حين يشتد التعب بالعين، تغلق على نفسها من تلقاء نفسها كذلك نحن، وكذلك القلب.
-----------------------
ضمت جسد صديقتها المتراخي المستقر بجانبها على مقعد السيارة الخلفي وهي تشهق شهقات متقطعة حزنًا على ما أصابها فهي إلى الآن لم تستعيد وعيها.
طالعها هو من مرآته الأمامية وقال وهو يتولى قيادة سيارة "يامن" الذي غادر دونها وكأنه تقصد ذلك كي يتم ايقالتها بها:
-"ميرال"...بطلي عياط... هتبقى كويسة
نفت برأسها وقالت بنهنهة:
-انا خايفة عليها يا دي مبتنطقش لازم نروح المستشفى
تنهد "محمد" واخبرها بعقلانية شديدة لطالما كانت من شيمه:
-"ميرال" أنتِ شايفة حالتها عاملة أزاي واكيد في المستشفى هيبقى سين وجيم ومن مصلحتها ميحصلش شوشرة... هي مغمي عليها وهتفوق بإذن الله ومتقلقيش هبعت لدكتور معرفة يطمنا عليها...بس المهم دلوقتي هنروح على فين؟
هزت رأسها بإقتناع وردت حائرة وهي تكفكف دمعاتها:
-مش عارفة كنت عايزة اخدها على القصر عندي بس "دعاء" لو شافتها مش هتسكت وكمان مينفعش نوديها على بيته بعد ما طلقها ممكن يتهور ويأذيها وكمان مامته مينفعش تشوفها بالحالة دي
-هي ملهاش أهل؟
زفرت هي حانقة واخبرته:
-اللي اعرفه ان ليها في البلد بس معرفش حاجة عنهم كل اللي اعرفه وهي كانت قيلهولي زمان أن واحد فيهم كان في بينه وبين بابها مشاكل على ورث مامتها وكان طمعان فيها وعلشان كده جوزها "يامن" علشان يحميها...
تنهد "محمد" بقوة وقال وهو يشرع من جديد بالقيادة:
- طيب انا هتصرف...
-------------------
يومين لم تستيقظ من غفوتها وكأن عقلها يرفض العودة من هروبه الاضطراري، فقد أكد الطبيب أنها لا تعاني من شيء عضوي سوى بعض الرضوض بجسدها أثر المقاومة وأن ما هي عليه هو حالة من السبات الذي افتعلها عقلها كي يتهرب من الضغط النفسي التي تعرضت له، فقد وصف لها العديد من المحاليل الوريدية البديلة للطعام التي كانت تعوض جسدها كي لا يصيبه الهزل أثناء سباتها...واتخذ كافة الاحتياطات الطبية لها و طمأنهم أنها سوف تستيقظ من تلقاء ذاتها عندما تواتيها الشجاعة اللازمة كي تواجه الأمر.
فكانت "ميرال" لا تفارقها بعدما احضرهم "محمد" لتلك الشقة التي تقبع بنفس البناية التي يقطن بها... وقد حمدت ربها كون ابيها خارج البلد ولم يتعب نفسه حتى بالسؤال عنها أما "دعاء" فقد تحججت لها كونها ستسافر لبضع أيام مع رفاقها كي تتخلص من ضغط الاختبارات التي كان تعاني منها في الآونة الأخيرة وأوصت مربيتها أن تتستر عليها أثناء غيابها وتخبرها بكل جديد...
أنت تقرأ
خطايا بريئة (مُكتملة)
ChickLitصرخـ ت حتى شعرت بتمـ زق أحبالها الصوتية، دفعـ ته، سبـ ته، خدشـ ت وجهـ ه بأظافرها كي يبتعد ولكن كل دفاعـ تها بائت بالفشل، مـ زق بلوزتها كاشـ ف عن نحـ رها البض ثم بكل جـ وع ظل يدنـ ـسها بقبُلاته القاسـ ية دون اي رحمة وكأنه أسد جائـ ع وهي وليمته الأخي...