الثالث عشر ♡♡ مستهتر ♡♡ صابرين شعبان

3.4K 159 24
                                    

الفصل الثالث عشر

وساحرة بتعويذة الذنب ألجمتني
ومستهتر بتلاعبه بالحياة آلمني وأغرقني
وساحرة بروحها الشريرة جوارها ألزمتني
ومستهتر بألعابه الصبيانية أقعدني وورطني
وساحرة تظن أنها هى من أجبرتني
ومستهتر يظن أنه نال عقابه ومن ذنبي تبرأ واستبرأني
وساحرة أنتِ نعم ولكن.. لا بأس ..ظلي إن شئت كما أنتِ
ومستهتر مهما قلت أو فعلت وستظل تحمل ذنبي
وأن جميع طوائف العالم من ذنبك ابرأتك أو حتى أذنبتني
خاطرة
نونا  محمد 🌺


" انهيار عصبي  "
صمت لفهم  جميعا و كل منهم يستوعب عبارته بطريقته  و تساؤل يدور في عقولهم  عن سبب حدوث ذلك  طال صمتهم  و لا أحد منهم يجرؤ على السؤال  و لم يخرجهم من صمتهم غير سؤال مهند بعدم فهم
" لحظة دكتور  ماذا تعني بأن أخي مصاب بانهيار عصبي  ما الذي أدى  لهذا لا أفهم  "
قال الطبيب بهدوء " الذي أدى لهذا أسباب  كثيرة و لا أستطيع أن أحدد أيهما ربما موت عزيز لديه أو ربما خسارة وظيفته  ربما صدمة متأخرة أو ضغوط عائلية لا أعرف إن له أسباب كثيرة  "
" أنتِ السبب  في ما يحدث مع ابني "
قالت هذا عفيفة باكية تتهم  أرورا  الجالسة  بصمت على مقعدها غير منتبهة لهذا الحديث الدائر فكل ما علق بعقلها و توقف عنده هو قول الطبيب  بأنه لديه انهيار عصبي  هل هو في طريقه للجنون  الأن تعلم أن من يصاب بهكذا مرض في طريقه للاكتئاب أو اضطرابات في  حالته النفسية هل هى السبب في ذلك حقاً
  " خالتي أرجوكِ ليس لشقيقتي ذنب في ذلك " نفت رواء هذه التهمة عن شقيقتها  بعنف  ..
قال عبد العليم للطبيب بحرج  " تفضل معي سيدي لنتحدث "
خرج  معه من الغرفة  تاركا زوجته  تصرخ  بعنف " بل هى السبب لم ترحمه و لم تريحه منذ تزوجته  نغفو  و نستيقظ على شجارها معه.  لا تكف عن سبه و شتمه  و الغضب منه لا تكف عن معاملته بسوء و لا تكف  عن إلقاء الأوامر عليه كأنه عبد لديها لا زوجها مؤكد تعب من كثرة غضبها و تنفيذ أوامرها التي لا تنتهي لم يرتاح ليل أو نهار منها"
قال مهند يضم والدته  لصدره يهدئها "  أهدئي أمي هو سيكون  بخير و لا تظلمي أرورا  ربما يامن تعرض لشيء سيء و لم يخبرنا  به "
قالت باكية  " نعم تعرض.  تعرض لسوء معاملتها حتى ما عاد يتحمل ذلك "
أشار مهند لرواء بعيناه  تجاه شقيقتها  المتجمدة على مقعدها  و هو يقول  لوالدته برفق " تعالي  معي حبيبتي لتهدئي قليلاً سأخبرك شيء "
حاولت منعه من أخذها خارج  الغرفة قائلة " أتركني مهند أنا لن أتركه  في حالته تلك  "
قال مهند بحزم  " بل ستأتين معي لا تقلقي عليه هو نائم الأن  "
خرج معها من الغرفة فتقدمت رواء من شقيقتها و جلست أمامها تقول و هى تمسك  بيدها " أختي لا تحزني من حديثها مؤكد مصدومة من ما حدث  "
كانت أرورا  عيناها مسمرة على زوجها النائم و ذراعه المضمدة بضماد أبيض  مستندة على معدته  قالت هامسة " ما الذي تظنينه حدث معه و أوصله  لهذه الحالة " سألت رواء بصوت خافت  شارد كأنها توجه هذا السؤال لنفسها لا شقيقتها  قالت رواء برفق  " مؤكد تعب  من العمل حبيبتي لا تقلقي هو سيكون  بخير  "
وقفت رواء و تنحت جانبا  لتسمع صوت مهند مناديا عليها قائلاً
" رواء تعالي هنا قليلاً "
خرجت رواء  من الغرفة تاركة شقيقتها التي مازالت تجلس على مقعدها مسمرة تراقبه تقدمت بمقعدها من الفراش و هى تنحنى لتقترب منه تهمس في أذنه بخفوت قائلة بألم  " كم أكرهك كثيراً يامن أكرهك  و لا أظن أني  سأكن لك أي مشاعر يوماً  و لا حتى الشفقة .  و لكن  لم قلبي يؤلمني هكذا لرؤيتك ضعيف لا حول لك ولا قوة لم قلبي كاد يتوقف عندما رأيتك غارقا في الدماء  لم أشعر بالحزن بدلا من الغضب فأنت حطمت حياتي بتلك الحادثة فلم أحزن لرؤيتك هكذا و قد نلت بعض مما فعلته بي  لم أشعر بالذنب و أنا هى الضحية مفترض بي الرقص فرحا لمصابك و لكني لا أفعل ذلك لماذا؟!  "
اسندت  رأسها ليستريح على كتفه بينما دموعها تتساقط بغزارة
" يجب أن تنتهي علاقتنا هنا لم أعد أريد البقاء معك  أريد  أن أستعيد حياتي قبل أن أعرفك  فقد فشلت في الانتقام  منك  كما فشلت في مسامحتك   لقد بكيت على يديك أكثر مما فعلت بعد الحادث  لم أعد أريد الاستمرار في هذا الزواج  لقد تعذبت أكثر مما كنت عليه قبل رؤيتك   لقد تعذبت  كثيراً  و لم أعد أريد المزيد .  أريد استعادة حياتي  يامن  أريد استعادتها   "
أغمضت عيناها و هى تمتم بتثاؤب  " أريد أن أغمض عيناي و أفتحهما و أجد أني نسيتك  و  لم يتبقى شيء داخلي تجاهك لا شيء  جيد أو سيء  لتعيد حياتي لي يامن  و  سأستعيدها  " هدئت أنفاسها و انتظمت  و هى تمد راحتها ليده  تتشبث بها  .
لم تشعر بعفيفة التي دخلت الغرفة لتراه بعد أن أجبرت مهند و زوجته على البقاء حتى تطمئن على ولدها كانت تحتاج كل الدعم من عائلتها ليطمئنوها  عليه لذا لم تقبل أن يذهب لمنزله وجدتها  نائمة تستند برأسها  على الفراش  ممسكة بيده المضمدة  تمتمت  عفيفة بحزن  و ألم " لم تفعلين  هذا إذن يا ابنتي لم تعذبين نفسك و تعذبينه معكِ " أمسكت بالشرشف و ألقته  عليها تعرف لو ساعدتها للنوم براحة لن تقبل أن تصعد لفراشها  و ستظل  جالسة على مقعدها لتنال بعض الراحة إذا كان هذا هو المتاح  لها  .  خرجت بعد أن اغلقت  الضوء  و الباب بهدوء... 

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن