الرابع عشر

19.9K 566 158
                                    

ما زلتُ أتساءلُ بعد كلِّ هذه السّنوات أين أضع حبّك اليوم؟ أفي خانةِ الأشياءِ العاديّة التي قد تحدُثُ لنا يومًا كأيّة وعكةٍ صحيّة أو زلّة قدمٍ أو نوبة جنون؟ أم أضعه حيث بدأ يومًا؟ كشيءٍ خارقٍ للعادة، كهديةٍ من كوكبٍ لم يتوقّع وجوده الفلكيّون، أو زلزالٍ لم تتنبّأ به أية أجهزةٍ للهزّات الأرضيّة أكنت زلّة قدم أم زلّة قدر؟

رواية(ذاكرة الجسد)

أحلام مستغانمي

--------------------
لايعلم كيف قاد سيارته بتلك السرعة الجنونية كي يصل لها فقد كان غاضب لأبعد حد والعديد من السيناريوهات تدور برأسه وتكاد تفحم تفكيره من شدة سودويتها، وها هو قد وصل لتوه مهرولًا للداخل بخطوات واسعة يتأكلها الغضب وحين وجدها تسير برفقة المحامي في طريقهم للخارج جز على نواجذه بقوة وكور قبضة يده حتى نفرت عروقه وصرخ بأسمها  بنبرة قوية جعلتها تتجمد بأرضها:

-ناااااااادين

ما أن سمعت صوته ورأته بمرمى بصرها أرتجف جسدها وزاغت نظراتها بخوف فكانت هيئته مرعبة ولا تبشر بالخير بتاتًا ولذلك حاولت الأحتماء بظهر المحامي وهي متوجسة خِيفة منه، ولكن هو اختصر المسافة بينهم بخطوتان ليس أكثر وهدر بنبرة تقطر بالوعيد:

-أنتِ فِكرك في حد هيقدر يحميكِ مني 

تدخل المحامي ببديهية كي يحيل بينهم قائلًا:

- اهدى بس يا استاذ"يامن" هي كويسة وكل الحكاية انها كانت سهرانة مع صحابها وحصل مشاجرة عادية والموضوع اتساوى بشكل ودي قبل ما يتحول للنيابة 

أغاظه بشدة تبسيطه للأمور رغم فداحتها بالنسبة له، فما كان منه غير بسمة متهكمة وقوله بنبرة غاضبة أرجفت اوصالها وجعلتها تتشبث بظهر المحامي أكثر:

-المفروض افرح انا بعد الكلام ده واقول للهانم مراتي كفارة مش كده!

قالها وهو يجذبها بعنف من خلف ظهر الآخر، ويتفاجئ بذلك الثوب اللعين التي ترتديه ويكشف الكثير من جسدها لينظر لها مشمئزًا و يجز على نواجذه حتى ظهر ذلك  العرق النابض بجانب فكه وأخذ ينفض في غضب وهو ينزع  سترته ويقذفها بعنف بوجهها، انتفضت هي من فعلته ولكن كرد فعل سريع منها  ضمتها إلى صدرها كي تستر بها ذراعيها و تتحاشى تلك النظرات القاتلة بعينه وقبل أن يتفوه المحامي بكلمة أخرى أزاحه من أمامه وجرها خلفه إلى أن وصل لسيارته وحينها دفعها داخلها وانطلق بها إلى المنزل وهو يتوعد لها بأشد الوعيد، بينما على الجانب الآخر كان هو يشاهد من بعيد حتى أنه ود أن يتدخل لولآ أن منعه صديقه "فايز" وتمسك بذراعه بأخر لحظة قائلًا:

- اهدى يا "طارق"ومتبوظش الدنيا أنت كده هتفضحها، احنا ما صدقنا انها عدت على خير وابوك عطى الأمن وصاحب المكان قرشين وخلاهم مجبوش سيرتها ولا سبب الخناقة

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن