الفصل الرابع

20.4K 587 71
                                    

من يشعر برغبة لا تُقاوم في الإنطلاق بقوة، لا يُمكنه أبداً أن يرضى بالزحف!
هيلين كيلر
-------------------
تعدت منتصف الليل عندما وقفت أمام بوابة القصر التي تقطن به مع والدها وزوجته ، فظلت تنتظر من الحارس أن يخرج لها ويفتح تلك البوابة اللعينة التي تعيقها عن الدخول ولكن دون جدوى مما جعلها تزفر بنفاذ صبر وتهمم بعدم اتزان :

- هو يوم باين من اوله شكلها هي اللي أمرت يقفلوا البوابة

لتقتد فيروزاتها بغيظ فلا أحد سوف يمنعها من ان تدخل لمنزلها حتى وإن كانت تلك الخبيثة زوجة أبيها تراجعت مسافة ليست ببعيدة ودون أي تركيز كانت تزيد من سرعتها وتتقدم تخترق البوابة الحديدية بسرعة جنونية أدت لتحطيم مقدمة السيارة بالكامل وارتدادها بقوة داخلها وتأذي جبهتها أثر ارتطامها بعجلة القيادة
أحدث الاصطدام جلبة قوية مما جعل كل من بالقصر يهرولون خارجه لاكتشاف ما حدث واولهم زوجة والدها التي هتفت بترقب :

-" ميرال" انتِ كويسة.......

هزت رأسها وهي تدلى من السيارة بخطوات مترنحة وقالت بنبرة غير متزنة بالمرة وهي تتحسس جرح جبهتها :
- أنا تمام ...

لتضحك ساخرة وهي تتطلع لذلك الحارس الذي خرج لتوه مطرق الرأس وكأنه ينتظر توبيخها ولكنها لن تفعل فهي تعلم أنه مجبور على تنفيذ أوامر الآخرى ،لتتنهد و تحول نظراتها تشاهد فداحة فعلتها وتستأنف :

- بس العربية مش تمام خالص

ربعت زوجة أبيها يدها على صدرها وقالت بنبرة مشككة وهي ترمقها شذرًا:
- أنتِ كمان سكرانة

هزت "ميرال" رأسها وأجابتها بلامبالاة كي تقطع الشك باليقين ولا تدع لها مجال للنقاش :

- ايوة سكرانة ....ممكن بقى تسبيني اطلع انام علشان مش شايفة قدامي

ردت "دعاء" زوجة أبيها متهكمة :
- يعني مش كفاية راجعة بعد نص الليل لأ وكمان سكرانة وقلقتي كل اللي في القصر...... ومش عايزة حد يكلمك ده أيه جبروتك ده يا "ميرال" انا اول ما يوصل باباكِ من السفر هقوله ومش هسكت

تنهدت" ميرال" ولوحت بيدها بلامبالاة فأخر ما ينقصها أن تتجادل معها وخاصةً كونها تعلم نواياها وتعلم مسبقًا أن أبيها دون شيء سيقف بصف زوجته ويأخذ موقف ضدها ككل مرة ولكن لا يهم هي تعودت على ذلك واصبحت تتعامل مع الجميع بلا مبالاه لا مثيل لها
لتقول قبل أن تدلف للداخل تحت نظرات "دعاء" المغتاظة :

- بلاش تطلعي عقدك على الحارس بعد ما أطلع ......تصبحي على خير

زفرت "دعاء "بغيظ وهي تنظر لآثارها بينما بينها وبين ذاتها قد قررت أنها لن تصمت وسوف تخبر زوجها بكل شيء حين عودته في صباح الغد
-------------------
أما هي فقد استيقظت على صوت هاتفها المزعج الذي لن يكف عن الرنين لتتناوله بتأفأف وترد بِنبرة ناعسة :
- الو

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن