“ما قد يبدو لك خسارة قد يكون هو بالتحديد الشيء الذي سيصبح فيما بعد مسؤولاً عن إتمام اعظم إنجازات حياتك”.
(أحلام مستغانمي)-----------------
بعد صرختها المدوية شهقت "سعاد" بقوة وبرقت عيناها وصاحت بجزع وهي ترى بقعة من الدماء تلوث ملابسها:
-"رهف"... انتِ بتنزفي!
نفت "رهف" برأسها بضعف وكأن عقلها يرفض أن يستوعب أن تلك الخيوط الدافئة التي شعرت بها تنساب على فخذيها ماهي إلا بشارة خسارتها. فما كان منها غير أن تغمغم بقهر وهي تحتضن اسفل بطنها وكانها تحاول أن تتمسك بما كان يسكنها:
-البيبي هيروح يا "سعاد" أه ه ه ه
ه ه ه ه ه ه
تأوهت بقوة وهي تشعر أن الألم يتعدى قوة احتمالها، فكانت حرفيًا تشعر بأن شفرات حادة تمزق أحشائها فما كان منها غير أن تستسلم لذلك الظلام الذي سحبها بداومته وأسقطها فاقدة للوعي، تاركة "سعاد" في حالة من الهلع تصرخ بإسمها وتربت على وجنتها ولكن دون جدوى فكانت هامدة وملامحها شاحبة تحاكي الموتى مما جعل "سعاد" تهب بأعصاب تالفة تتناول الهاتف لطلب المساعدة ودمعاتها تنهل من عيناها تشوش رؤيتها. طرقات قوية على باب الشقة فزعتها واسقطت الهاتف من يدها بعدما حاولت جاهدة السيطرة على ارتجاف يدها كي تتحكم بشاشته ولكن لم تفعل لتهرول راكضة تفتح الباب بتلهف شديد لتجد حارس البناية يقف أمام باب شقتها وعدة أشخاص من جيرانها يقفون على مقربة منه وقبل أن تطلب المساعدة صدر صوت الحارس قائلًا:
-لامؤاخذة يا ست "سعاد" السكان سمعوا صوت زعيج وصراخ من حداكم خير في حاجة
هزت رأسها بقوة واندفعت بالحديث مستنجدة:
-ايوة حد يلحقني بنت عمي قاطعة النفس
وقبل أن تستأنف حديثها اندفع شخص من بين الحاضرين وأخبرها أنه طبيب وبعد أن تخطاها للداخل جثى على ركبتيه وتحسس نبض "رهف "وعاينها معاينة سريعة بعيون خبيرة وقال بعملية:
-لازم تتنقل للمستشفى فورًا النبض ضعيف والنزيف لازم يوقف
وافقته "سعاد" بحركة من رأسها وهي تنتحب بقوة على حال رفيقتها،
لتندفع سيدة من جيرانها وتدعى "كريمة " وتقول بتعاطف:
- يا حول الله يارب ... مستني أيه يا ابني البنت هتروح مننا اتصرف
أجابها بسرعة بديهية:
-انا عربيتي تحت البيت هخدها على المستشفى فوراً
قالها وهو ينظر بعينه على ارجاء الغرفة وكأنه يبحث عن شيء بعينه وإن وجد غايته خطى نحو طاولة الطعام التي تتوسط الردهة وسحب ذلك المفرش الثقيل ووضعه على جسدها المسجى ارضًا ثم انحنى بجذعه وحملها برفق و هرول مسرعًا إلى الخارج وقد تبعته "سعاد" باكية لا تفكر بشيء فقط تدعو لها تاركين خلفهم تجمع جيرانهم الذي انتشر بينهم الكثير من الهمهمات والأقاويل المتعاطفة.
أنت تقرأ
خطايا بريئة (مُكتملة)
ChickLitصرخـ ت حتى شعرت بتمـ زق أحبالها الصوتية، دفعـ ته، سبـ ته، خدشـ ت وجهـ ه بأظافرها كي يبتعد ولكن كل دفاعـ تها بائت بالفشل، مـ زق بلوزتها كاشـ ف عن نحـ رها البض ثم بكل جـ وع ظل يدنـ ـسها بقبُلاته القاسـ ية دون اي رحمة وكأنه أسد جائـ ع وهي وليمته الأخي...