلة بجسده  تمده  بالغذاء و تراقب  مؤشراته الحيوية  .  أوقف  مقعدها و حملها  من عليه  برقة  و هى رافضة ليعود للغرفة .  عادت عفيفة تجلس مرة أخرى  قائلة لرواء بملل
" لو جاء حفيدي و أنا أحتفظ بعقلي  سأكون  شاكرة لله  "
ضحكت رواء بخفوت  و قالت بمرح  " لن يتغيرا  فتقبلي ذلك  و تعايشي معه "
" الله يصبرني عليهم  "
بينما كانت أرورا  تبكي ببؤس قائلة ليامن  " أتركني لا أريد  أذيتك  يامن فأنا غاضبة   "
توجه للسرير و وضعها عليه برقة و جلس على طرف  الفراش  قائلاً
" أنا أسف  ساحرتي لم أقصد شيء  مما قلته  صدقيني  "
" أنت وغد حقير يامن  و كنت تقصد كل ذلك  "
" لا.  أبداً  لا أعرف ماذا دهاني لم أكن أنا من يتحدث  "
"  لماذا هل جننت   " مسحت وجهها بحنق 
قال لها بحرارة " بالتأكيد  هذا هو السبب جننت لأنك  بعيدة عني تجلسين  أمامي  و لا أستطيع ضمك  و تقبيلك  مؤكد هذا ما أذهب بعقلي  "
" و هل تحبني من الأساس  لتفعل دعنا نكف عن الكذب و فقط كل منا يذهب بسلام  بدلا من تحطيم بعضنا البعض لم أعد أريد خوض حرب معك يامن  ولا احتاج  شفقتك  البائسة"
وجدته  يتشبث بها  و هو يضمها  إليه  " لا تقولي  هذا أرورا  أنا لا أحب أحد غيرك  صدقيني و لا أريد  أحد غيرك  لا تتركيني أرجوكِ لا أستطيع  العيش بدونك  أنا أحتاجك  .  أحتاجك  بشدة "
" ماذا دهاك لهذا الحديث إذن  كمن تنتقم مني  "
" جننت لبعض  الوقت ألا  تتحمليني "
" لا تخرج جنانك  علي إذن " قالت هذا و هى تبعد وجهها عن شفتيه  .  ضحك  بخفوت  " بل من لي غيرك  حبيبتي ليتحمل كل جنوني  "
" أريد الحقيقة يامن  لن أقبل بغير ذلك  "
" يا إلهي  أيتها  الساحرة بعد كل هذا الوقت أصبحت بين  ذراعي  و لك  مزاج  للثرثرة ألم تشتاقي إلي  "
اشتاقت و تألمت و كادت تموت  قهرا  في غيابه  يتساءل إذا  كانت اشتاقت له لقد كانت تتعذب كل يوم  من أجله داعية الله أن يعيده  إليها  .  " اشتقت  و تألمت  "  قالت بألم  و راحته  على وجهها  تزيل دموعها  برقة  " و أنا كثيراً يا قلبي  "
شفتيه كانت تحرقها بحرارتها  و لهفته كانت تذيبها  شوقاً فتشبثت  به بقوة  تبادله  شوقه  و جنونه 

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن