هناك دوما ما اسمه الفرصة التي تعقب الفرصة الأخيرة، ما بعد الأخيرة، إنها الفرصة التي يمنحها لنا القدر ، يمنحها لسبب ما.
- عمرو الجندي
--------------------
تقلصت معالمه وفتح عينه بتثاقل شديد ثم اغلقهم مرة ثانية ثم لبعض ثوانِ معدودة كرر المحاولة إلى أن استطاع اخيرًاأن يسيطر على ردة فعله ويفتح عينه يقلبها في كل ما حوله مشوشًا، ليرفع يده الواهنة ويجذب قناع التنفس و يهمس بتحشرج وبصوت ضعيف النبرات وبحلق جاف لم يسعفه إلا بنطق اسمها:
-"نادين"
-حمد الله على سلامتك يا نضري
قالتها الممرضة وهي تقوم باللازم واستدعاء الطبيب الذي أتى مهرولًا ليعاينه، في تلك الاثناء كانت "ثريا "تجلس في الرواق تستأنث بقرب ولدها حين خرج الطبيب وهرولت إليه متلهفة، ليطمئنها قائلًا:
-متقلقيش مريضكم فاق وشوية وهيطلع غرفة عادية وتقدرو تشفوه وتطمنوا عليه بنفسكم
رفرف قلبها وتهللت أساريرها وقبلت باطن يدها وظهرها حامدة وعيناها تزف فرحة نجاة ولدها:
-الحمد لله...الحمد لله...الحمد والشكر ليك يارب...الحمد والشكر ليك يارب
-----------------
طرقات على باب الغرفة جعلتها تصدق على كلمات الله وتغلق كتابه العزيز وتسمح للطارق بالدخول لتندفع الممرضة ذاتها تُبشرها:
-چوزك فاج يا بتي واول ما نطج…نطج بأسمك
لم تستوعب وهبت من جلستها قائلة بنبرة مرتعشة غير مصدقة وهي على حافة البكاء:
-فاق…بجد احلفي انا مش مصدقة
أكدت لها وهي تربت على ذراعها:
-يابتي والله العظيم زي ما بجولك تعالي وهتتأكدي بعينك
نمت بسمة على ثغرها رافقت دمعاتها وهي تخوض حالة من الاضطراب لا مثيل لها وتمتمت بقلب يرتجف مثل سائر جسدها:
-الحمد لله... الحمد لله... الحمد لله...انا عايزة اشوفه وديني ليه الله يخليكِ...
هزت رأسها وسحبتها خلفها وما ان وصلوا لتلك الغرفة التي تم نقله بها وجدت "ثريا" تقف على اعتباها بوجه تكاد البسمة تشقه من شدة سعادتها قائلة:
-فاق يا بنتي الحمد لله ادخليله وانا هروح اتوضى واصلي ركعتين حمد وشكر لله
هزت رأسها بحركة بسيطة ثم اقتربت بخطوات وئيدة متعثرة في حين هو همس بضعف ما أن سقطت ناعستيه الواهنة عليها:
-وحشتيني يا مغلباني
تسمرت بأرضها فور رؤيته و وضعت يدها على وجهها واخذت تهز رأسها بحركة هستيرية تدل على عدم تصدقيها، تضحك تارة وتبكي تارة أخرى وكأنها فقدت عقلها من شدة سعادتها ...ف الله استجاب لدعواتها وابتهالها ومنحه القوة كي يعود لها.
أنت تقرأ
خطايا بريئة (مُكتملة)
Literatura Femininaصرخـ ت حتى شعرت بتمـ زق أحبالها الصوتية، دفعـ ته، سبـ ته، خدشـ ت وجهـ ه بأظافرها كي يبتعد ولكن كل دفاعـ تها بائت بالفشل، مـ زق بلوزتها كاشـ ف عن نحـ رها البض ثم بكل جـ وع ظل يدنـ ـسها بقبُلاته القاسـ ية دون اي رحمة وكأنه أسد جائـ ع وهي وليمته الأخي...