السادس والثلاثون

20.5K 646 183
                                    

‏لا تؤذ قلباً رق لك يوماً
‏فلحظات الود لها عليك الف حق و حق !
-‏جلال الدين الرومي
---------------
حل الليل بقتامته عليه وهو يجلس مع "حامد" وخالها الأخر "سعيد" بعد رفضها وذلك الحوار المحتد الذي دار بينهم فكان شارد بملامح بائسة وكل كلمة تفوهت بها مازال طنينها بأذنه يتردد ويتردد حتى شعر أن رأسه يعج بها ألف ثورة طاحنة.
-رَوج يا وَلدي وربك هيدبرها

قالها "سعيد" بطيبة وهو يناوله كوب من الشاي الساخن و يجاوره في جلسته على ذلك الحصير الخشن أمام داره المتواضع وامامهم حطب مشتعل تتأكله النيران مثل قلب صاحب الناعستين التي تفيض بالحزن...

تناول "يامن" نفس عميق من ذلك العبق المميز الذي يفوح من الأراضي الزراعية ثم أخذ من يده الكوب وشكره بأدب في حين عقب "حامد" وهو يربت على كتفه:
-صلِ على النبي يا چوز بت عمتي الحريم كلاتهم ميچوش غير باللين راضيها بكلمتين حلوين وهي هترضى

-عليه افضل الصلاة والسلام

قالها بتنهيدة واستأنف بعدها:
-مش بنت عمتك اللي بترضى بكلمتين يا "حامد"..." نادين" زعلها صعب

ليتدخل "سعيد" ببسمة طيبة:
-كيف أمها الله يرحمها تمام كانت "غالية" إكده لو زعلت مفيش حاچة تراضيها واصل

رددوا سويًا بنفس واحد:
-الله يرحمها

ليضيف "سعيد":
-خابر يا وَلدي كان معيچبهاش العچب وكل ما يتجدملها حد من رچالة البلد تطلع فيه الجطط الفاطسة لغاية ما بالصدفة "عادل" كان إهنه بيتفج مع واحد من المزارعين يشيعله خضار لمحل الوكل اللي كان حداكم في البندر...وشافها واتجدملها و وافجت طوالي وجتها كنت مستغرب و سألتها ليه ده بذات يا "غالية" اللي وفجتي عليه ردت علي بچملة لساتها في راسي للنهاردة
جالتلي( الحُب مكتوب كيف الجدر تمام وكل روح بتنادي وليفها و روحي انجصمت وكانت ضايعة ولجتها وياه) وعشان إكده بجولك يا وَلدي مهتهملش روحك بعد ما لجتها

تنهد تنهيدة مثقلة ورد بنبرة تفيض بمكنون قلبه الذي لم يغيره شيء:

-انا مقدرش اسيبها تاني يا عم "سعيد" دي هي الروح لروحي

اعتلى حاجب "حامد" وشاكسه بود ناصحًا:
-واه ما انت زين أهه وهتعرف تجول حديت حلو  وفره ليها يا حزين وجوم هِم روحلها وراضيها أني معرفش انت عملت إكده ليه ومش هسألك بس طالما غلطان وندمان إكده يبجى عملتك عِفشة ومش هينة عليها وغصب عنيك لازمًا تراضيها حتى لو چابت من الطين وحطت فوج راسك و مش عشان جالتلك كلمتين من جهرتها تخليك تفجد الأمل

حانت منه بسمة هادئة وقال مستغربًا:
-هو أنت أزاي كده...انت متأكد أن "عبد الرحيم" ده ابوك

قهقه "حامد" واجابه بخفة:
-تصدج أنا ذات نفسي بجول اني زرع شيطاني مهشبهش حد

صحح "سعيد" بصدق:
-لع يا وَلدي أنت البذرة الطيبة في أرض بور ربنا يكملك بعجلك ويرضى عليك زي ما أنت بتخاف ربنا وبتراعيه في اهلك...وربنا يهدي ابوك ويزيح شيطانه عن راسه

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن