الثاني والعشرون

24.1K 589 169
                                    

المرأة التي تسرق عقل الرجل أذكى من التي تسرق قلبه لأن الرجل لديه ألف قلب وعقل واحد

ديستوفيسكي.

-----------------
بعد مرور اسبوعين 

كان هو بحالة يرثى لها فبعد ذلك اليوم المشؤوم الذي باته بالحبس وهو يتوافد عليه الكوابيس المرعبة كل ليلة وقد ساءت نفسيته لدرجة كبيرة وخاصًة كونه لم يستطيع بشتى الطرق أن يجدها بعد ما حدث ولا يعلم شيء عن ابنائه مما جعله يكاد يفقد صوابه ويشعر أن شيء كبير ينقصه، ورغم أن الأخرى تحاول أن تحتل تركيزه بشتى الطرق إلا انه يشعر بفتور غريب نحوها، حقًا يستغرب ذاته فمن كانت سابقًا لا يلقِ لها بال ولم يهتم بها يوم؛ أصبحت هي محور أفكاره الآن  فقد أصبح لايفعل شيء سوى التفكير بها وكيف أصبحت بعد خسارتها، ورغم أنه يحمل سخط عظيم تجاهها كونها صَعدت الأمر ولكنه يكاد يجن ويطمئن عليها وعلى أطفاله، ولكن كعادته تدخل شيطانه وبرر له انها تثير أعصابه وتثأر لكبريائها لا أكثر بفعلتها وسوف تعود وحينها سيتمكن من التأثير عليها فمازال يكمن بداخله هاجس كونها لا تستطيع العيش دونه وسوف تتفهم اعذاره ككل مرة  وتعود إليه وحتى أنه توقع انها ستتنازل عن ذلك البلاغ اللعين الذي سيتسبب في مقاضاته. حقًا التفكير كان ينهكه بشدة لدرجة انه أهمل عمله و جعل أحد العاملين ينوب عنه في كل شيء على أمل  أن يجدها ويضع حل لمعضتله معها

ولكن إلى الآن لم يحدث ذلك مما جعله في مزاج عكر طوال الوقت وتثور ثائرته من أقل شيء وبالطبع الأمر لم يعجبها بتاتًا لذلك اعترضت قائلة وهي تقف أمامه وتتخصر بجسدها:

-هو أنت هتفضل في الحال ده لأمتى إن شاء الله أنا زهقت 

أجابها بنفاذ صبر وهو يطفأ سيجارته التي لا يعلم عددها لليوم بالمنفضة:

-ابعدي عني يا "منار" أنا مش ناقصك

لوحت بيدها وردت متهكمة:

-كل ده بسبب المسهوكة بتاعتك أيه يعني لما أختفت شوية هي بتعمل كده علشان تغيظك شوية  وهترجع دي حركات ستات بايخة وأنا عارفاها 

تنهد بضيق وأجابها بثبات حاول أن يتقمصه وثقة ليست ابدًا بمحلها:

-عارف أنها هترجع  هي أَجبن من أنها تهرب بولادي...هي بس بتكدني علشان كنت سبب في خسارة اللي في بطنها بس ملحوقة هتروح مني فين مسيرها ترجع

لوحت بيدها وقالت باستخفاف مقيت:

-يوووه بقى خلاص اللي حصل حصل  وبعدين مراتك دي مملة أوي ومكبرة الموضوع وعطياه  فوق حجمه...وبعدين دي المفروض تحمد ربنا علشان البيبي نزل بدل ما يبوظ جسمها و تعاني مع الوَش والزن والمسؤولية و وجع دماغ

ظل لثوان قتامة بُنيتاه متعلقة بها بملامح جليديدة لا تنم عن شيء، ولكن بداخله كانت المقارنات تطرح لتنهكه أكثر فأكثر فكل مدى ويكتشف أن شتان بينهما، يعلم أن ذلك سر اعجابه بها في بادئة الأمر فكان يظن أنه سيرضي غرور ذاته ويجد الكمال الذي طالما طمع به ولا ينكر كونها ارضت ذلك الذكر الذي بداخله واشبعت رغباته الجامحة ولكن لمَ يشعر بالفتور الأن تجاهها فهل فعلًا احبها كما ادعى وأخبر الجميع، حقًا لايعلم اجابة لسؤاله فكل ما يشعر به هو الخواء. 

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن