الثالث والثلاثون

19.4K 580 118
                                    

تبدو بعض التغييرات سلبية على السطح ، لكنك ستدرك قريبًا أنه يتم إنشاء مساحة في حياتك لظهور شيء جديد. 

-إيكهارت تول

------------------

احضرتهم اليوم لمنزل "ثريا"  وقبل الموعد المتفق عليه وها هي تجلس داخل سيارتها  بزاوية  بعيدة تنتظر حضوره والتوتر والقلق يكاد يفتك بها فتلك المرة الأولى التي يجتمعون بها معه منذ طلاقهم وحقًا تكاد تموت رعبة أن يخبرهم شيء يفوق استيعابهم كعادته ويخرب  نفسيتهم ويضيع ذلك المجهود الجبار التي تؤديه هي في إصلاح ما أفسده.

لمحته من بعيد يهرول في طريق المنزل بخطوات مسرعة استشفت لهفتها  من تلك البسمة الواسعة التي تعتلي وجهه  ... وحينها شجعت ذاتها وغادرت لعملها ولكن بأعصاب تالفة للغاية...

بينما هو فور استقبال "ثريا" له و دخوله من باب البيت جثى على ركبتيه فاتح ذراعيه لأبنائه مرحبًا بعناقهم ولكن هم ظلوا يتناوبون النظرات بينهم بتردد لحين شجعتهم "ثريا" قائلة:

-سلموا على ابوكم يا ولاد مالكم!

غامت عينه وهو يدرك أنهم خائفين منه ورغم ذلك حاول طمأنتهم:

-متخافوش يا حبايبي ...قربوا أنتوا وحشتوني أوي 

هزت "شيري" رأسها وحثت "شريف" على التقدم وما أن أصبحوا أمامه ضمهم له وظل يغدقهم بقبلات خاطفة تنم عن شوقه العارم لهم...قائلًا بندم:

-حقكم عليا والله ما هزعلكم تاني ولا هبعد عنكم تاني أنا غلطت سامحوني..

ليعقب "شريف" :

-انت وحشتنا يا بابي واحنا خلاص مش زعلانين منك 

دثرهم من جديد بأحضانه وظل يصرح بحبه لهم ومدي اشتياقه...بينما "ثريا" رغم حالة الحزن التي سيطرت عليها إلا أن بسمتها تزين ثغرها تأثرًا بلقائهم

وكم تمنت عودة ذلك الغائب قبل فوات الآوان... فا إلى الآن لم يعود  ولا علم له بما حدث فيبدو أنه مازال لا يريد أن يعطي عقله الثائر هُدنة رادعة ليتنحى عن رأيه.

-----------------

 أما عن صاحب القناعات الراسخة فقد كاد يجن ليطمئن عليها وخاصًة بعدما هاتفته مُربيتها واخبرته بأعتراض ابيها وحبسه لها ومنعها من الخروج أو التواصل معه  رغم أن ذلك كان متوقع إلا أنه ايقن أن مهمته ليست بيسيرة بالمرة ولكن لا يهم هو على أتم الاستعداد لتحمل العواقب وها هو يقف أمام قصر أبيها حامل باقة كبيرة من الورود واتى خصيصًا كي يصدق على وعد قلبه فقد

زفر انفاسه دفعة واحدة ليشجع ذاته ثم طرق عدة طرقات منتظمة على باب القصر بعدما سمح له الحارس على البوابة الرئيسية بالفوت دون عناء كونه يعرفه معرفة وثيقة من فترة عمله معهم.

استقبلته الخادمة حين طلب بأدب مقابلة "فاضل" لتسمح له وتجلسه بغرفة الصالون التي رغم انه دخل القصر لعدة مرات أثناء عمله  هنا ولكن تلك المرة الأولى التي  يدخل بها تلك الغرفة التي فور أن أصبح  داخلها شعر كونه في قصر من قصور ملوك العصر القديم من شدة الترف وما تحويه الغرفة من فضيات و مقتنيات وتحف ثمينة تضج بالفخامة والرقي 

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن