الفصل التاسع

22.8K 541 92
                                    


أنّ المرأة يسحرها أولًا الأمان الذي يزرعه الرجل من حولها، بعدها كل شيء يأتي من تلقاء نفسه.

-----------------------

- كيفك يا بنت "غالية" توحشتك؟

ابتلعت غصتها و همست بجزع:

- خالي!!

- چرى ايه يا جلب خَالك مش هتسلمي عليا وتحبي على يدي ولا إيه؟

هزت رأسها بِبسمة باهتة وتقدمت في ثبات تصافحه متجاهلة جملته الأخيرة :

- اهلًا يا خالي القاهرة نورت

زفر بقوة عندما لم يروقه سلامها البارد الخالي من الإحترام بتاتًا بالنسبة له وهدر وهو يطالعها بنظرات خبيثة من أخمص قدميها حتى رأسها:

- منورة بناسها يا بت "غالية"وين چوزك وكيف مهملك مايعة إكده

شملت ذاتها بنظرة عابرة بعدما تفهمت المغزى من حديثه وكادت تجادل ولكن اتى رد "يامن" ملاحق لها :

- أنا هنا أهوه يا حاج "عبد الرحيم" نورتنا

قالها "يامن" وهو يخرج من المرحاض عاري الصدر يلف منشفة عريضة حول خصره وأخرى صغيرة يجفف بها شعره، لتشهق هي في خفوت وتزيح بنظراتها بعيدًا مما أثار ريبة "عبد الرحيم" وهو يرد سلام" يامن" بِبرود دون لباقة :

- اهلًا بالغريب ليحول نظراته لها ويتسأل بخبث بَين:

- مكسوفة من چوزك إياك

استغرق الأمر ثانية واحدة كي تلاحق الموقف بهز رأسها وقولها بمكر لا يضاهيها احد به:

- لا يا خالي انا بس خوفت يبرد علشان الشباك مفتوح

لتهرول إلى النافذة المفتوحة وتغلقها ببسمة متوترة تحت نظراته الفاحصة

ليهز رأسه وهو يلتقط طرف جلبابه ويقول وهو يتوجه نحو الأريكة المقابلة للفراش ويجلس عليها:

-عندك حج يا بت "غالية" چوزك بَرّدك ومن حجك تنخلعي عليه

تناوبوا النظرات المتوترة بينهم قبل أن يضيف" عبد الرحيم" وهو يسند ظهره بأريحية ويطوف بعينه محيط الغرفة :

- بس الأوضة زينة وعفشها مليح

ليركز نظراته على الفراش ويقول بخبث بَين و بنوايا بعيدة كل البعد عن البراءة :

- بس السَرير ده ضيج حبتين بيساعكم ده يا ولاد

ابتلعت هي غصة بحلقها وتوارت خلف ظهره وهي تتفهم الغرض من سؤاله، بينما "يامن" نظر لها نظرة مطمئنة وهدر بكل ثبات :

- اه يا حاج كله تمام، وكويس أن الأوضة عجبتك أصلها ذوق" نادين" وكل حاجة من اختيارها هي

قال آخر جملة وهو يجذبها من خلف ظهره ويحاوط خصرها ويضمها إليه بطريقة اربكتها، ولكن دائمًا ما يكون ردود أفعالها سريعة، لتسايره وتبادله بإحاطة خصره ايضًا ورغم توترها والرجفة التي انتابتها عندما لامست جسده العاري تحت يدها إلا أنها استحضرت بسمتها المعهودة التي حاولت أن تكون أكثر دفء أمام عينه من أجل أن يكتمل المشهد الدرامي أمام ذلك الذي كان يتآكلهم بنظراته وتحمحم قائلًا بنبرة غليظة مستنكرة:

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن